ورث العطاء من تراب أمه العوامية، حاملاً على ظهره خبرة 20 عاماً في تدريس اللغة العربية، سبقها مبادراته في تقديم دورات التقوية بالجمعيات والمساجد، فأدى زكاة علمه بنشره بين مجتمعه، وأصبح من القلة أن ترى أسبوعاً يخلو من عطائه، في مختلف أنحاء القطيف.
المدرس في مدرسة السلام الابتدائية بسيهات حسين الفرج اسم برز في سماء اللغة العربية، له زمن طويل وهو يعطي دورات التقوية للطلاب، وأصبح بعدها يقدم الدورات في مجالس مغلقة للبعض دون الإعلان عنها، ومنذ عام 1425هـ بدأ بعمل دورات منظمة ومعلنة للجميع.
الدورات المدفوعة دخيلة على مجتمعنا
وعن كون دوراته غالبها مجاني أرجع ذلك إلى طبيعة المجتمع، حيث ذكر الفرج لـ«القطيف اليوم» أن هذه الدورات وغيرها تُقدم مجاناً، كما يحدث في تعليم الصلاة ودورات التكليف والتعليم الديني، والدورات المدفوعة الثمن تعتبر دخيلة على مجتمعنا، وللأسف أصبحت الآن هي الأصل والمجاني هو الطارئ.
الحاجة المُلحة لتقويم الأقلام
التركيز على الإملاء والأخطاء فيه ظهر جلياً عند الفرج مع ظهور عالم الإنترنت، وصفحات المواقع، حيث بدت الحاجة عنده ملحة لتقويم الأقلام، وكان لظهور مواقع التواصل الاجتماعي الأثر الأكبر في تركيزه على المهارات الإملائية حيث ظهرت الأخطاء بشكل واضح، وشملت جميع الفئات الاجتماعية، مما جعله يكثف منها ويوجهها للكتّاب والكاتبات والصحفيات والمعلمات وغيرهم من شرائح المجتمع.
تاروت الأكثر تفاعلاً
من صفوى مروراً بالعوامية والقديح والبحاري والقطيف، عبوراً على جزيرة تاروت، انتهاءً بسيهات، من بين كل هذه المناطق التي شهدت خدمة الفرج لكل فئاتها، فازت منطقة تاروت بكثرة تفاعلها لدورات اللغة العربية من إملاء ونحوٍ وغيرها، حيث طلبهم لإقامتها بكثرة، وكذلك عدد الحضور فيها، كما كان الجانب النسائي متفوقاً بكثرة الطلب.
سجل الدورات
قدم الفرج دورات المهارات الإملائية والتي تتكون من مستويين، ودورة النحو وتتكون من ثمانية مستويات، ودورة التطبيقات اللغوية وتتكون من سبعة مستويات، بالإضافة لدورة المهارات الإملائية للصغار وتتكون من مستويين،وكذلك محاضرات في الأخطاء الإملائية الشائعة مع الأخطاء النحوية والصرفية الشائعة، وأخيراً ورش العمل للبرامج والخطط العلاجية، لمواجهة الضعف الإملائي والقرائي عند الصغار.
ونالت دورة المهارات الإملائية المستوى الأول النصيب الأوفر في تقديمها وطلبها، وهي تخص الهمزات بأنواعها الثلاثة، وكذلك الألف المتطرفة آخر الكلمة.
نِتاج القلم
خرج من نِتاج قلم الفرج كتابه “شذا الإملاء”، وهو بحث مُفَصَّل للقواعد الإملائية، يشمل عرض الآراء ومناقشتها، وله عدة مقالات عبر الإنترنت كان منها: تعلم الإملاء ضرورة أم ترف؟، مشكلة الخلط بين حرفي الضاد والظاء، أزمة المناهج الإملائية في الوطن العربي، بالإضافة لمقالات كانت قبل الإنترنت مثل الإملاء المقدس.
وسائل التواصل مع أو ضد العربية؟
أشار الفرج أنه كان لظهور مواقع التواصل الاجتماعي الأثر الأبرز لتعرف الناس على أخطائهم اللغوية، حيث تفاجأ المجتمع بحجم الخلل اللغوي المتراكم عند جميع الفئات الاجتماعية، مما عزز وجوب مواجهتها، كما أن مواقع التواصل الاجتماعي ساعدت بشكل عام على ظهور بعض الأخطاء عند الصغار، من حيث إهمال الكتابة الصحيحة، واستخدام مفردات غير عربية، لكننا لا ننكر فضلها في مؤشر وضع اليد على أماكن الخلل اللغوي.
توصيه على حفظ اللغة
حين تحضر إحدى دورات الفرج ستشعر بمدى اهتمامه بإيصال المعلومة وتبسيطها، ومراعاة المتلقي لها، حيث تعتبر من العلوم الجامدة التي قد تكون ثقيلة على النفس، لهذا ليس بالغريب أن تراه يوصي بالمحافظة على اللغة العربية، حيث يحث الجميع لذلك، ذاكراً”كنا دائما، نوصي أهل الاختصاص بأن تكون لهم مبادرات واضحة، ومدروسة للنزول إلى فئات المجتمع، في أماكن وجودهم لتقديم الخدمات اللغوية لهم، سواءً في مواقع التواصل الاجتماعي، أو المساجد، أو المهرجانات، أو أماكن التسوق، وفي رأيي هذا الحل الأفضل لتوعية المجتمع بأهمية لغتهم، في ظل التحديات التي تواجهها لغتنا”.
اللغة الأم أم الإنجليزية؟
وجه الفرج خطابه الأخير إلى أهل الاختصاص، وكذلك للأسرة، حيث تعتبر اللبنة الأولى لتكوين ثقافة الطفل، لتوعيته بأهمية لغته، وقال:” للأسف فإن الحاصل هو خلاف لذلك، لأن بعض الأسر تبث بشكل مباشر بأن اللغة الإنجليزية هي الأهم، ويجب عليك تعلمها، دون ذكر أهمية للغته الأم، ونحن لا نعارض تعليم لغة أخرى، لكن ينبغي زرع الاعتزاز بلغتنا العربية، كما أن غرس أهمية اللغة العربية غائبة تماماً، من حديث رجال الدين في المساجد والحسينيات”.