التشكيلية البناي: جماعة الفنون بالقطيف لم تعد كالسابق.. ولهذا السبب استدعتني مديرة المدرسة

زهراء البناي، فنانة تشكيلية من محافظة القطيف، منذ صغرها، الفرشاة توأم روحها، هدوء الليل، كغصن ألوانه، اختلاط الرؤى، الأحلام، تبحر في التيه خيالات، في عناق اللحظة الواقعية، الموسيقى، ارتعاشات أصابعها، تحتضن بياض القرطاس، رؤاها متسعة الأفق، تختزل واقع المرأة في لوحاتها، تسكبها الواقعية، لتكن الأقرب للمتلقي الشغوف بالفن التشكيلي، تجد أن محافظة القطيف حبلى بالفن التشكيلي، تقرأ في أروقتها الأسماء الفنية، الرجل بمحاذاة المرأة، ظلالهم تستنطق الغيمات مطرًا، بكلها الأجواء، تسطر المستقبل الوضاء للفن التشكيلي في احتضان الريشة من بين أصابعهم، لترقى أكثر، لتبدع أكثر.

«القطيف اليوم»، تقتحم عالمها التشكيلي ذات يقظة من الدقائق، لترشف من ريشتها العبقة، ماهية الفن التشكيلي بدنياها الفنية.

س: بطاقتك الشخصية والفنية؟
ج: زهـراء رضي عبد الله البناي، جامعة الملك فيصل التخصصي، كلية العمارة والتخطيط الدمام، المملكة العربية السعودية، بكلوريوس في فن العمارة الداخلي.

س: مراحلك التعليمية كيف كانت؟
ج: درست في المرحلة الابتدائية، في الابتدائية الرابعة بالقطيف، المتوسطة في المدرسة الثانية بالقطيف، والثانوية في المدرسة الأولى بالقطيف. في المدرسة، كنت من الطالبات البارزات في المجال الفني، أتذكر بالصف الثالث ابتدائي، يتم استدعائي من قبل المدرسات، لتزيين سبورة فصلهم قبل حضور الموجهة، كذلك المديرة كانت تستدعيني باستمرار لعمل لوحات دعائية للمدرسة وفي المرحلة المتوسطة كانوا مدرساتي يشيرون بالعنان إلى تنسيق دفاتري ومدرسة العربي رشحتني للدخول في مسابقة التعبير، حيث الموضوع كما أتذكر عن الطفل الفلسطيني وحصلت فيه على جائزة، كذلك الرسم، كنت أخرج مواضيع تختارها المعلمة، دائمًا في تزيين فناء المدرسة.

س: ماذا يعني لك الفن التشكيلي؟
ج: لحظات صفاء وتعلق وجداني بحدث ما، حيث فرشاتي هي رفيقتي الصدوقة، التي تحمل دائمًا أسراري، لأخبئها بين الألوان، لإخراج لوحة تعبر عن حالة فرح أو حزن، لموقف ما.

س: لحظة الشغف الفني بدنياك متى اشتعلت جذوته ليخطفك عالمه؟
ج: لحظات كثيرة كانت مؤثرة جدًا، والجميل أن كل لوحة رسمتها من قصة واقعية، حدثت لي، تنطق تسرق نظر المتلقي، ليتوقف ويستفهم عنها، وهذا ما كان يجعلني أرتبط أكثر بلوحاتي.

س: ماهي الطقوس التي تعيشينها فرشاة، لتبحر في العمل التشكيلي، كذلك استحضار فكرته وتعتقها؟
ج: منذ كنت صغيرة، كنت أعشق هدوء الليل مع أنغام الموسيقى، حيث أهيم بعالم الأحلام الجميلة، لأنطلق بفرشاتي إلى عالم الخيال.

س: الريشة في يديك، وما بين عينيك قرطاس، مفعم البياض، في هذه اللحظات، بماذا تفكرين، لتخترق أناملك البياض؟
ج: استلهام الفكرة يختلف باختلاف الحدث، ليأتي في موقف فرح أو حزن، أو محاولة لتحدي لوحة ما، واستكشاف قدراتي الفنية أكثر من خلال الفرشاة أو خامات مختلفة.

