القطيف.. حكاية طفلة ترتدي الحزام البرتقالي

ليس غريباً أن تمارس فتاة سعودية الجنسية لعبة الكاراتيه، ولكن الغريب حين لا يتجاوز عمر تلك الفتاة ست سنوات، وحصولها على الحزام البرتقالي وشهادة معتمدة من الاتحاد السعودي للكاراتيه.

إنها الطفلة نورين محمد الجشي، التي تدربت على لعب الكاراتيه، منذ سنتها الثالثة وحفظت 6 كاتات من أصل 26، متقنتة إياها بشكل ممتاز كما يصرح مدرباها هادي آل سليم وحسن آل درويش.

وقال الكابتن هادي بأن حب نورين لرياضة الكاراتيه نابع عن اختيارها وليس ارضاءً لوالديها فقط، وحماسها يؤهلها للمشاركة مستقبلاً في بطولات الفتيات، إذ ستجدون اسمها ضمن المراكز المتقدمة.

وتحدث محمد الجشي والد نورين عن تجربتها مع رياضة الكاراتيه، بأن طفلته تعلقت بالتلفاز متابعة لمقاطع ذوي الحركة والانطباق في سن الرابعة، ولذلك فكر أن يصنع منها هي ذات الحركة، استشار والدتها، التي أمسكت فترة عن الإجابة، ثم تفهمت رؤيته، وكان الاتفاق بينهما هي تجربة رياضية خفيفية لمدة أسبوع، والنتيجة أنها تعلقت بالمدربين، وبالحلبة، والنادي، أي أنها نجحت في الاختبار.

وتابع: “استشرت المدربين لكونها فتاة تحب التحدي، اجتمعنا مع المدرب، وبعد أقل من ٥ دقائق نقاش أسعدني موافقة الجميع في البحث عن تجربة جميلة من خلال هذه الطفلة الصغيرة”.

وأكمل الجشي:”في انطلاق تجربتها تحملت برنامج يتناسب وقدراتها العقلية والجسمية، فواجهت أفضل لاعبي النادي لكل الدرجات الرياضية، من الناشئين إلى الأولى”.

وقد بدأ المدرب معها من خلال برنامج تقليد مبسط عبر أخيها عبدالله، فكان مصدر حفظها لكل الحركات، حيث المنافسة بين الأخوين، ودخل والدها الرياضي ولاعب كرة السلة معها مؤازراً لها في التدريب، فكان كلاعب يراقب ويقيم ويبدي رأيه.

كذلك مرت نورين بعثرات في بداية مشوارها كأي لاعبة، ولكن إرادتها صلبة جعلت بعض اللاعبين الذكور يفضلون الحضور الدائم بدون تردد، أي أنها فرضت بين اللاعبين عنصر التحدي والمنافسة.

وعن تأثير الكاراتيه على شخصيتها قال:” هي الآن منضبطة وتتحمل، وعصامية، وخشنة في لين، وواثقة، وذات قلب يحترم، ولديها رؤية، وتعي ما يتلفظه مدربوها الكبار، وأيضاً جريئة”.

وكذلك أجاب عن سؤال للقطيف اليوم عن مشاعرها حول رياضتها قائلاً:” هي تخفي شعورها للعبتها، أنا أشعر بها من قرب، فليجرب الآباء رؤيتي، هي لن تعبر عن شعورها باللفظ وبالذات عندما يسألها أستاذها هادي مدرب الكاتا: هل أعجبتك اللعبة؟ هل اعجبتك الكاتا؟، في بداية الأمر تخفض نظرها للأرض ذات المطاط الرياضي، وبعد تقدمها وارتقائها تجيب ببعض الدمع، ثم أخيرا تعبر بجرأة: نعم.. يعجبني!

 


error: المحتوي محمي