لا تقطع رزقه!

تترد عبارة “لا تقطع رزقه” في أماكن كثيرة ،ظاهرها الرحمة وباطنها غياب الأمانة تُروج هذه العبارة في أوساطنا المجتمعية بشكل واسع لكنها تتعامل بفكر وإدارة ترسلية سائبة أو سطحية مع أشخاص كان الأولى الأخذ بيدهم بشتى الأساليب والدفع بهم نحو العمل، والاستشعاراً بالمسؤولية , اذكر لكم مثالاً :

شخص مهمل في عمله وإهماله يؤثر على البيئة المحيطة من حوله جاء بعض الاصدقاء سأليني : ما العمل معه؟

فأخبرتهم بأن نبلغه اولاً ونحسسه بخطائه وأن لم يستمع نشكيه ونردعه فهو يأكل مالاً حرام إذ يقصر في واجبه إتجاه عمله

فقالوا : أولن نقطع رزقه؟

قلت : من قال لكم أن هذا رزق أصلاً فالرزق هو كل ما يأتي من حلال وماسألتم عنه سحت وليس رزقا

وثانياً إن في نفسي شيئاً من مسألة (قطع الأعناق ولاقطع الأرزاق) والعقل يحكم بذلك.

قالوا كيف؟

قلت : لوفرضنا أن علياً لديه دكان يعتمده في تحصيل رزقه وجاء ظالم وخيَرنا بين أمرين إما أن يقطع عنق علي، أو أن يهدم دكانه ويمنعه من العودة إليه فما عسانا أن نختار ونحن لانملك أية وسيلة لردع الظالم عن هذين الخيارين هل نقول له: اقطع عنق زيدٍ واترك دكانه اعتمادا على (قطع الأعناق ولاقطع الأرزاق) بالتأكيد انكم معي ضد هذه الفكرة.

نحن بهذه العاطفة زرعنا في هؤلاء اللامبالاة وطمسنا الجودة لأنهم اعتمدوا على طيبة الناس في أخطائهم ولكن ومع الإيمان العميق بنبل العاطفة ، إلاّ أنّ إسقاطها على كل شيء سيجعل المجتمع يتراجع للوراء كثيراً، مشيراً إلى أنّه لابد من استخدام حلول مجدية وجذرية وسلوك اللامسؤولية هذا، أكثر سوءاً من السلوكيات المرفوضة كلها، حالتها غريبة ومزعجة من الفردانية والتقوقع حول الذات، وانعدام التفاعل، توافرت صفات الإهمال في ذات أدائها الشخصي، غير متعاونة، ولا تهتم بمصلحة المؤسسة التي تعمل بها، والمراجعين، أمنت المحاسبة الإدارية الرادعة، فأهملت التفاعل وأساءت العمل فكما يقال (من أمن العقوبة أساء العمل).

ولابد أن نؤكد على أنّ ديننا قرر لهولاء حقوقهم الطبيعية كاي فرد من أفراد المجتمع، كما جاء بكثير من المبادئ لضمان حقوقهم وذلك بقصد إقامة العدالة الاجتماعية وتوفير الحياة الكريمة لهم ولأسرهم في حياتهم وبعد مماتهم، كما دعا إلى معاملتهم معاملة إنسانية.

ختاماً نحن لا نبرر سلوكهم إلاّ في حالة كونهم مرضى نفسيين، نتيجة التراكمات المحبطة، وبناء على تعريف اللامبالاة بالنسبة لعلماء النفس «حالة وجدانية سلوكية، تقود تصرف الفرد تجاه عمل معين»، ومن أسوأ مظاهر هذه الحالة أنها تبعد الشخص عن التفكير بالنتائج، وإذا ما فشل فإنه يظهر نوعا من الحقد، والكره للمجتمع، واللامبالاة بالعمل، واللامسوؤلية , فما قولكم هل هو قطعاً للرزق ام إقامة للعدل؟

💠المصادر :
بعض الاقتباسات.


error: المحتوي محمي