خيريات القطيف تستعد لاستقبال الضيف الكريم ببرامجها الخاصة

نفحات الذكريات الجميلة تطل علينا بعد أيام لتلك الأجواء الروحانية والتراتيل القرآنية، حيث نستقبل شهرًا مختلفًا عن بقية الشهور، شهر التسامح والإحسان، أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، والجميع يستعد لاستقبال الضيف بطقوس مختلفة واهتمامات متعددة، بين من عزم على ختم القرآن ومن وضع الميزانية لشراء مقاضي رمضان.

وتعج الأسواق وتزداد نسبة الشراء بين أطعمة وشراب وكماليات، وأدوات ترفيه وأطقم تقديم، والمحلات التجارية تغير الواجهات وتستقطب الزبائن بالخصومات، وتنشط اللجان والحسينيات ودور القرآن لإعداد البرامج والفعاليات، وأفراد المجتمع في حركة ونشاط على أهبة الاستعداد.

وهناك من يستعد بطريقة مختلفة وبزوايا إنسانية متعددة، يتشارك المسؤولية ويحتضن التفاعلات الاجتماعية ويشد عزيمة المتطوعين للعمل المضاعف من أجل إعداد قوائم لحصر المستفيد والمحتاج وتوزيع سلات الغذاء ودعم الفقراء.

هكذا تستعد الجمعيات الخيرية بمحافظة القطيف من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها، لاستقبال الضيف الكريم، وحول هذه الاستعدادات تتمركز جهود المثابرين لتحقيق التكافل الاجتماعي للنسيج القطيفي الواحد.

كتلة بشرية
وقال عبد الله العليوات، رئيس جمعية البر الخيرية بسنابس، لـ«القطيف اليوم»: “نحن كأي جهة اجتماعية تطوعية قائمة على التعاون والتكاتف والعطاء والتماسك والبعد عن الإناء والتحول النفسي الاجتماعي إلى كتلة متماسكة كالجسد الواحد كلما اشتكى عضو تداعى له باقي الأعضاء بالسهر والحمى”.

وأضاف “العليوات”: “قبل شهر الرحمة يبدأ الاستعداد لتوزيع ما تجود به أيدي المجتمع على شكل مواد غذائية أو سلات رمضانية مكونة من المواد الأساسية للتغذية كالرز والسكر والملح والدقيق والهريس والزيت والتمر والقمح وغيرها من الأصناف الرمضانية لمشاركة الأغنياء الفقراء، لما لذلك من أجر عظيم عند الله خالق العباد، ونستعين بشركائنا لتزويدنا بتبرعاتهم العينية وتوصيلها لمستحقيها بواسطة الجمعية لوجود البيانات والمعلومات التعريفية والبحوث الاجتماعية والاقتصادية عن الأسر، والتي بلغت هذه السنة ٢٦٤ أسرة”.

تقارب واهتمام
وذكر رائد آل سلام، مقرر لجنة التكافل بجمعية الجش الخيرية، أن شهر رمضان شهر إحسان، يتضاعف فيه الأجر والثواب، وأن اللجنة تعد عدة الاستعداد له مبكرًا وتضاعف العمل فيه، حيث بدأنا من شهر جمادى الثاني عمل تحديث لبيانات الأسر المستفيدة سواء أسر المساعدات المستمرة أو أسر المساعدات الموسمية، وكذلك استقبال طلبات الأسر غير المسجلة بالجمعية لإدراجها ضمن مساعدات رمضان، كما تخصص الميزانية وتستعين بعدة مشاريع داعمة في هذ الشهر الفضيل، كمشروع السلة الرمضانية وكسوة العيد”.

صورة عاكسة
ونوهت آسية العوازم، باحثة اجتماعية بجمعية مضر الخيرية، بأن شهر رمضان شهر جاذب للعمل الخيري عاكس للتكافل الاجتماعي، وقالت: “نحن نبذل الجهود في حث المجتمع على التعاون وبذل الصدقات في هذا الشهر الكريم، وتستعد اللجنة المكلفة بحصر الأسر المحتاجة والمتعففة وإعداد خطة توزيع المؤونة على جميع الأسر المستفيدة والمسجلة من أجل تقديم المساعدات النقدية، إلى جانب الكوبانات الشرائية والسلات الغذائية”.

