الجش..المحفوظ تحوّل واجب «تعبير» إلى سلسلة قصصية

استطاعت الكاتبة أريج عيسى المحفوظ أن تحوّل واجب مادة التعبير بعد عدة سنوات إلى قصة، فبسبب حبها للقراءة والاطلاع استطاعت أن تضيف له مع مرور الزمن خلاصة تجاربها لتصنع منه أول قصة لها بعنوان «الرسامة المغرورة» والتي تعتبر بداية سلسلة قصصية للشباب واليافعين من عُمر 12-17 سنةً.

وفي حديث لـ المحفوظ مع «القطيف اليوم» ذكرت بأن «الرسامة المغرورة» هو أولى مؤلفاتها، ويضم 18 صفحةً، من القطع الوزيري، والصادرة حديثًا من دار أطياف للنشر والتوزيع بالقطيف، حيث قالت: “إن ما وصلت له يعد نتيجة تشجيع معلمة اللغة العربية أفراح آل ربح لي، فكانت دائمًا تقول لي: استمري في الكتابة فإنك سوف يكون لك مستقبل مرموق”.

واتسمت القصة بالأسلوب السلس الذي يجعل القارئ يحتضن صفحاتها متشوّقًا لمعرفة نهايتها، ويتنقل بين كلمتها إلى جمل تضمها الصفحات، تخاطب الخيال الخصب وتشعر بألم الكلمات التي تسرد تفاصيل الأماكن وكأنك تشاهد لوحة فنية تعج بألوانها الزاهية.

وتحدثت المحفوظ عن تجربتها الكتابية التي خصصتها لمخاطبة الشباب واليافعين، إذ كانت بعد جمع مقالاتها في مسودات خاصة أو التي تلقيها في أمسيات ثقافية، وبعد ذلك انطلقت لنشرها في مجلة القافلة عام 2006م، كمقالة في ملف الضحك بها، ثم نُشرت بعد ذلك في جريدة الشرق الأوسط.

وبيّنت أنها نشأت في كنف أسرة جميع أفرادها قرّاء ويعشقون الثقافة بجميع صنوفها، ونهلت من الكتب والمجلات والجرائد، وكان القائد لها في مشوارها هو والدها، والذي كان يوجهها بشراء أو استعارة الكتب وطباعتها لتضمها مكتبتهم، موكدةً أنها تسعى لتعليم أولادها هذا الحب للقراءة، في عالم يعج بمواقع التواصل الإلكترونية، ومحاولة استغلالها لنفس الهدف.

وتتذكر المحفوظ أنها اتخذت القراءة والكتابة هواية تصاحبها بين أوقاتها فراغها، في وقت كان شغلها الشاغل هو الدراسة الأكاديمية والتخرج من الجامعة بشهادة بكالوريوس في تخصص الرياضيات، لتبحر بعدها وتحصل على شهادة ماجستير في الإحصاء والاحتمالات.

وأوضحت أن الباعث من وراء عزمها على طباعة القصة أن ذلك كان بعد تعرّفها على تجربة الكاتبتين جود النمر وجمانة آل مدن، ليكون لها تشجيع على البحث عن ناشر يخرج ما تكتبه على الورق إلى النور، وبعد مخاطبة دار أطياف تم الاتفاق على النشر بعد الحصول على الفسح بالنشر، ضمن سلسلة قصصية خصصت للشباب واليافعين.

وكشفت عن قصتين جديدتين انتهت منهما مؤخرًا ترتقبان أن تريا النور قريبًا بعد التنقيح لهما والتدقيق؛ هما «محاكمة كان وأخواتها»، و«أيمي قطرة الحبر الشقية»، بالإضافة إلى قصة ثالثة لم تفصح عنها لأنها ما زالت في فترة حضانة وتحتاج إلى إدارة خاصة.

وأفصحت عن أنها تميل في جميع كتاباتها إلى الخيال الذي اكتسبته من دراستها للرياضيات وعالم الأرقام، مع ما وجدته من حب العالم للطفولة ومحاولة مخاطبة هذا العالم بأسلوب خيالي واقعي معًا، أخذتها من تجاربها التي اختزلت في العقل الواعي واللاواعي.

وذكرت أن أدب الطفل في القطيف مع وجود الإنتاج الكتابي الثري إلا أنه يعاني من النقص في الكم والكيف، ويحتاج إلى دعم قوي لدفع عجلة النهوض به، واحتضان عالم الطفل المجهول وما يمتلك من طاقات على مستوى التعليم واللعب، لتواكب أفكاره في عصر سريع التغير، وبما تتطلبه مرحلة الطفولة، بالإضافة إلى ضرورة أن يراعى في الكتابة للطفل الجانب التربوي وبصورة موجهة صحيحة.

وحول سؤال: متى سترى القصص الباقية النور؟ أجابت بأنها تطمح لأن تأخذ «الرسامة المغرورة» متسعًا للخروج في فضاء القراء، ويكون لها بصمة لدى القارئ، معتبرةً ان القصة الناجحة هي التي تبقى مع تعاقب الأجيال ولا يكون لها عمر معين لقراءتها وتعيش في وجدان القارئ وإن كبر عمره وتغير الزمن.

واعتبرت «أمة اقرأ تقرأ.. ولا تقرأ» فمع تعدد الميول والاهتمامات بين الناس نجد توجهًا قويًا نحو الكتاب الرقمي، مع تعدد وسائل التواصل الاجتماعي والانفتاح على العالم، وكذلك نجد فرصًا كبيرة لصناعة الكتاب، وأصبحت الأبواب مشرعة للجميع، إلا أنه لا بد من الانتقائية والقراءة الجادة حسب المدارك الفكرية لشخص.

وأشادت بالدور الرائد لدار أطياف للطباعة والنشر بالقطيف، في تحريك المياه الراكدة في الأجواء الأدبية، والرعاية والتوجيه لكُتّاب القطيف.


error: المحتوي محمي