🔹النقد عبارة عن تعبير يقوم به الناقد الاجتماعي يتناول فيها ظاهرة تتعلق بمجموعة من الأفراد تعبر عن وجهة نظره سواء كان بشكل لفظي أو مكتوب .
🔹النقد حالة اجتماعية صحية تنال كل جوانب الحياة بمختلف أنواعها وتوجهاتها ، وهي قراءات مبنية على أسس علمية تهدف لتصحيح المسار الاجتماعي لا لتخريبه .
🔹تختلف لغة ونوعية النقد تبعاً لقدرات الناقد وأهدافه وأدواته ، بالإضافة لنوعية المجتمع وسماته ومدى الإلمام بجوانب القضية المتناولة .
🔹يهدف الناقد في العادة إلى تصحيح وتقييم اعوجاج الناس وإصلاح شؤونهم في كل الجوانب ، والبعد عن النظرة القاصرة ، والنأي عن التوظيف الشخصي ، والتعامل مع الحالات النقدية بإنصاف وموضوعية.
🔹عُد الناقد شخصية اجتماعية مثيرة للجدل تتعرض بين الفينة والأخرى إلى ردود أفعال اجتماعية متباينة منها المؤيد والمتحفظ والساكت والمعترض والمتهجم ، لأن حالات النقد في حقيقتها قراءات واستقراءات مبنية على معطيات معينة تبين انتشار الظواهر النقدية و مدى استفحالها.
🔹الناقد إنسان كغيره من البشر معرض للخطأ أو السهو أو الانفعال ، كذلك إن الاختلاف الاجتماعي والفكري والعلمي معه يعد حالة طبيعية جداً .
🔹 إن حالة الاختلاف مع الناقد في الآراء والتوجهات قد تثري الحالات النقدية وهي وسيلة للارتقاء بها ، بحيث تصبح كل الأطراف المعنية أكثر قابلية لتقبل وجهات النظر المختلفة حول القضية النقدية التي تفضي إلى اتفاق على سبل تصحيحها وتقويمها.
🔹شريحة من النقاد الاجتماعيين يتعرضون في كثير من الأحيان إلى حملات إعلامية من قبل أفراد أو جهات معينة يستغلون فيها وسائل التواصل الاجتماعي ووصفهم بكلمات التجريح والذم ، والانتقاص والازدراء.
🔹الطامة أن تصدر الكلمات البذيئة تجاه الناقد من أناس قريبين أو ممن يجعلون الدين والعلم والثقافة شعار لهم ، وهذا ناتج إلى ضعف الوازع الديني والأخلاقي ، وتحويل حالات النقد من حالات اختلافية عامة إلى حالات خلافية شخصية ضمن أسباب متعددة ومصالح كثيرة .
🔹من أسباب تحول حالة الاختلاف مع الناقد إلى حالة خلافية التوظيف السلبي لحالات النقد المرتكزة على النظرة الشخصية أو الاختلاف في الفكر والتوجه .
🔹قد تجد مجموعة من الأفراد أو الجهات تختلف مع الناقد ليس من باب خطأه في عرض الظاهرة النقدية أو طريقة تناولها ، بل من باب نظرتهم الاجتماعية للناقد المرتكزة على الخلفية السلبية أو الأمراض النفسية التي يحملونها في نفوسهم تجاهه ، أو لكونه ينتمي لخط وتوجه فكري مغاير لهم .
🔹النظرة الاجتماعية السلبية للناقد تفضي في العادة إلى عدم القبول بآراء وأفكار الناقد مطلقاً ، سواء كانت صائبة أو يتخللها شيئاً من الخطأ أو المبالغة أو غيرها ، بل يجد بعضهم أنها فرصة سانحة للنيل من شخصيته ، وتناوله بأقوى كلمات التجريح في محاولة لإسقاطه وتشويه صورته الاجتماعية .
🔹من أسباب تحول حالة الاختلاف مع الناقد إلى حالة خلافية اعتقاد بعض الأوساط الاجتماعية أن الحالة النقدية التي تناولها هي قضية شخصية تتعلق بأشخاص أو جهة معينة تنطبق عليهم معالم الحالة النقدية المتناولة ، وتدل هذه الرؤية الدونية على قِصر في النظرة الاجتماعية ، وضحالة في الفكر ، وتدني في مستوى الثقافة عند مثل هؤلاء الناس .
