في 11 ركناً.. جولة على مرض الصرع في القطيف

ضمت فعاليات مرض الصرع، التي أقامها مستشفى القطيف المركزي،  خلال يومي الخميس والجمعة 24-25 شعبان 1439 هـ، أركانًا متعددة لتوضيح أقسام وعيادات المستشفى لمريض الصرع.

‏وأوضحت الدكتورة ‏زكية سلمان كاظم، ‏استشاري مخ وأعصاب أطفال، ‏أن “حالة الصرع حالة إسعافية مختلفة عن الإنعاش القلبي، فالأخير يحدث عند توقف الجهاز القلبي والجهاز التنفسي، ولكن الصرع حالة إسعافية خاصة، و‏مهما كان الموقف نبذل كل ما في وسعنا ونطلب المساعدة من فريق إسعافي لنقل المريض إلى المستشفى لو استمر الموضوع أكثر من ‫ربع ساعة، لأن أي محاولة لإدخال الهواء بالإجبار تعطي نتائج عكسية للمريض، ومحاولة تحريكه يمكن أن تسبب كسورًا له”. ‬

وقالت “كاظم” إن ‏أغلب حالات الصرع لا يوجد لها سبب واضح، وعندما يكون المريض سليمًا ذهنيًا وحركيًا وفحوصاته سليمة، فإن فرصة شفائه تكون كبيرة بنسبة 70% خلال سنتين مع الأدوية المضادة للصرع.

‏وأضافت: “أما البقية أو الحالات الأخرى، فيمكن أن تختفي أعراض الصرع ‏وتعود النوبات بعد مرحلة الطفولة، ‏وهي التي صادفت اختناقات وقت الولادة أو مشاكل عصبية في الدماغ وأمراضًا استقلابية، وهؤلاء فرصه تشافيهم أقل من غيرهم، إلا أن هناك حمية غذائية يمكن اتباعها إن لم يستفد المريض من العلاج، وهي الحمية الكيتونية، وتساعد في السيطرة على المشكلة”.

‏وقالت د. إيمان الحسين إن الكثير من العلماء شخصوا مرض الصرع، منهم فيثاغورس، ونوبل، ونيوتن، وأقدم الحالات التاريخية المرضية التي دونها التاريخ كانت في عصر البابليين منذ أكثر من 3000 سنة، وكانوا يعتقدون أن المصاب بالصرع متلبس بالجن أو أرواح شريرة، وكانوا يعالجونه بذبح القرابين وأشياء مرتبطة بالشعوذة، إلى أن عرفوا أن الصرع هو مرض عضوي لا علاقة له بالجن أو الأرواح الشريرة، وأول من عرف الصرع هو أبوقراط “أبو الطب” سنة ٤٥٠ قبل الميلاد.

وأوضحت “الحسين” أن الصرع ‏هو اضطراب في الجهاز العصبي المركزي، وهو زيادة في النشاط الكهربي للدماغ تنتج عنها تشنجات حركية أو اضطرابات حسية.

وأضافت: “للتأكد من أن المريض مصاب بالصرع، يجب أن تحدث له نوبتا تشنج أو أكثر غير مبررة، أي غير مصاحبة للحرارة حتى لو خلال سنة كاملة، لأن نوبات التشنج الحراري التي تكون مصاحبة للحرارة لا تعتبر صرعًا”.

وبيَّنت أن الأنواع الشائعة من المرض، هي الكلي والجزئي، حيث إن الكلي يصاحبه فقدان الوعي الكامل ويسيطر على الدماغ بشكل كامل، وأنواعه التوترية الرمعية وفيه يفقد المريض الوعي وتحدث له تشنجات شديدة لا يحس بها المريض بقدر ما يشعر بها من حوله من رهبة ويفقد بها السيطرة على نفسه كـعض اللسان وتبول لا إرادي وزياده إفراز اللعاب، والصرع الغيابي “الصرع الصغير”، وهو مرتبط بالطفولة وعندما يكبر المريض يختفي، ويحدث مرات كثيرة خلال اليوم وقد لا يشعر به من حوله، لهذا يحتاج لتدخل طبي لأنه قد يسبب تأخرًا دراسيًا لكثرة فقدان المريض الوعي بشكل متكرر خلال اليوم، ويمكن أن يختفي بعد البلوغ ولكن يتطور لنوع آخر من التشنجات لأنه خلل عصبي بالدماغ.

وتابعت: “أما الجزئي، فهو يحدث لجزء من الدماغ ولا يسبب فقدانًا للوعي، حيث يكون المريض مدركًا لما حوله، وأشهر أنواع الصرع هو الحميد الذي لا يحتاج لعلاج، وهو تشنجات في الوجه تصاحبها زيادة إفراز اللعاب وصعوبة بالكلام، ويكون الشخص مدركًا لما حوله”.

وقالت د. شمسة الأحمد، ‏استشاري روماتيزم أطفال، إن التشنج الحراري لا يعتبر صرعًا، فهو شيء عابر، حيث يعيش الطفل طبيعيًا وقدراته العقلية سليمة، ‏ويحصل للأطفال من ستة أشهر إلى ست سنوات ويكون مصاحبًا بحرارة، وذلك نتيجة التهاب الحلق أو التهاب الجهاز التنفسي، ويأتي على صورة تيبس أطراف، وانتفاض العضلات، وازرقاق الشفتين، وانقلاب العينين، ويستمر دقيقة أو دقيقتين ولا يكون أكثر من ١٥ دقيقة وقد تكون ثواني معدودة، ويجب أن يتم التعامل مع المريض بحذر حتى لا يتم التسبب في اختناقه، ونضع الطفل على جنبه الأيسر لو كان هناك قيء حتى لا يبلعه ويكون سببًا في اختناقه أيضًا، ويفضل أخذ الطفل للمستشفى لتشخيص المرض، فقد لا يكون تشنجًا حراريًا.