س: حدثينا عن أقرب اللوحات لذاتك، والبيئة التي ولدت من رحمها؟
ج: أسطورة، وهي لوحة بمقاس متر في متر، رسم على الحرير، كنت أبحر بألواني والحرير إلى عالم الجنة وما فيها من جمال.

س: برأيك، ماهية الأشياء التي ينبغي أن يمتلكها الفنان التشكيلي، ليقدم عملاً متميزًا بمجمل أبعاده البصرية والثقافية والاجتماعية، إلى آخر القائمة الحياتية؟
ج: المهارة هي أهم متطلبات الدخول في عالم الفن وممارسة نقل الصور الواقعية، تقوي من فرشاة الفنان، ليكتشف مع الوقت، كيف يبرز الضوء والظل في اللوحة وعمق الألوان وتأثيرها على المتلقي.

س: بكونك فنانة تشكيلية، كيف تقيمين الفن التشكيلي في محافظة القطيف، وما الإضافات، التي قدمتها جماعة الفن التشكيلي للفنان بالدرجة الأولى، عطفًا على المتلقي؟
ج: الفن التشكيلي في محافظة القطيف دائمًا ينبض ولا يتوقف، لوجود طاقات ومواهب عالية المستوى، حركة الفن تتقلص وتنفتح من فترة إلى أخرى، ولكن قبل عشر سنوات تقريبًا، كانت جماعة الفنون برأيي أكثر نشاطًا وحيوية، وكذلك مركز الخدمة الاجتماعية، كان مظلة الفنان، التي ينفتح منها على عالم الفن والفنانين، سابقًا كان مركز الخدمة الاجتماعية، المرسم الأول والأم في القطيف، الذي تحت مظلته تقام ورش فنية مختلفة، ومركز يجمع الفنانين، ومنه تخرج مشاركات معظم فناني القطيف، بكونه المظلة التي تجمع كل الفنانين على السواء، الكبار والمبتدئين، أما الآن أصبحت هناك مراسم مستقلة لفنانين وفنانات معروفين، وأصبحت الجهود فردية أكثر، مما أثر على منسوب النشاط في المركز، أيضاً بالنسبة للقسم النسائي، تم إغلاق المركز الخاص بالنساء، مما أدى إلى هذا الشتات الغير مرغوب.

س: المرأة في اللوحة، في أي زاوية تضعينها، وبصريًا، لونها لديك كيف يبدو ظلها، مكونًا اجتماعيًا رئيسًا؟
ج: المرأة في لوحاتي طفلة بريئة جدًا، ذكيه جدًا، مشاغبة أحيانًا، حزينة أخرى، تحلق، كالفراشة بخفة وانطلاق، حرية من عالم خيالي، لا تكتنفه منغصات البشر، ليخلو منها.

س:هل استطاعت المرأة الفنانة التشكيلة إثبات ذاتها، كفنانة في محافظة القطيف؟
ج: المقاعد عديدة والفنانات كثيرات جدًا، ولكن لكل فنانة بصمة مميزة خاصة بها، وهذا ما أعتقد بأنني وصلت إليه بعد هذه السنوات بتوفيق من الله.

س: الناقد الفرنسي “جيرارد أكسروغيرا”، يرى أن المبدع، يحتاج إلى الشك، وليس إلى اليقين، ما تعليقك؟
ج: أصادق على هذه المقولة بشدة، الفنان عندما يكون قاطع اليقين بقدراته، يكون قد سجن نفسه في إطار ذاته، ولم يتحرر إلى استكشاف طاقات يقتبسها ممن حوله.

س: هل ثمة علاقة بين موضوع العمل الفني، وروحية الفنان، كيف ذلك؟
ج: نعم، بعض الأعمال الفنية، تحكي قصة انفعالية للفنان أو تعبر عن رأيه في قضية ما. إن أهم عامل لتميز العمل الفني، يكمن في حضور الروح الملهمة أثناء الأداء والمزاج الهادئ، استخدام الألوان المائية والحرير، يحتاج دراسة مسبقة للوحة وتوزيع الألوان، حيث أي خطأ يؤدي إلى تلف اللوحة، حيث لا رجعة في أي تعديلات عليها، تهيئة النفس والمكان قبل البدء بالعمل مهم جدًا بالنسبة لي، لأني بذلك سأكون مستقرة نفسيًا، لأبدأ مشوار رحلتي إلى عالم اللوحة ودهاليزها.

