يصل الشاب والفتاة إلى سن البلوغ الشرعي ليحمل أمانة معرفة الله وتوحيده وتجسيد عبوديته له سبحانه … فتتوجه للعبد مجموعة من التكاليف الشرعية ؛ التي تحدد الصراط المستقيم و كيفية عبوره ليكون هذا المكلف فاعلا مفيدا في الحياة وليفوز في الآخرة.
جميلة ومهمة هذه المرحلة التي يسمو فيها الإنسان؛ كيف لا وقد أصبح محلا لتكريم الله تعالى و رعايته بأهليته للعبادة حيث قال الله سبحانه في سورة الذاريات { وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإنْسَ إلاّ لِيَعْبُدُون} ففي العبادة تميّز ورفعة وسمو مقام العبد على كل الكائنات لارتباطها بنعمة العقل…
وحمل هذه الأمانة العظيمة ، يتوقف على مساعدة المكلف على تطوير وتنمية طاقاته ومعارفه واكتساب العلوم الالهية ومعرفة كيفية تجسيدها بالفعل وفي العقل والقلب…
ومن هنا كانت دورات التكليف الشرعي للقيام بهذا الواجب الكفائي بتعليم وتأهيل المكلفين للوصول لسعادة الدارَيْن.
والمناهج المعتمدة في هذا المجال كانت تختص بالفقه لتعليم المكلف أحكام الصلاة والصيام والطهارة والنجاسة…
دون الإلتفات إلى الجوانب الأخرى التي تتكامل مع الفقه لتجبل إنسانا واعيا مثقفا وعابدا صادقا…
وإدراكا لأهمية هذا التكامل وامتثالا لهذا الواجب العظيم بدأنا بالعمل على إعداد دورة متكاملة بشخصي ، الشيخ منصور آل مبارك ، و بالتعاون مع الشباب لمعرفة حاجاتهم و تفاعلهم مع العمل ليكون منتِجاً وواقعياً إلى جانب الإهتمام بالمعايير التربوية والعلمية… فقمنا بإعداد سلسلة تجعل المكلف يدرك من هو ومن ربه وما دينه ومن نبيه وإمامه فيدرك التوحيد والعقائد التي هي أصول دينه، ثم ينتقل لفروع دينه فيفْقَه من خلال الفقه واجباته الدينية ، ويسافر إلى زمان النبي محمد صلوات الله عليه و آله ليعرف سيرته العطرة ، وفي النهاية يطهّر قلبه من الرذائل فيتخلى عن ما ينافي روح الإسلام ويتحلى بما يوافقها من خلال تعلم الأخلاق الاسلامية الحميدة…
من خلال التكامل بين هذه المواد الأربعة (العقائد و الفقه و السيرة النبوية و الأخلاق) وباعتماد الأساليب التربوية العلمية في التعليم نكون قد وضعنا المكلف على الطريق الصحيح ليكمل طريقه نحو الله تعالى…
وبإذن الله سبحانه ، وبعد أن يتم اعتماد هذه السلسلة في دورات التكليف الشرعي داخل منطقتنا (الأوجام) ، نسأل الله تعالى أن تتم الإستفادة منها في باقي المناطق وتطوير أساليب تعليمها لتكون صدقة جارية هدية لإمامنا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه وعن والديَّ وعائلتي وعن جميع المؤمنين وعني وقربة إلى الله تعالى…