وأوضحت “الأحمد” أنه يمكن الوقاية من التشنج الحراري بالتحكم في حرارة الطفل وإعطايه خافض حرارة كل ٤ ساعات وعمل الكمادات لكي لاتعود النوبة له.

وقالت ذكريات المختار، أخصائية اجتماعية بمستشفى القطيف المركزي: “نقدم للمريض وأسرته الدعم لمواجهة هذا المرض وكيفية التعايش معه ونهدئ روعهم، حيث يتم إرشادهم بالتعاون مع عيادة الأعصاب إلى طريقة إسعافهم”.

وشرحت د. زينب البحار طريقة مساعدة المريض وقت النوبة، قائلة: “يجب أن ‏نبعد الأجسام الصلبة عنه حتى لا يأذي نفسه، ووقت حالة التشنج نضع وسادة تحت رأسه ونخرج أي شيء في فمه حتى لا يتعرض للاختناق، ونحسب الوقت من بداية النوبة لنهايتها، لأن هناك حالات تستدعي طلب الإسعاف، مثلًا مريض القلب أو السكري أو من تكررت لديه النوبة خلال فترات متقاربة لابد من إشراف طبي”.

وقالت د. فاطمة القريش، استشاري مخ وأعصاب أطفال: “قد يبدأ الصرع منذ الولادة بسبب نقص الأكسجين، وقد تكون هناك مسببات أخرى، وحتى عمر 70 أو٦٠ عامًا، لا توجد طريقة نتنبأ بها أن هناك نوبات صرع أو تشنج، ولا نبدأ العلاج فعليًا إلا بعد خطوات مهمة؛ أولها وأهمها التشخيص من المريض، فيتم سؤاله عن عدد نوبات التشنج غير المبررة وغير المصاحبة للحرارة، ويأتي التخطيط والأشعة بالسير العلاجي لاحقًا لبدء خطة علاجه”.

وحول كيفية التخطيط الكهربي لمرضى الصرع، قالت د. خلود آل سنبل، استشارية أطفال: “المدة الزمنية للتخطيط تتراوح بين ٢٠ و٤٠ دقيقة حسب الحالة المرضية، وكلما تغير التاريخ المرضي نقوم بعمل هذا التخطيط لرؤية بؤرات متغيرة في الموجات الكهربائية في الدماغ، وبالفحص والمراقبة نحدد نوبات الصرع وننظم الأدوية للمريض”.

وشرحت منار الصادق، أخصائية أشعة، أهم الفروقات بين الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية، وكيف يخدم كل جهاز ويساعد بتشخيص مرض الصرع، وأيضًا التحضيرات التي يتم إجراؤها للمريض قبل وأثناء الأشعة.
وأضافت “الصادق”: “توضح الأشعة تطور المرض أو تحسنه، بالإضافة إلى النزيف أو الكسور التي قد تحدث للمريض حين يسقط”، وأوضحت أن الأشعة تخدم حتى الأطفال الصغار وغالبًا يتم تخديرهم قبل عملها.

‏وجاء ركن الأسنان بقيادة الفريق التطوعي “يد واحدة -AllHand”، تحت إشراف د. علي البيك.

ونوهت فاطمة مهيني، طالبة طب أسنان متطوعة، بعلاقة مريض الصرع بعيادة الأسنان، وتزامن وقت التشنج مع عض الأسنان، وأوضحت أن “تأثر طبقة المينا يؤدي لألم بالعضلات وعظام الفك، إضافة إلى أن ‏الأدوية التي يتعاطاها تسبب جفاف اللعاب، وتزيد تسوس وانتفاخات اللثة، لهذا نشدد على مراجعة العيادة بشكل دوري لتفادي هذه المضاعفات”.

وأوضحت أخصائية التغذية زهراء الداوود علاقة الغذاء بالمرض، حيث أكدت أنه إن لم يستفد المريض من العلاجات الدوائية، فإنه يخضع لحمية غذائية تسمى الكيتونية، وهي حمية عالية الدهون وبها كمية كافية من البروتين وكمية قليلة جدًا جدًا من الكربوهيدرات وقليل من السكريات، مثلًا الكيك والحلويات أو المعجنات ممنوعة له، بالإضافة إلى السكر الموجود بمعجون الأسنان أو كريمات العناية بالجسم وبعض الأدوية التي يوجد ضمن مكوناتها سكر، ومسموح له بتناول المايونيز والزبد والفول السوداني وكريمة الخفق، وبعض الفاكهة قليلة السكر مثل العنب والفراولة.

وقالت إن هذه الحمية عكس الحمية العادية التي تكون غالبًا بعيدة عن الدهون وأكثر قربًا من الكربوهيدرات، ونوهت بأن هذه ‏هذه الحمية لابد أن تكون بإشراف طبي متكامل ولا تطبق بشكل عشوائي لتقاس نسبة الكيتونات بالجسم، وتستخدم هذه الحمية في حال فشل العلاج الدوائي لأنها ليست سهلة التطبيق، ولابد من الكشف الكلى والكبد والكوليسترول والدهون الثلاثية، وينمو المريض بشكل صحي من غير زيادة بالوزن ولا نقصان، ويتم اتباعها أو إيقافها بشكل تدريجي.

 


error: المحتوي محمي