يُقَدّم بعض الشباب أنفسهم للخدمة الدينية وأكثر جهودهم تنصب في المناسبات الدينية بنوعيها الحزينة والسعيدة من خلال إقامة المضايف في المآتم والمساجد وأحياناً أمام منازلهم إيماناً منهم أن ذلك ينطوي تحت عنوان خدمة الدين، ولكن الملاحظ أن البعض من هذه الفئة الشبابية ليسوا على درجة كافية من التدين بل ليس لهم أي اهتمامات دينية أصلاً وربما المثير للإستغراب أنهم من هواة سماع الأغاني وسياراتهم لا تخلو من أشرطة العزاء التي تصطف مع أشرطة الغناء جنباً الى جنب وهذا شر البلية الذي يُضحك، كما إن جلّ أوقاتهم يضيعونها في مجالس اللهو والطرب وغيبة فلان وفلان والتسكع من شارع لشارع فضلاً عن أحاديثهم الممجوجة وسلوكياتهم الفظّة ورغم ذلك وعندما يقترب موعد المناسبة تجدهم أول المتقدمين لصفوف العمل الاجتماعي مثلهم مثل من يتقدم في صفوف جماعة المسجد وهو يجهل آداب المسجد ولا يعرف أبسط أحكام الصفوف الامامية لصلاة الجماعة.
طبعاً أنا لست الشخص المختص لأحدد المستحق لتقلّد هذا الدور من عدمه ولكن أنصح كل من يرغب بالإنخراط في هذه الخدمة عليه أن يتهيأ جيداً وأن يكون في مستوى يليق بها لينال شرفها على الوجه المرضي وأن لا يكون مثل ذلك الذي يدخل المولد ويخرج وليس في يده حتى حبة حمص واحدة.
فإن كنت ياعزيزي المتطوّع ترى ولابد من المساهمة والمشاركة فعلى الأقل اغتنم الفرصة جيداً ولا تخرج منها صفر اليدين وأقصد أن يضخ فيك هذا العمل مشاعر التألق الأخلاقي والظهور بهيئة حسنة تجعلك تراقب الله في كل تصرفاتك وتضع رضا الله ورسوله نصب عينك فضلاً عن كافة شؤون حياتك الأخرى وإذا لم يتحقق ذلك ولم ينعكس أثر تلك الخدمة على شخصيتك وجوهرك فإنه -للأسف- يكون كل تعبك قد ذهب هباءاً منثوراً ولن ينالك منه إلاّ التعب لإن الله عزوجل وبكل بساطة لا يتقبّل إلاّ من المتقين ..؟؟