🔹مما يدلل على النظرة الاجتماعية السلبية للناقد أن البعض يوظف حالات النقد تجاهه في الاتجاه الشخصي أو المناطقي أو الفئوي ، وبمعنى آخر أن يُشار اجتماعياً إلى أن ما قام به الناقد يراد به أولئك الأفراد أو تلك الجهة أو تلك المنطقة !! .
🔹من يقرأ ويسمع عن الحالات النقدية يجد أغلبها أفكار اجتماعية عامة وواقعية عند كثير من الجهات ، وتنطبق على كثير من الأفراد والمناطق ، وليست مقتصرة على أفراد أو جهة أو منطقة معينة ، خاصة إذا عُرف عن هؤلاء النقاد سمو أخلاقهم وإنصافهم واهتمامهم بالمصلحة الاجتماعية العامة مترفعين عن النزول إلى المستويات الأخلاقية الهابطة .
🔹المسألة الخلافية مع الناقد في كثير من الأحيان ليست متعلقة باختلاف على حالات النقد وضوابطه وحيثياته إنما بخلافات وتوجهات شخصية مع الناقد خصوصاً إذا كان يواجه شريحة مناوئة ومنافسة له سواء كانت من نفس الفئة أو من نفس المجتمع الذي ينتمي إليه التي تعمل على تصيد أخطائه وهفواته ، أو تتعامل معه بمبدأ : حمامة الحيّ لا تطرب .
🔹ليس ذنب الناقد الهادف أن مظاهر الحالة النقدية التي تناولها تنطبق على زيد من الناس ، أو جهة ما أو مكان ما ، بل الذنب فيمن يؤطر الحالة النقدية ويوجهها باتجاهات شخصية ولغايات تشبع النفوس المريضة .
🔹يسعى الناقد الهادف إلى التقاط كل مظهر وسمة وحدث يتعلق بالحالات النقدية التي يتناولها سواء على مستوى الأشخاص أو الجهات أو المناطق ، ويقوم بتحليلها وبلورتها ليخرج من خلالها بفكرة نقدية هادفة ، ويهدف من نقده في الدرجة الأولى إلى المصلحة الاجتماعية العامة.
🔹قد يتزامن توقيت طرح الفكرة النقدية لبعض الحالات مع توقيت حدث أو ظاهرة أو منطقة ما ، خاصة إذا أنطبق عليها سمات الحالة النقدية ، لكن التوافق الزمني مع الأفراد أو الأحداث أو الظواهر ليس دليلاً على أن الحالة النقدية التي طُرحت حالة شخصية أو فئوية أو مرتبطة بمنطقة معينة ، لأننا قد نجد تزامن آخر لتوقيت عرض الحالة النقدية مع أفراد أو أحداث تتصف بنفس سمات النقد موجودة في مناطق أخرى!!.
🔹على افتراض أن توافق توقيت طرح الفكرة النقدية لبعض الحالات مع أفراد أو حدث أو ظاهرة أو منطقة ما ، بحيث انطبق كامل أو جزء من سمات الظاهرة النقدية عليها ، فهي بلا شك أنها مشمولة بالحالة النقدية التي تناولها الناقد ، لكن من الخطأ بل من المعيب أن تؤطر وتُحصر الحالة النقدية على نفس الأشخاص أو الحدث أو تلك الجهة أو المنطقة دون سواها.
🔹 يفترض على من يرى أن الحالات الاجتماعية النقدية بمرمتها أو جزء منها تنطبق على أفراد أو جهة أو منطقة ما أن يسعى إلى تصويبها وتقويمها وتصحيحيها ، لا أن يصب جام غضبه على الناقد.
🔹 لا تتم الحالة التقييمية لطرح الناقد إلا من خلال مناقشة جوانب التوافق والاختلاف فيما طرحه ضمن احترام متبادل مبني على نقاء السريرة وحسن الظن ، ومن خلال رفع حالات الوعي ، والإدراك الاجتماعي بأهمية النقد الهادف الذي يجعل المصلحة العامة هدفه الأول والأخير.