عندما يطرح الإسلام احترام الوالدين، يطرح اسم الأم منفصلاً وبالاستقلال، من أجل تكريم مقام المرأة، ومع انه تعالى يقول:﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا﴾1.
ولكن مع كل هذا التكريم المشترك، عندما يريد ان يذكر مشقات الوالدين، يتكلم على مشقة الأم، لا على مشقة الأب، فقوله:
﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾5.
الأم:
تعجز كلماتي عن وصفك ولا اجد ما اقوله يا امي فكلمة الام تعني الجنة باحلى صورها وعظمتها تعني الحنان والحب كلمة تعني الدفء والمودة.
امي يااول قلب سمعت لحن نفمته الجميلة , يااحلى أغنية أنشدتها شفتاي ، ياأعذب حب رشفته مع لذيذ منبعك الابيض، ياسيدة الحب وعطر الجنة.
ياأجمل عين علمتني العشق والحنان ، يامن لأجلي لم تر الف العذاب فقرأته عذباً ، ولم تشعر بخدشة الطفولة فأحسنتها لمسة حرير .
بمناسبة عيد الام مع كل لحضات ميلاده هذا اليوم الجميل للام تطفئ شموعا وتشعل شموعا لزهرة الحياة لاجمل بستان لقلب الام المليء بالحب والحنان والعطف.
نعم. لأن هي الام والمراة هي نصف المجتمع انها فائدة المجتمع اسوة بالرجل ولولاها لما كانت الحياة موجودة في الكون واصبحت المراة هي (الزوجة والاخت والبنت والصديقة والامنية والرفيقة الطبية) الصادقة في الحياة والأن هي مدرسة الحياة للجميع والابناء لبناء الحياة وهي الطيبة الصادقة والعدل والمساواة.
الأم قيمة عظيمة، فهي تاج فوق رؤوسنا، وسر في سعادتنا، والاهتمام بالأم والإحسان إليها في ثقافتنا قيمة أصيلة، وفي ديننا عبادة عظيمة، بل طاعتنا لله من دون البر بأمهاتنا تعد طاعة قاصرة، ونسيجنا الاجتماعي من دون البر بأمهاتنا نسيج هشّ ضعيف، فالأم منبع السعادة في حياتنا، لذا استحقت أن يُعنون لها يوم باسمها، ومع ذلك فهذا قليل في حقها، فكل أيامنا، وكل أوقاتنا صلة وبر بها يجب أن تكون، ومع ذلك أيضاً لن نبلغ حقيقة البر بها، هي كنز عظيم تستحق منّا كل هذا الاهتمام والتقدير.
لأم لا تتغير مع الزمن، فالحب ضعف الحب، والعطاء ضعف العطاء، وتمضي السنين ومعها الأجيال ولا تزال تتربع على عرش الوفاء.
ومهما أخذت السنوات من اعمارنا ، فإن حاجتنا للأم لا تغنينا أية عاطفة أخرى ، فهي الركيزة المطمئنة التي تلوذ لها النفس حين الضيق والكرب وكذلك الفرح ، وهي بذرة داخل القلب أماناً وحناناً ووداعةً وطمئنان .
فلا غنى عن ذلك الصوت الدفئ الحنون الذي يعيد الإنسان إلى جذوره ، واللمسة الحنونة التي تمسح بها أعباء طريق الحياة .
فما أن غابت هذه الركيزة ، فلن تعود كما كانت حياتنا ابداً! فيشعر الإنسان بأن جذوره لم تعد تعنيه على الوقوف ، وعليه مواجهة الحياة، بحلوها ومرها بنفسه ، فلن يكن المدلل مهما كبر ولن يجد من يحتضن روحه ويمنحه الحب الراقي والصادق بلا جدال وبلا مقابل ، كما كانت تقعل الام.
