جدل الصراع مع الرياح

اذا ظننت ان تقف شامخا دون مصارعة الرياح العاتية والأمواج الهائجة فأنت واهم
فاصمد فان الزبد يذهب جفاءا وازرع الخير وستأتي الرياح لتلقحها والأمواج لتسقيها
واياك ان تنحني لشدتها فان عود الشجر مهما ضعف،فجذوره اقوى على مصارعة الاتربة القاحلة
ان حسبوا انهم ألقوك في الجُب فاعلم انك سائدهم
وان حسبوا انهم لمزوك وهمزوك فقد لُعنوا
وان حسبوا انهم عصفوك فقد أُكلوا
كلهم هباء يبحثون عن الخير ليدفنوه
وليتهم زرعوا وردة لتنشر بعض العطر بين روائح أرواثهم
انا يا سيدي ابحث عن كوخ على راس جبل يأويني من جوارف السيول المتهرئة
وعنفوان البحار المتلاطمة
ووحشية المستطعمين على لحوم البشر
وليتهم يأكلون لحما ميتا
بل اصبحوا اكثر وحشية من سباع الارض وأنيابها
توكل على الله وسر ناظرا اليه طالبا مرضاته
ففي تلك القمم يسبّح الطير بحمده
وتسجد النجوم لقدرته
فان وجدتني بين احجار الجبال الرواسي،فالى الخير وجهتي
وان رأيتني صامتا فعن عفن القلوب شائحا
وان رأيت حروفي تنطق بالهمس والرمز فهي تخاطب “من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد”
انها الدنيا الفانية تعرضت لامير العدالة فطلقها ثلاثا
ونحن نلهث باسمه وليتنا سرنا الى واديه
ألا يا ايها السائرون الى سفن الحق ارفعوا اوسمته وتدرعوا بصلواته
وابحثوا عن طريق يوصلكم الى حرم الله فان بعض الدالين عليه هم لغيره
فليكن فؤادك اصفى ليسمع هواتف المخلصين فما كل دليل بعارف
ركبنا باسم الله سفينة الحق وعليها سائرون رغم عواتي الرياح وشدتها وطول الطريق ووحشته


error: المحتوي محمي