س: هل تعيشين مع اللوحة صراعًا ذاتيًا، تستفز الدقائق بعيدًا عن الحس باتجاه التيه، ليسكن العقل والقلب ما بين إرهاصات -الصراع-، لتبزغ اللوحة للضوء؟
ج: نعم، الكثير من التيه قبل بداية اللوحة، وقد تنتابني حالة البكاء لو تعثر اكتمال صورة اللوحة في خيالي. البكاء تعبير عن انفعال ما، لذا بعض الأحيان أشعر بالقلق عند البدء برسم الخطوط الخارجية للوحة، ولا أملك الروح الكافية لاستحضار تفاصيل المشهد لها، فأشعر بالحيرة والبكاء، وأحيانًا أخرى أكون تعرضت لموقف قاس مثلاً، فأغالب البكاء بالتحدي، لتخليد عمق الألم من خلال فرشاتي، مثل (لوحة براءة )، وقد اشتهرت هذه اللوحة بقصتها بين مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا.

س: لا يشك أحد أن النقد له أهميته في كل شيء، ومنها الفنون البصرية، كيف توصفين الحالة النقدية المعنية بالفن التشكيلي في محافظة القطيف، أ غائب لا يرجى قدومه، أم انساب عليه التراب، فلا أمل من رجوعه، أم لا زال مراهقًا، متعلقًا بأذياله إلى حيث النضوج، واخضرار العشب؟
ج: تفضلت بالكلام بأنه مراهق، نعم، هو كذلك، وفي رأيي النقد الفني للوحة لم يكتمل إلى حالة النضج بعد، برأيي أن باب النقد الفني اليوم مفتوح على مصراعيه، كل متذوق وهاو يدخل هذا الباب، والفنان قد يتوه بين النقاد، البعض ينتقد خطوطًا والآخر قد يثني عليها، إن النقد مدرسة أكاديمية بحتة، ولكل مدرسة روادها الأكفاء، لذا على الفنان أن لا يتقبل النقد من المارين على الفن، لأنهم لن يضيفوا لفنه، بل يتوجه إلى من هم أكفاء في هذا المجال ويفتح مسامعه جيدًا حينها، لأن كل نقد سيساهم في بناء ونضوج فرشاته في أعماله القادمة -بإذن الله-.

س: برأيك، هل الانفتاح على الآخر، على الحضارات والمجتمعات والثقافات بمختلف مشاربها، ساهمت في ظهور الفن التشكيلي، مختلفًا عن السابق، ليتأثر به؟
ج: نعم، بالتأكيد أن الانفتاح على الآخر أو على الحضارات المختلفة، يساهم في تقدم مسيرة الفنان بسرعة، واستلهام الفن من ثقافات مختلفة، يخضرم فرشاته إلى الاحتراف.

س: في رسالته الثقافية، هل يمثل الفن التشكيلي دلالية تطور المجتمع، ثقافيًا ووعيًا، اجتماعيًا؟
ج: نعم، التشكيل فرشاة، تنطق بمفاهيم معينة لها دلالتها، سعيًا في تطوير المجتمع للرقي، لتعكس ثقافة المجتمع وهمومه.

س: برأيك ماهي أبرز الصعوبات التي تواجه الفنان التشكيلي؟
ج: عدم وجود بيئة حاضنة، لتؤخر من تقدم مسيرة الفن، كذلك فرض القيود على الفنان، يخنق فرشاته فتخرج ما لا يهوى أو يرضى.

س: ماهي الإنجازات، التي تم تحقيقها في مسيرتك الفنية، والجوائز، التي حصلتم عليها؟

* الإنجازات:
– المركز الأول في مسابقة الرسم ولمدة ثلاث سنوات على التوالي ( لعام 1995, 1996, ،1997)، التي تقام في جامعة الملك فيصل في محافظة الأحساء.
– المركز الثالث في مسابقة الخط العربي لعام (1995) التي تقام في جامعة الملك فيصل بالأحساء.
* المركز الرابع في مسابقة القصة القصيرة لعام (1996)

* الجوائز:
– عدد من الميداليات الفضية والبرونزية، عن المشاركة في بعض المعارض.
– بعض جوائز اقتناء برعاية الشباب وشهادات تقديرية.
– المستوى الثاني في مسابقة فنانين المملكة العربية السعودية، المقامة برعاية الشباب في العاصمة الرياض.