في عيد الأم تتوج كل أم لتكون هي أفضل أم في الكون بتاج الأمومة المشغول بالحب والمرصع بالعطاء والمزين بالتضحية، وفي هذا اليوم يتفنن الأبناء المحبون والمخلصون في التعبير ، و تتلون الدنيا بمعاني الحب والوفاء الحقيقي، و تتجسد المحبة الخالية من المصلحة في أبهى صورة عرفها العالم .
نسعد نتالم نفرح ونصبر ترديد ما كان وتتمثل الحياة التي كانت في رحاب الام يصغر كل شيء ويهون ولا نريد من عظمتها الا بعد توهجنا بالازمات ، وحزن الملمات عظمة الام تنبع من العطاء والخير والبذل دون انتظار والابناء لا يدركون سر النخلة الا بعد ان يبتعدوا مئات المسافات وكم هي خير امنا العزيزة الحبيبة حيث تحضننا وحين تسهر علينا تعيننا وتشمنا حتى بعد ان يدب الاستقواء فينا تضل لا تنسى اولادها وتراعهم حتى في خيالها.
فهنيئا لكن يا أمهات العالم، لقد أديتن الرسالة ورفعتن راية العطاء بلا مقابل وجسدتن التضحية والبذل، هنيئا لكن هذا التكريم المتواضع وهنيئا لنا بكن، فشكرا من القلب إلى القلب، حفظكن الله من كل مكروه وأدامكن على رؤوسنا.
هل حقاً أنه يجب أن نتذكر الأم في هذا اليوم فقط من السنة؟ هذه الأم التي ضحت بالكثير والقليل من وقتها وصحتها وعمرها وفكرها من أجل أولادها فلذات أكبادها أليس من الواجب طاعتها وحبها في كل يوم وفي كل ساعة لا بل في كل لحظة.، فالأم من أهم وأغلى النعم التى أنعم الله علينا بها ، حيث أمرنا سبحانه وتعالي بطاعتها من بعده ، فالحمد لله على نعمة وجود الام بيننا ، الأم جوهرة ثمينة، لا يعرف قدرها إلّا من تجرع نار الحرمان بفقدانها، لذلك كونوا الحاضن الأول لها في كبرها لأنها هي التي من كانت الحاضن لكم في طفولتكم.
لأم وطن.
نعم هي الوطن، فيها ملاذ وحماية، وسياج يتسع لك ولعائلتك، هي الشعور بانك موجود، فلكل من يتمتع بهذه النعمة حافظ عليها، ورد إليها جزءا مما قدمت، فقد تكون كلمة أحبك أمي هي فقط ما تريد. فالنهر يستمر بالجريان طالما بقي مجرى الماء الصغير يصب فيه.
آآآآآه يا أمى كم اشتاق إليكِ. وكم تشتاق عيناى لمعانقه وجهك الطاهر وكم تشتاق ذراعاى لاحتوائك. وكم يشتاق صدرى المهموم ليذوب حنانا فى حنايا صدرك الحنون ويطلق أنينه المكتوم بين ذراعيك كطفلاً صغير لا يهدأ حتى يسمع دقات قلب امه تتداخل مع دقات قلبه. آآآآه يا أمى ليتك تعودين اليوم اليوم فقط .
آآآه يا أمى كم أتمنى وأتمنى وأتمنى ويذوب قلبى الشقى حسرة وأنينا وتنهار أحلامى وترحل فى أثر السنين تاركة قلبى يحترق فوق جمر الشوق ونيران الحنين مخلفة وراءها أكواماً من رماد ودخان كثيف يتصاعد من قلبى الملتهب نحو السماء مبتهلاً إلى الله وداعياً أن يدخلك يا أمى فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين . إنه سميع مجيب الدعاء وهو أرحم الراحمين.
واخيراً:
فقد انتهى حبر قلمي ولم ينتهي ما اقوله لكي فقد نثر الكثير لكنه لن يستطيع ان يحصر شعوري تجاه امي لان شعوري لايوصف بالحروف ولا الكلمات وفي النهاية اقول
كل عام وامهات العالم بالف خير.
رحمك الله باوالدتي وجميع المؤمنين والمؤمنات