التوبي.. الفوار فلاحٌ مازال يؤدي حق الوفاء لـ معشوقته.. شاهد الصور

يمشي حافياً وسط أرضه في بلدة التوبي، يترك خطواته تاريخاً وراءه، تاريخاً لا يقرؤه إلا من عشق الأرض وذاب فيها، من يجد أنها وفيةٌ له بحق، فهي لا تنساه في كل مواسمها، وكأنها “محراب مريم” كلما دخلته وجدت عنده رزقا، دون الالتفات إن كنت في موسم صيفٍ أو شتاء.. يكمل مسيرته الحافية وسط حرارة أرضه، يفترش الأرض متربعاً وهو يفرز “شماريخها” التي اقتطعها من فحل نخيلها، ثم يتجه مباشرةً ناحية القصار من النخيل، لتراه وهو يحاول تزويج العطاء بالعطاء.. يترك الكثير لنخيلاته الطويلة، يحمل “الكر” على كتفه، ويتجه ناحية واحدة اختارها لتكون وجهته الجديدة.

يلبس “الكر” على ظهره، يسنده عليه وهو يتسلق نخيله، يساعده في ذلك منجله، ليصل إلى منتهاها، ويبدأ في تنبيتها، مستعيناً بتلك الشماريخ، ليحزمها بشريطٍ خفيف، منتظراً تحرره بخفة، ولآلئ رطبه قد بدأت في النمو.

إنه الفلاح السيد سعيد الفوار، ذلك الذي مازال يمارس عمله، كمزارعٍ قديم، ستجده هنا، وسط عددٍ من الانعكاسات، وهو يمارس “التنبيت”، واحدة من مراحل إنتاج “الرطب”، والتي اشتهر بها مزارعوا المنطقة، وعلى الرغم من أنها الآن لاتجد الكثير من أبنائها ممن يمارسون تلك العملية، إلا أن الحاج السيد سعيد، يرسم صورةً حيةً للمزارع الكبير في السن، وهو يؤدي حق الوفاء لمعشوقته “النخلة”، متحملاً كل تعبٍ ومشقة، لنجني نحن أُكل ذلك التعب بعد عدة أشهر ونحن نتلذذ بأنواع الرطب المختلفة.

شاهد الصور، بعدسة الفوتوغرافي حسين السلطان:


error: المحتوي محمي