تعمد الكثير من الشركات إلى استقطاب بعض المتقاعدين المختصين ، سواء من موظيفها ، أو من أفراد أكفاء آخرين ، وتعيينهم كمستشارين بمختلف تخصصاتهم ، وتدفع لهم مبالغ ومحفزات مجزية جداً مقابل عملهم ..
في مجتمعاتنا الكثير من الموظفين المتقاعدين الأكفاء ، وكذلك من أولئك الأفراد الذين خدموا في مختلف المؤسسات الإجتماعية بمختلف المجالات قبل أن يترجلوا ليتيوحوا الفرص لغيرهم من أجل إكمال المسيرة ، وهؤلاء أو بعضهم لهم من القدرات ما يحتم علينا التوقف عندها ودراسة كيفية الإستفادة منها ومن أصحابها بشكل يعود بالفائدة على المنظومات المعنية .
نقول ذلك ، ونحن نلاحظ أن مجموعة خيرة من أصحاب الخبرات العملية والإجتماعية منزوية إما اختياراً من ذاتها ، أو استثناءاً من قبل غيرها ، وهو أمر لا يوافق المنطق بأي شكل من الأشكال .
حاجة مؤسساتنا الإجتماعية تستدعي وجود بعض هؤلاء الفاعلين ليشكلوا مجموعات رائدة مساندة في مختلف المجالات التي خدموا فيها ، وأن تشكل لهم لجان خاصة بأي مسمى بغرض الإستفادة منهم ، وأن لا تكتفي هذه المؤسسات بتجديد الدماء والذي ننادي به دوماً ، بل لابد أن نستأنس بالعقول الخبيرة التي تعد كنزا يجدر بنا الحفاظ عليه والإستفادة منه .
ما الذي يمنع أن ينصهر هؤلاء الذين يمثلون كنزاً منسياً في ما يسمى مجالس أهلية تشكل لما فيه مصلحة المحيط الذي يعيش فيه هؤلاء ، أو ينظموا مثلاً للجمعيات الخيرية أو الأندية الرياضية أو غيرها ، أو أن تؤسس لهم جهة معينة بأي مسمى ، وتشمل مختلف التوجهات ، وتحت مظلة المؤسسات والجهات التي ذكرناها ، بحيث توضع لها لائحة معينة تحت صلاحيات مدروسة .
نحن نقول ذلك في الوقت الذي نأسف فيه على أن نخباً من خيرة الأشخاص المحترمين الذين قدموا عصارة فكرهم وجهودهم وقدراتهم ، ولازالوا يحتفظون بالكثير ، نراهم بعد الترجل مهمشين دون أن نستقطبهم لنستفيد من مخزوناتهم الخبروية والتي تعد دساتير يحتدى بها .