كونوا بخير لنكون

لا أعلم إن كان هناك أسلوب للكتابة يتمكن من أن يجعل أحدنا أن يبدأ يومه بأمل جديد, حيث كلما كتبت أفكر في شيء عظيم اسطر فيه انتمائي لذاتي التي تمنحني هذا الإحساس بصمت, ونحن أحيانا في الضجيج نتحدث مع أنفسنا. كم اشتاق للحضور للضجيج للحوار وحتى للخبز الساخن مع الشاي.

ذات مساء شاحب, لا ادري كلما أردت الكتابة يقشعر بدني وتلوذ الدمعة بأجفاني, اهو الانتماء للقطيف الذي بين صدري! ليس محض صدفة أن اكتب اليوم, ذلك لأن الكتابة تشاركني كل لحظاتي ابتداء من كوب قهوتي إلى إغفاءة نحو حلم احتاجه, حتى الكتابة إذا لم تأت مستفزة صوب المشاعر لا تصلح أن تكون أدبا, اكتفيت بشرب القهوة الصباحية ارتشفها على مهلي, بعد برهة افتح كتابا ابحث فيه أو بين سطوره عن نفسي, أحاول محاصرة روحي بأسئلة تخترق صمتي وطهري لكن من لا يدرك أن بداخلي كل بياض الكون!! أتساءل: كيف أحاسب التملق ,الزيف, الكذب والجحود وكل ما هو مخبوء خلف الصدقّ!! ماذا افعل وأنا أتحلى بأسئلة بيضاء وأتعجب وأنا أطرحها على نفسي أول الفجر ونهاية المساء.

اعذروا تشاؤمي مع إني لا زلت احتضن الحلم الوردي بقلبي,لعلني تذكرت سؤالا قد طرح على رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير: ما هو أسوء يوم في حياتك؟ فأجابت هو اليوم الذي يولد فيه طفل عربي, وأنا المح بخار قهوتي وكأنها غيوم الصيف ولكنها ذات الشمس التي عادت, وإن تلكأت في العودة فهي قادمة بالفرج بالأمل بكل ما هو خير لنا, وسيبقى لون القطيف الأبيض يخترق السواد رغم إن كل ضوء هو القطيف.

احدهم سأل حاتم الطائي: هل يوجد أكرم منك؟ فأجابه وما أكثرهم! أعاد عليه السائل: مثل من؟ قال: مثل الصديق الذي أخطأ بحق صديقه فسأله العذر فاستجاب!!! وهنا أقول: أيتها الصداقة لولاك لكان الشخص وحيدا, يا لها من نعمة يجهلها الكثير.
وأخيرا سوف أغفو قليلا متخذة من القمر وسادة.


error: المحتوي محمي