«الذئبة الحمراء» تجمع مرضاها في مركزي القطيف

اجتمع عددٌ من مرضى “الذئبة الحمراء” في مستشفى القطيف المركزي للحديث عن معاناتهم مع المرض، وكيف استطاعوا التغلب على مضاعفاته بالتعايش معه، متناولين معاناتهم من الألم الجسدي والنفسي، ونظرات المحيطين الذين يخافون العدوى، مؤكدين أن المتابعة الطبية أعطتهم الأمل في محاولة إيجاد حياة جديدة لهم.

جاء ذلك في الفعالية الصحية التثقيفية “lupus – مرض الذئبة الحمراء”، والمنظمة من قسم الباطنية في مستشفى القطيف المركزي، يوم الخميس 20 جمادى الآخرة 1439، بحضور عدد من المرضى المراجعين المصابين بالذئبة الحمراء، وذويهم والكوادر الصحية بالمستشفى.

وتضمنت الفعالية التعريف بالمرض بصورة موسعة، عن طريق المحاضرات من الطبيبات الاستشاريات في تخصص الباطنية والروماتيزم، مع تفعيل عدد من الأركان كالمختبر والتحاليل، الأدوية، والعلاج الطبيعي.

وقدمت المشرفة على الفعالية استشارية الباطنية والروماتيزم الطبيبة عطية الحوري لمحة عن مرض الذئبة الحمراء الجهازية، معتبرةً المرض مناعي لمهاجمته الجهاز المناعي وأنسجة وخلايا الجسم، محدثًا التهابات وتلف وخلل في وظيفة الجهاز المناعي.

وكشفت أن أغلب الإصابات تكون من النساء من عمر 15 – 45 سنة، ويصاب به رجل واحد مقابل تسع سيدات، مشيرةً إلى أن الأسباب الحقيقية غير معروفة إلا أنه يرجع الى عدة عوامل منها ما العوامل الجينية، الهرمونات الجنسية للإناث، إذ نجده عندهن أكثر من الذكور، أشعة الشمس، التدخين، بالإضافة إلى نقص فيتامين د، والالتهابات الفيروسية، والأدوية.

وأوضحت الحوري بصورة تفصيلية الأعراض للمرض، مثل الشعور بالإرهاق التام والخمول الشديد، ارتفاع في درجة الحرارة، فقدان شهية، آلام المفاصل والعضلات، لافتة بأن هناك أعراض خطيرة تؤثر على المريض حيث وجد أن 90% من المرضى لديهم التهاب المفاصل، مع وجود أعراض متعلقة بكل عضو أو جهاز، مبينةً أثره على القلب والرئتين، الجهاز العصبي، الغدد اللمفاوية، بالكليتين، وكذلك أثره على الدم والحمل.

وختمت الطبيبة أن التشخيص يكون عبر ملاحظة 11 معيارًا، ووجود 4 منها يشخص الشخص أنه مصاب، مؤكدةً بأنه لابد أن يخضع الشخص إلى فحوصات خاصة بتحليل الدم DNA / ANA، للكشف عن الأجسام المضادة، وتحليل مستوى كريات الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية، مع تحليل البول وكريات الدم الحمراء والخلايا الصديدية.

وأعطت استشارية الباطنية والروماتيزم الطبيبة غادة الجنوبي بعض الحقائق عن الذئبة الحمراء من حيث الإصابات والفئات التي تصاب به، ذاكرةً أن التقديرات تشير أن هناك نحو 132 ألف إصابة في المملكة العربية السعودية، كما أنه ليس له علاج شافٍ بل يتعايش معه بصورة أفضل.

أشارت الجنوبي إلى أن مريضة الذئبة الحمراء تستطيع الحمل والإنجاب، مع المتابعة لدى طبيب الروماتيزم وطبيب النساء والولادة، بشرط التأكد من عدة أمور حيال صحتها ومنها: أن يكون الفيروس خامل غير نشط، لاحتمال تعرضها للإجهاض نتيجة لارتفاع ضغط الدم، والعمل على تقليل نشاط المرض، وتغيير بعض الأدوية، ومناقشة المشاكل الصحية التي يمكن حدوثها أثناء وبعد الحمل.

واستفاضت في بيان الأثر المترتب على الطفل، منوهةً أن الأجسام المضادة لدى الأم قادرة على المرور إلى الجنين عن طريق المشيمة إلا أنها تختفي بعد فترة بسيطة من الولادة، كما يظهر على بعض الأطفال طفح جلدي بعد الولادة إلا أنه يختفي أيضاً، كما أن معظم الأمهات المصابات ينجبن أطفالاً يتمتعون بالسلامة التامة.

وأرشدت استشارية الباطنية والروماتيزم أطفال الطبيبة شمسة آل أحمد إلى طرق وقائية تحد من المضاعفات الناتجة عن المرض، كونه لا علاج له، ومنها: أخذ العلاج الطبي بالأدوية، التغذية المتكاملة، الرياضة، تجنب التدخين، التطعيمات الوقائية، بالإضافة للعلاج الموضعي الذي تيون مفيداً في الأعراض الجلدية.

من جانبها بينت اختصاصية العلاج الطبيعي لينا السادة دور العلاج الطبيعي في تأهيل المرضى لما يصاحبه من 90% من الإصابات في المفاصل، فيكون لكل مريض خطة علاجية خاصة به، تعتمد على تأثير المرض عليه وفي أي جزء من جسمه، موضحة أنواع التمارين سواء كانت هوائية، القوام المتوازن، والمائية.

وتحدثت إحدى المريضات عن تجربتها بالذئبة الحمراء منذ 21 عامًا، حيث شخص لها على أنه فقر دم، وبعد تشخيصه بدقة استطاعت التعايش معه.

وضربت هاشمية السادة مثلاً لتحدي المرض حيث أصيبت به منذ أربع سنوات، ومع ذلك واصلت دراستها الجامعية، وتحدث كامل آل فاران الذي ناهز 45 عامًا عن إصابته بالذئبة الحمراء منذ الولادة وكيف قاومه مع إرادته ونظرة الناس الدونية للمصاب، مؤكداً على أثر جانب الصحة النفسية والثقة بالنفس ليتمكن المريض من التعايش معه.

وختمت الفعالية بطرح المداخلات على الطبيبات والتي دارت حول الأدوية العلاجية، التغذية الصحية، وضرورة التثقيف والوعي الصحي بالمرض وطريقة التعامل معه.

 


error: المحتوي محمي