من نعم الله وفضله علينا أن جعل بيننا علماء إجلاء، وهبهم من كرمه -سبحانه وتعالى – قلوبًا تملك من الرحمة وسعة الصدر ومن الصفات الحميدة والأخلاق العلمائية الراقية ومن السمو الروحي والوجداني النبيل.
حملوا على عاتقهم ومنذ السنوات المبكرة من العمر شرف خدمة العلم والناس واكتسبوا كنوزًا من المعرفة بعد سنوات طويلة في طلب العلم والكفاح حتى أجادوا كل السبل الخيرة التي تخدم أفراد مجتمعهم بأفكارهم النيرة ومواعظهم الفكرية والعلمية الهادفة وبعطاءات متعددة صادقة ووفية مخلصة لوجه الله تعالى.
بالمعاملة الحسنة والتعاطف الجميل مع الكبير والصغير ومع مختلف طبقات المجتمع وتوجهاته؛ نالوا ثقة الجميع وتجسّدت في الأعماق وفي العقول قبل القلوب صفحات ناصعة البياض راسمة نماذج رائعة من الأمل الذي يزيح كل هم وكدر حتى بلوغ الفرج من الله (عز وجل).
أقاموا الندوات والمحاضرات حرصًا منهم في جميع الأوقات والمناسبات والأماكن، ومنها هذه الأيام الرمضانية المباركة والتي كان لها حضور مميز وتفاعل ملموس من كافة شرائح المجتمع وانتماءاته، وحيث بذلوا من الوقت الكثير في تقديم الدروس التوعوية والإرشادية في الدين والعقيدة والتربية والسلوك وبمختلف احتياجات المجتمع علميًا وثقافيًا واجتماعيًا وفي جميع النواحي التي تلامس حياة الناس وشؤونهم الخاصة والعامة، ومنها الندوات الحوارية التي تنمي المجتمع وتجعلهم – بإذن الله – أخوة متسامحين ومتحابين، داعين للكلمة الطيبة والحكمة الراسخة والثابتة، ومؤكدين – رعاهم الله – ضرورة التكاتف والتعاون والمشاركة المجتمعية من خلال اللجان الرسمية والأهلية المتخصصة والطموحة.
تحية طيبة لكل علمائنا وخطبائنا الأفاضل الموجهين المخلصين أصحاب السماحة، تحية إجلال تحمل بين طياتها كل معاني الحب والشكر والتقدير لتلك الجهود المباركة والتي هي مصدر فخر لنا كمجتمع من حقنا أن نعتز ونباهي بحصادها النافع وقيمها الرفيعة أمام الأجيال وهو وسام عظيم الشأن لقطيفنا الحبيبة في وطننا العزيز علينا جميعًا بشتى مناطقه وربوعه الجميلة والغالية، وقبل الختام لا يفوتنا أن نرفع الشكر والتقدير والعرفان الجميل كذلك لكل عامل وناشط من الجنسين في سبيل خدمة الوطن والمجتمع والأمة.