صفوى.. طفلة الـ ١٠ سنوات توقع إصدارها «هدى وَأمها» في «بسطة»

ملأت المكان بحماسها، تسير هنا وتنتقل هناك وتوقع كتابها الأول الصغير وتقفز فرحًا وابتسامة طفولية كبيرة زينت بها ثغرها، وعندما امتدحها أحدهم أمسكت بيد والدها وذهبت نحو والدتها، وقد كانت المؤلفة الوحيدة التي حضرت من مدينتها صفوى لعرض وتوقيع إصدارها يوم أمس، السبت 4 رمضان ١٤٣٩ هـ، على شاطئ القطيف ضمن بسطة الكاتب حسن آل حمادة الرمضانية.

لا يتعدى عمر فاطمة مجتبى السادة الـ10 سنوات، وخلال شهر واحد كتبت ١٠ قصص قصيرة وجهتها للأطفال وضمنتها إصدارها “هدى وَأمها”، الذي يقع في ثماني وعشرين صفحة ملونة من القطع الصغير، وخلال شهرين تم تطعيمه بالرسومات وطباعته، كما اشتمل على صفحتين للتلوين.

وهدفت “السادة” عبر قصصها لبناء شخصية الصغار باعتبار أن القصص موجهة للأطفال، وغرس الصفات الحميدة بطريقة التخيل والتصور التي اعتمدتها القصص القصيرة في 10 مواقف تطرقت لها الكاتبة الصغيرة بأسلوب مبسط يستوعبونه بسهولة، وتميل القصص إلى المثالية، وهذا ما تطمح فاطمة وعائلتها أن يصل إليه المجتمع.

وأطلقت المؤلفة اسم “هدى” على بطلة قصصها لأنها تعشق هذا الاسم المنبعث من الهدوء، كما أن ملامح شخصية هدى بالكتاب تشبه كثيرًا فاطمة الحقيقية، وكأنها تسقط الكتاب على واقعها وتنفذ القيم التي أرسلتها عبره فتكون أنموذجًا حيًا لأقرانها الصغار في العمر.

وتحكي فاطمة عبر القصص العشر، مواقف طريفة تتصرف فيها “هدى” بطريقة عفوية وبريئة، وتتعلم من تلك المواقف دروسًا وعبرًا في أماكن مختلفة كالسوق والمنزل والطائرة والمشفى والمطعم وغيرها، وكلها أماكن يقصدها الطفل العادي، وتكون الأم هي الموجهة والناصحة، وفي اتباع نصحها واحترام كلمتها نجاة ورضا الإله.

وتميل “السادة” إلى القراءة والكتابة، باعتبار توفر مكتبة كبيرة في المنزل وترى والدها يكتب أمامها، الذي أعد ستة مؤلفات، نشر منها أربعة هي: كتاب “الفجر المقدس” وطبع عام 2001 وترجم إلى اللغة الفارسية والأذرية، وكتاب “النور الغائب” وطبع عام 2007، وكتاب “رؤى مهدوية” وطبع عام 2016 وترجم إلى اللغة الأذرية، وكتاب “التراث المهدوي” وطبع عام 2018 وقد فاز بجائزة دولية.

وكان لكتاب فاطمة قصة، وذلك أن إحدى مدرساتها في المدرسة شجعت طالباتها على قراءة القصص وتلخيصها، فوفر لها والدها بحدود ٥٠ قصة تناسب عمرها، فاستمتعت بقراءة هذه القصص، وتولدت لديها ميول لكتابة مثل هذه القصص.

وتطمح فاطمة إلى أن تصبح طبيبة أطفال وكاتبة في نفس الوقت وأن تكون هذه بداية مشوارها الروائي وحافزًا لها للكتابة المستقبلية.

ولاحتفاء العائلة بمؤلف فاطمة “رسالة” يلخصها والدها مجتبى السادة قائلًا: “العائلة لديها أكثر من مؤلف ومنتشرة بين دول العالم الإسلامي، ورسالتنا أن نخلق وننمي روح الكتابة والقراءة لدى أفراد المجتمع، وأن ننشر الأخلاق الإسلامية”.


error: المحتوي محمي