نبض حياة
وأشاد إبراهيم الخلف، مشرف لجان التكافل بجمعية الصفا الخيرية، بما يلمسه من التفاعل الإيجابي المتزايد من المجتمع في هذا الشهر العظيم والدعم الكريم لهم لبرامج شهر العطاء، متمنيًا المزيد من الدعم والمداومة على ذلك طوال العام.

وأوضح “الخلف” أن لجنة التكافل تسعى لإقامة البرامج الداعمة، كبرنامج الطبق الخيري للرجال، والذي سوف يقام في ليلة 16 من شهر الخير بصالة نادي الصفا، مع العديد من النشاطات المتعددة المصاحبة له، وكذلك لقاء الخير الذي تنظمه اللجنة النسائية بالجمعية ويقام في صالة الشلال خلال الأسبوع الأول من ليالي رمضان، وهو خاص بالنساء وسوف تصاحبه فعاليات كثيرة وبمشاركة عدة جهات.

خير لا ينقطع
وأكد حسين الجبر، رئيس جمعية أم الحمام الخيرية، لـ«القطيف اليوم»، أن أهالي القطيف عامة أهل مبادرات طيبة وتنموية، ومع قرب الشهر الفضيل تعكف لجنة الشؤون الاجتماعية بالجمعية على حصر العوائل المحتاجة والبالغ عددها 270 أسرة من الأيتام والفقراء، من أجل توفير ما يلزم من الاحتياجات الاستثنائية الخاصة بشهر رمضان، كما تبذل الجهود لمخاطبة الشركات والمؤسسات لفتح باب المساهمة للعمل الخيري المشترك، وتصرف كوبونات الشراء لكل فرد من أفراد العائلة المحتاجة في مراكز التسوق الكبيرة، وتوزع السلة الرمضانية على فترتين قبل شهر رمضان المبارك وقبل منتصف الشهر.

رحماء بينهم
وذكرت إيمان السويدان، مسؤولة اللجنة الإعلامية بجمعية سيهات الخيرية، أن حملة “رحماء بينهم” التي أطلقت قبل خمس سنوات وتعد أكبر مشروع بالجمعية لإشراك المجتمع من أجل تبني جانب المسؤولية الاجتماعية، تلقى تفاعلًا مميزًا بفضل جهود لجنة المساعدات العينية، وقد بلغ عدد المستفيدين من الحملة 5000 فرد، ويعمل بها أكثر من 100 متطوع لتجهيز السلال الغذائية ليتم توزيعها خلال أسبوع قبل شهر رمضان، وهذا يكشف أروع صور التكاتف والتفاعل بشهر رمضان الخير.

حالة استنفار
وبدوره، قال حسن المرهون، رئيس لجنة التكافل بجمعية تاروت الخيرية: “مع قرب حلول شهر رمضان الكريم، تستنفر الجمعية جميع جهودها لتأمين كل احتياجات المستفيدين من الفقراء والأيتام والأرامل، من خلال إعداد خطة إعلامية تشمل الإعلانات الورقية والبنرات والإعلان عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والتنسيق مع أئمة المساجد، لحث المؤمنين على التفاعل مع مشروع إفطار صائم الذي تقيمه الجمعية كل عام”.

وأضاف “المرهون”: “وعلى الصعيد الداخلي، نقدم الكوبونات الشرائية لجميع المستفيدين، ونجهز المستودعات لاستقبال التبرعات العينية من المواد الغذائية، وحيث إننا نعيش في مجتمع مؤمن يستقي تعاليمه من القرآن الكريم ومن سيرة المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله والأئمة الأطهار)، لذا يتفاعل المجتمع بتقديم المساعدات النقدية والعينية”.

قلوب تفيض
وقالت زكية الناصر، رئيسة اللجنة النسائية بجمعية الأوجام الخيرية: “بحمد الله جمعنا هذا العام في شهر شعبان تبرعات لمشروع السلة الرمضانية بمبلغ 63680 ريالًا، استعدادًا لشهر رمضان، حيث نستشعر المسؤولية الكبرى على عاتقنا نحو تحسين أوضاع من هم بحاجة للمساعدة من الفقراء والمحتاجين، ومع قرب الشهر الفضيل تفيض المشاعر الإنسانية النبيلة التي تترجم إلى بذل ودعم للعمل الخيري في الجمعيات، لذا نركز على إطلاق المشاريع كالسلة الرمضانية والطبق الخيري في شهر رمضان”.

بهذه الطقوس العبادية المؤثرة كان استقبال خيريات القطيف واستعدادها للشهر الكريم، ورسالتها: “وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا”.


error: المحتوي محمي