مضر يُعيد بريقه

كعادته اليراع ، يستفز الكلم ، يستاف من نبضات القلب بعض كلم . يحدوه الأمل من لغة البيان إفصاح تبيان ، يقال لدى جملة البلاغيين : ” إن خير الكلام ، ما قل ودل ” . إنه اليراع ، يستفيق في يدي ، هذا المساء ، ليبحر في المساءات القادمة الظل ، لأبعث لإنسان شغف القلب به شغفًا برغم المسافات يزداد وهجًا يعدوه وهج ، إنه قائد كواسر مضر ، الكابتن حسن الجنبي .

إن الفضاءات – يا حسن – متسعة الغيمات ، لتهطل مطرًا ، ليتساقط كنهر فوق الوجنات الحرى ، لينبثق الأمل ، ويزدهر التراب . لم يعد الاشتياق سوى الاشتياق سبيلاً ، لنرخي الوجنتين ، لم تعد الأيام وميض البصر سوى الأحداق في اتجاه السعد عناقًا ، كغيمة تعانق أختاها البعيدة القريبة . شمر ساعديك عبر احتضان السواعد ، خذ من الصبر اجتهاده ، ومن الأمل رغوته ، ومن نبضات عشاق الكواسر كل الإرادة والعزم البرتقالي . آن الأوان لتطبب جرح القوافي والكلمات المتعبة ، لقد أضناها الفراق . كلي ثقة الآن وما كان ويكون ، أن تقرأ ظلي وأمنياتي المُتعبات ، نعم الآن أراك تحدق في أحرفي ، تشعر بالأنفاس مخنوقة بين أضلعي ، تقرأ متأملاً ما وراء الكلم ، وتشعر بها ، كعاشق أخذ منه عشق محبيه كل مأخذ .

ها قد أعدتم بريق ” مضر ” ، وتوهجه ، لازلتم في صدارة الدوري ، بتكاتف الجميع ، ومن خلفكم جماهيركم الوفية ، العاشقة . إن الصدارة ، كثقافة فوز أن تتطلع للأفق ، أن تنشد الاستمرارية ، ومع كل جولة يزداد الحمل أكثر وأكثر ، أن تمضي واثق الخطى ، جهدًا ولعبًا وفكرًا رياضيًا محكم الإتجاهات والألوان ، لتفتح نافذة تكون أنت – مضر – بطل الدوري الممتاز لكرة اليد .

إن فريق مضر ، يمتلك كل الإمكانيات والمعطيات ، التي تجعله متألقًا ، ومنها – على سبيل المثال لا الحصر – مدرب الفريق الأسباني ” فرناندو ” الذي يحمل فكرًا ووعيًا رياضيًا حاذقًا ، الصامت صمت المُتأملين ، البارع الحديث في زوايا الملعب . إنه مكسب ، لذا من المنطق بمكان أن يستمر ، هذا المفكر الرياضي في ساحنا ، ليخترق العقول بفكره وثقافته ، عملاً استراتيجيًا ، ينتج من خلاله ولادة لاعبين بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف ، كذلك لدينا لاعبين ، لن أقول يشار لهم بالبنان ، بكونهم البنان ، الذي يمثل بوصلة الإشارة .

لكم أراك الآن ، وأنت تحدق شغوفًا ملهمًا شاشة الموبايل ، إلا أني لا أستطيع توصيفًا ، لأحاسيسك ومشاعرك – لربما – اليراع في يدي عاجز توصيفًا – له عذره – . لا أريد الإطالة ، نزولاً عند رغبة البلاغيين ، الذين أتعبوني إيجازًا ، لأقف الآن عن الهذيان ، عن الكتابة ، لأوجزها بضع مفردات ، إذًا لتصغي ” يا حسن نريد أن نسعد ابتهاجًا بفوز يعدوه فوز ، شكرًا لمنح أمثالي من وقتك ، لتصغي ، فإن ما يختلج في القلب تعلمه .


error: المحتوي محمي