س: ماهي الأنشطة الاجتماعية، في حياتكم الفنية؟
ج: الأنشطة الاجتماعية:
– عضو في جماعة الفن التشكيلي بجمعية البحرين للفن المعاصر.
– عدة دورات في الفنون المختلفة (رسم مائي , رسم زيتي)، بمركز الخدمة الاجتماعية.
– دورة في عمل الفخار بشركة ارامكو السعودية.
– المشاركة في فعاليات السوق الخيري الأول برعاية مستشفى القطيف المركزي.
– المشاركة في البرامج الصيفية 1417هـ باللجنة النسائية بمركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف.
– المشاركة في فعاليات معرض الكتاب الثامن بالقطيف لعام 1416هـ والعاشر لعام 1419هـ.

س: ماهي المشاركات، التي شاركتم بها، محليًا وخارج الأسوار الجغرافية للوطن؟
ج: لي مشاركات متعددة خارج الوطن، مثل: معرض رباعي أقمته بدولة الكويت، وشاركت في معرض للفنانين التشكيلين بدولة سوريا ومصر، كذلك مملكة البحرين وتركيا.

س: كم عدد المعارض الشخصية بدنياك، وماهي؟
ج:المشاركات الفنية:
– المعرض التشكيلي المقام بالرياض بمناسبة الغزو العراقي 1990م.
– معظم المعارض التي تقام بمركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف.
– معظم المعارض المقامة برعاية الشباب.
– المعرض التشكيلي الأول المقام بكورنيش الدمام بقرية (الهابي لاند)1417هـ.
– المعرض التشكيلي الصحي الأول المقام بمجمع الراشد بالخبر عام 2000 م.
– لأول مرة المعرض السعودي الفرنسي المقام بمجمع الكناري بالخبر، الذي ضم عدداً من الفنانين السعوديين والفرنسيين 1996 م.
– معرض رؤيتي المنظم من قبل جمعية النهضة الخيرية بالرياض، برعاية البنك السعودي الفرنسي، بالتعاون مع الجمعية السعودية العربية للثقافة والفنون التشكيلية.
– المعرض التشكيلي الخيري لكارثة القديح، بالتعاون مع جمعية مضر الخيريه عام 1420هـ.
– المعرض التشكيلي السعودي المعاصر الخامس عشر برعاية الشباب بالرياض 1420هـ.
– المعرض التشكيلي المقام بمجمع الجمعة سيتي سنتر بالخبر بإشراف مهرجان إبداع للفنون.
– المعرض التشكيلي الجماعي الأول لجماعة الفن التشكيلي النسائية 1420هـ.
– المعرض التشكيلي الثاني المقام بمجمع الراشد بالخبر.
– المعرض التشكيلي الثنائي الأول مع الفنان يوسف السالم في جامعة الملك فيصل بالأحساء 1996 م.
– المعرض التشكيلي الفنانين السعوديين في سوريا.
– المعرض الرباعي بالكويت بإشراف مهرجان إبداع للفنون اكتوبر 2001م .
– المعرض التشكيلي الشخصي الأول (شفاف ألوان)، المقام في مملكة البحرين، في أراضي جمعية البحرين للفن المعاصر بالجفير بتاريخ 29/ 6/ 2003م.
– المعرض التشكيلي الشخصي الثاني بمناسبة مهرجان سنابل الخير، لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة بجمعية سيهات، على صالة نادي الخليج بسيهات عام 2003م.
– المعرض التشكيلي الشخصي الثالث المقام بمكتب العوامي الهندسي الاستشاري عام 2004 م.
– المعرض الشخصي الرابع حدائق الأسرار المقام على صالة مركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف عام ٢٠٠٩م.
– معرض عشتار للفنانين العرب المقام بإسطنبول عام ٢٠١٨م.

س: كلمة أخيرة لك، ماهي ولمن توجهها؟
ج: كلمة شكر وعرفان لكل من ساهم في تشجيعي منذ صغري ونعومة أظافري، من عائلتي ومعلماتي بالمدرسة، وكذلك في الجامعة، وكل من ساهم ماديًا ومعنويًا، لتمثل زهراء ذاتها بين اللوحات.

جانب من أعمال التشكيلية البناي

 


error: المحتوي محمي