بعد أن وصفها البعض بأم الركب السود وفاقدة الأنوثة والسمينة والتي لا تستطيع تدبير شؤون حياتها؛ مبررين ذلك بأنه على سبيل المزاح والفكاهة، أطلق البعض نكتًا طالت المرأة السعودية حتى في موتها وهي لا تزال حية ويظل نفس المبرر هو المزاح، وأسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في نشر هذة النكت مما أدى لتكوين صورة سلبية عن من يفترض أنها نصف المجتمع؛ مما أدى إلى ردود فعل لأبناء القطيف الذين دعوا إلى إيقاف ما وصفوه بالعمل غير السوي والمثير للاشمئزاز.
وأطلق الشيخ حسين البيات تغريدة جاء فيها: “نشر بعض نكت الرجال عن زوجاتهم خاصة المتعلقة بموتها يبعث على الاشمئزاز وقلة الأدب”.
واستنكر الاختصاصي النفسي ناصر الراشد هذا الأمر بشدة قائلًا: “هل فعلًا هناك من يفعل هذا؟ هذا إنسان غير سوي بلا شك ولا ريب، وما دامت عصمتها بيده فليتركها وشأنها، ووردت روايات عن أبي عبدالله الصادق تشير إلى هذا المضمون بأن من يفعل ذلك يكون ممن لا يستجاب دعاؤه؛ ورجل كانت له امرأة فدعا عليها فيقول له: ألم أجعل أمرها بيدك؟ فان شاء أمسكها – أي أبقاها على ذمته – وإن شاء سرّحها بإحسان”.
مدخل لنشر ثقافة الاستهزاء؛ هكذا تؤكد الاختصاصية الاجتماعية ندى النجمة على فداحة مثل هذه النكت، وواصلت قائلة: “للأسف هذة ظاهرة جديدة على المجتمع وساعد على انتشارها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فقد يقول القائل إنما هي نكتة او طرفة للترويح أو الضحك، ولا ينظر إلى تأثيرها على نفسه أو من حوله، فأولًا هي تقليل من شأن الزوجة ومادة للسخرية والضحك وبالتالي الاستهانة بهذا الرابط المقدس؛ رابط الزوجية، وما يؤدي إليه من تهاون في أداء الحقوق والواجبات وإضعاف للروابط الأسرية، ثانياً شعور هذه الزوجة من أَذًى لما فيه من التحقير والاستصغار فكأن الذي يردد هذه النكت يقول: متى أرتاح من عنائك وكأنها العبء الثقيل وليست شريكة الحياة، هذا بغض النظر عن أن نشر مثل هذه النكت يعد منافيًا للعدل والسلوك القويم فهي مدخل إلى نشر ثقافة السخرية والاستهزاء بالروابط الأسرية ويشيع التباغض والتشاحن وإيغار الصدور بين أفراد الأسرة الواحدة؛ لذا يجب التصدّي لمثل هذه الظواهر غير السوية فالمجتمع المتحضّر يسعى إلى التعلم والتطور الذي يخدم الإنسان وراحته وسلامته النفسية والجسدية بداية بالأسرة الصغيرة والاحترام المتبادل بين أطرافها ونهاية بالمجتمع الإنساني الكبير”.