
تروي المزارعة زينب محمد آل سلطان في محافظة القطيف ذكرياتها عن المزارع في طفولتها وكيف كانت المنتجات الزراعية تختلف عن الآن وقالت: لم يعد الورد المحمدي متوافرا رغم أهميته في الموروث الاجتماعي فالنساء كن ينتظرن موسمه كل عام من أجل «شك» أي نظمه قلائد ليتزين بها على أجيادهن في المناسبات السعيدة والتي ما عادت موضع اهتمام من النساء إلا على سبيل المحافظة على التراث أو تذكره كما أن الورد كان يستخدم من أجل وضعه في ماء الشرب ليضفي طعما مستحبا عليها وتوضع أوراقه بعد التجفيف في قاع مكان تخزين الملابس ليترك رائحتها عطرية طوال العام واختفت هذه العادة بعد دخول وانتشار سوق العطور إلى المنطقة.
وتسكن زينب بحسب، في مزرعة مع زوجها وأطفالها منذ ستة عشر عاما ويمتلكان مشتلا ضمنها وتستذكر طفولتها حين كانت المزارع مكانا للعمل والترفيه أو ما يمكن أن نسميه حسب مصطلحاتنا الحالية التعليم بالترفيه ويناسب كل أفراد المجتمع دون تحيز إلى جوار كونها عملا يمتهنه كثيرون، وتشير إلى كون المنازل قديما واسعة يسكنها الكثير من الأفراد مع ذلك فزيارة المزرعة جزء روتيني من حياتهم، أما حاليا اختلف الحال فمع صغر حجم الشقق وقلة عدد أفراد ساكنيها وانشغال الجميع عن زيارة المزارع له دور كبير في اختلاف وتغير الأجيال الحديثة من نواحٍ عدة، كما أن من يزور المزارع منهم يجدها في حالة تلف ولا يجدون منتجات كثيرة كالزمن القديم الجميل.
وتفسر ما يحدث في التربة فارتفاع نسبة الملوحة يأتي من عدم تسرب مياه الري إلى السدود مما يجعل امتصاص مياه جديدة غاية في الصعوبة وبالتالي لا يكون هناك ترشيح للتربة لتنظف نفسها لتعطي نباتات صحية أكثر، مما يجعل الأرض كثيرة الملح وطينية بشكل أكبر من المطلوب، فمثلا كانت شجرة «النبق» ترتفع وتنمو بشكل سريع، أما حاليا فلا يتجاوز ارتفاعها المترين حتى تموت مهما بلغت العناية بها، وموت الأشجار أو قلتها يؤدي بشكل رجعي إلى تزايد العواصف الرملية والغبار، لأن الشجرة تؤدي دور فلتر للأرض والهواء، بحسب ما ذكرته “المدينة”.