تستعد اللجنة الصحية التابعة لجمعية تاروت الخيرية لإقامة أولى سلسلة البرنامج التثقيفي والتأهيلي للمتزوجات والمقبلات على الزواج «إيلاف» والمقرر تنفيذه من يوم السبت 4 رمضان 1439هـ.
ويتناول البرنامج بصورة تفصيلية عدة جوانب في الحياة الزوجية وهي: الجانب الفقهي، والصحي، والغذائي، والسلوكي، والجمالي والحقوقي.
وأوضحت رئيس برنامج «إيلاف» فرحة الصفار في حديثها لـ«القطيف اليوم» أنه جاء إطلاق البرنامج لتأهيل وتوعية المتزوجات والمقبلات على الزواج على يد متخصصين، لتحقيق الاستقرار والأمن الأسري عبر محاضرات وورش عمل تنموية مستدامة اجتماعيًا، بغية تخطي المشكلات الزوجية التي قد تصل إلى الطلاق، والحد من نسب الطلاق والآثار المترتبة عليه.
وذكرت أن العمل سيكون في البرنامج وفق رسالة يدعو لها بين سيدات المجتمع؛ لرفع مستوى الوعي الصحي، والسلوكي، والثقافي للمجتمع وبث السعادة لتكوين أسرة مستقلة منسجمة وهادئة، وفق أسس منهجية ثابتة منبثقة من أفكار ورؤية واضحة لتعود بالنفع على المجتمع ومنبثقة من قيم ومبادئ إسلامية صحيحة وتطبيقًا للآية الكريمة: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”.
وكشفت الصفار عن مهام المشروع والتي تتعدد بين التركيز بشكل خاص على المقبلات على الزواج عبر تعريفهن بإدارة الحياة الزوجية قبل وأثناء خوض الحياة الزوجية وتكون بصور عدة أولها: ضوابط اختيار شريك الحياة والحقوق والواجبات الزوجية، والأحكام الشرعية، والعلاقات بين الزوجين ومهارات احتواء المشكلات الزوجية والحوار الأسري واحترام الآخر.
وقالت: “نطمح للعمل على تعريفهن بالتغيرات الجسمانية وتغير الهرمونات الذي يطرأ بعد الزواج، وتعليمهن أساسيات الطبخ، والخطوط العريضة للماكياج”.
وأشارت إلى أهم المبررات من وراء تنفيذ المشروع والتي جاءت بعد استشارات ذوي الاختصاص في الجانب الديني، والنفسي والاجتماعي، والتي تجمع على زيادة نسبة الطلاق بنسبة 80% في السنوات الأولى من الزواج، بالإضافة إلى بلوغ نسبة عقود الطلاق إلى النكاح 33% وذلك في إحصائية أدلى بها قاضي محكمة المواريث بالقطيف لعام 2016م.
من جانبه، أيد الاختصاصي النفسي ناصر الراشد في حديثه لـ«القطيف اليوم» البرامج التدريبية للمتزوجين أو المقبلين على الزواج، لكنه اعتبرها من البرامج التي واجهت التأييد والتشكيك في أهميتها وفعاليتها، وهذه فرضية علمية وينبغي التعامل معها بمنهج بحثي علمي فهي لا تحتمل الرأي الشخصي.
واستشهد بالتجربة الماليزية كونها التجربة الحاضرة أكثر كحقيقة علمية على أهمية هذه الدورات ومدى فعاليتها، إذ قامت مجموعة من الباحثين المهتمين بالشأن الأسري في ماليزيا، عام 1993م بدراسة إحصائية تبين خلالها أن نسبة الطلاق في هذا البلد وصلت إلى 32% على ضوء هذه الدراسة كانت توصية فريق البحث بعمل برامج تدريبية لتأهيل المقبلين على الزواج، وبعدها يعطى الذي يكمل البرنامج التدريبي رخصة زواج، وفي العام 2002 أظهرت دراسة إحصائية أخرى نتيجتها؛ انخفاض نسبة الطلاق إلى أقل من 10%، وانخفاض النسبة هنا له دلالة إحصائية واضحة بمدى تأثير برامج تأهيل المتزوجين أو المقبلين على الزواج.
وعزز الراشد كلمه بالدراسات التي تؤكد أهمية دورات المقبلين على الزواج سواء من الاختيار إلى مراحل الزواج المتقدمة – مرحلة وجود الأولاد وما بعد استقلال الأولاد – ذات قيمة نوعية، لأنها تحسن مستوى حيوية وجودة العلاقات الزوجية، وتساهم في بناء أسر قوية ومستقرة وهذا هو الهدف الأولي لهذا النوع من الأنشطة التنموية، لافتًا النظر لنتائج التجربة الأيرلندية في مجال العلاقات الزوجية بأن 86% من الأزواج الذين يحضرون أنشطة تثقيفية في مجال العلاقات الزوجية تكون حياتهم أكثر استقرارًا وأكثر سعادة.