غابت سيرة 754 مؤلف ومؤلفة عن أرفف المكتبة العامة بالقطيف، رغم أنها تعد من أبرز المنشآت الثقافية في القطيف لما يزيد عن ثلاثة عقود من الزمن، وشاهدًا على ما يحمل أبناؤها من أقلام صنعت ماض يعتز به، وحاضراً نعيشه، ومستقبلاً يتطلع له بمخزون وافر من المعرفة تطور مع تطور العصر، ليكون الكتاب هو الشاهد على ذلك، ويدون الكُتاب والكاتبات ما يحملون من علم، يعكس واقعهم الثقافي الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
وتحتضن المكتبة كمًا ثريًا معرفيًا من الإنتاج الثقافي لمحافظة القطيف، والتعريف بالكاتب والكتاب القطيفي، عبر تخصيص مركز معلومات المدينة بمحافظة القطيف، يعرض أكثر من 251 سيرة ذاتية إلى 197 مؤلفاً و 54 مؤلفةً من القطيف، منذ عام 1429هـ، وعليه جددت المكتبة دعوتها للكُتاب والكاتبات لتزويدها بإصدارتهم وسيرهم الذاتية.
من جانبه أكد مدير المكتبة العامة بالقطيف مؤيد عبدالله الزاير لـ«القطيف اليوم»ـ بأن هذه الخطوة تأتي بناءً على أهمية الدور الذي تلعبه المكتبة في حفظ التراث الفكري للمنطقة والذي سعت إليه منذ عام 1429هـ، عبر مشروع (مركز معلومات المدينة بمحافظة القطيف) بقاعة الكتب الرئيسية، والذي يعد قاعدة من قواعد البناء الإنساني لكل مجتمع، يمثل بحق هوية صادقة للمجتمعات البشرية فكريًا واجتماعيًا وثقافيًا.
وبين المشرف على النشاط الثقافي في المكتبة العامة محمد الربح لـ«القطيف اليوم» استعداد المكتبة لاستقبال أي منشط ثقافي، من أي جهة اجتماعية أو أفراد، عن طريق تفعيل الشراكات المجتمعية والعمل على نشر الوعي بأهمية القراءة والثقافة للجميع، والتعريف بالمكتبة والأهداف التي تتبناها.
وأضاف تمثلت هذه الشراكات المجتمعية في استهداف ما لا يقل 5 – 7 مدارس أسبوعيًا للبنين والبنات، مع إقامة الأمسيات الثقافية والأدبية، التعاون مع نادي الترجي الرياضي بالقطيف، والكلية التقنية بالقطيف، في تصنيف وفهرسة مكتباتهم، بالإضافة إلى ما ينفذ حاليًا بالتعاون مع بلدية القطيف، في نشر ثقافة القراءة عبر برنامج “بسطة كتب”، للكاتب حسن حمادة بكورنيش القطيف، في يوم السبت من كل أسبوع.
وثمن ما قامت به دار أطياف للنشر والتوزيع بالقطيف من منح 250 كتاباً من إصداراتها، لمؤلفين ومؤلفات قطيفيين حيث تم إضافة كتبهم لباقي الكتب الموجودة، للذين توجد لهم سير ذاتية في المكتبة، في المقابل يوجد من بينهم ما يزيد عن 150 عنواناً تفتقد التعريف بالسيرة الذاتية لكُتابها، مع غياب الإصدارات الجديدة لبعض الكاتب الذين لديهم مؤلفاتهم السابقة.
من جانبه كشف مدير دار أطياف للنشر والتوزيع بالقطيف، الباحث السيد عباس الشبركة، عن إحصاء مكتبته القطيفية لـ5600 كتاب من مؤلفات أبناء القطيف، وبلغ عدد المؤلفين 1000 مؤلف تقريبًا من كلا الجنسين، منهم 500 شخص تقريباً، إحياء.
واعتبر الشبركة أن وجود المكتبة في القطيف حَفِظ الإرث الثقافي للمنطقة قاطبة، إلا أننا نجد – على حد قوله – جانبًا إيجابيًا مغيبًا، مطالبًا بظهوره وتبني الدعوات من إدارة المكتبة والناس، بإقامة وتفعيل الأمسيات والندوات الثقافية، بشكل دوري في المكتبة كونها تشكو قلة الزوار.
وأفصحت الكاتبة فاطمة قريش بأنها لا تعرف أي معلومة عن المكتبة، فقط وجودها في القطيف، إذ لم تزرها مسبقًا لظنها بأن زيارتها مقتصرة فقط على الرجال، وخلال حديثها مع «القطيف اليوم» تعرفت على دور المكتبة، وأبانت رغبتها في مد يد التواصل، معتبرةً محتوى المكتبة زيادة للمحصلة لديها، وأيضاً زيادة خبرات بعد التعرف عليها.
وذكرت الدكتورة هبة آل محسن بأنها تزور المكتبة بصفة دورية كل أسبوعين مع عائلتها، بهدف جعل ذلك نشاط عائلي يقومون به جميعًا، ويخلق علاقة بينهم وبين الكتاب، ويحبون التعلق بالكتاب، لاستمتاع أطفالها بالقصص، واختيار ما يريدون.
وأضافت بأن المكتبة ساعدت على توفير الكتب، باستعارة صغيرتها لها وقراءتها عند مشاركتها بها في برنامج تحدي القراءة العربي، داعية إلى تفعيل الأنشطة الخاصة للصغار، مثل حكواتي أو أعمال فنية بسيطة.
وبدوره، دعا جميع المؤلفين والمؤلفات للتواصل مع المكتبة، وتزويدها بكتبهم وسيرهم الذاتية، أو تحديثها بإرسالها على الرابط: https://goo.gl/QbLN95، والبريد الإلكتروني الخاص بالمكتبة: libqatif@moci.gov.sa ، أو زيارة المكتبة، ليتم حصرها وعمل الفهرسة المطلوبة.