أصغى الفيلم القصير “عيد الأم”، لمجموعة “چير اب”، بمدينة صفوى، لأنات بعض الأمهات في مناسبة عيد الأم، والذي يأتي في الواحد والعشرين من شهر مارس من كل عام، في لغة درامية، مفعمة بالحزن، السواد، الوحدة لهجران الأبناء، القلب الحنون، الذي سهر الليالي في احتوائهم.
وأشار الفيلم، الذي اتخذ من الصمت، سفين مسافاته، بكون الصورة والفعل الدرامي، أبلغ من الكلمات، محاكيًا الذات والمشاعر، مستنطقًا القسوة في أفئدة البعض من الأبناء، الذين وجدوا في تقديم هدية خرساء، تقدم في عيد الأم، لتكون كافية في استرضاء أنفسهم، في حين يبعثون الألم لقلبها، نظير وجودها خارج أسوار أوقاتهم واهتماماتهم.
واستعرض في بدايته مراحل نمو الابن، طفلاً إلى حين دراسته وتخرجه، ثم دخوله القفص الذهبي، ليكون مستقرًا مع زوجه، ليذبل وجه الأم، لما تخلفه السنون من التجاعيد، وعباءتها السوداء، حيث جاءت في نهايته وحيدة، يرسم ملامحها الحزن، لابتعاد ابنها، وعدم زيارتها وتفقد أحوالها، في حجرة ملفوفة الزوايا حزنًا، ليستشعرها المتلقي، حين يضع الابن الهدية الفاقع لونها، ويمضي لحال سبيله، وعيناها الحزينتان تبصرانه، تشيعان خطواته بحسرة وألم.
وبين المصور جهاد الصادق، بأن الظاهرة ليست منتشره بكثرة في مجتمع محافظة القطيف، إلا أنها موجودة بنسبة ما، وقال: للأسف نسقط جميع الأيام ونقر يومًا واحدًا لإسعاد الأم.
وذكر بأن الفيلم، يسلط الضوء على هذه العادة عند البعض، وقال: هنا نصف غياب الابن عن الأم شهوراً، ليتذكرها في يوم واحد فقط، والذي يسمى يوم الأم، ليجلب لها هدية، يعتقد أنها ستسعدها أكثر من رؤيته.
وأوضح أن “عيد الأم”،جاء في لغته الصامتة، ليخاطب مشاعر وإحساس المشاهد، مؤكدًا بأنه لا يوجد سيناريو، سيفي بما فعلته الأم في دقائق معدودات، ولا أكثرها بالساعات والأيام.
وأجاب على تجسيد الأم من قبل المرأة، الفنانة زهراء الناصر، أعطى واقعية للعمل، ليبعده عن التصنع في الأداء الدرامي: نعم، وهذا ما نسعى إليه، بأن يكون العمل بعيدًا كل البعد عن التصنع في الأداء، واقعيًا ، ليصل إلى المشاهد بصورة واضحة وواقعية.
وتمنى أن يدرك الابن والبنت ما فعلته الأم في حياتها، وما يقابله من معاملة، تستحقها واهتمام، يطيب خاطرها، ويمنحها مكانتها.
وذكرت الفنانة زهراء الناصر، بأن مشاركتها في فيلم -عيد الأم-، كانت التجربة الأولى لها، واصفة إياها بالرائعة والمميزة، مشيرةً إلى أن العمل المستمر مع الفريق يشرفها.
وقالت: لم ألمس حجم هذا الجهد المبذول إلا بعد عملي مع الفريق، لذلك أقف وقفة احترام لهم ولجهودهم الجبارة، حيث أنه عند رؤيتي انتاجات الفريق، كمشاهد أقصى ما كان بالإمكان تقديمه، هو الثناء والشكر والدعم، مع علمي وتأكدي، أن الفريق، يبذل جهده وطاقته، لإنتاج دقائق بسيطة، تعطي المعاني الكبيرة للمشاهد.
وأكدت أن الرسالة من خلال الفيلم، وصلت للمتلقي، والمعنية بأن الأم ليست يومًا في العام، ولا هدية أو كلمة، داعيةً:” علينا إثبات هذا الحب بالرعاية والوصل والاهتمام الدائم، ومع ذلك، لن نوفي حقاً من حقوق الأم علينا”.
لمشاهدة الفيلم: