سيهات.. النحاتة أزهار سعيد: لست أقل قوة فنية من النحاتين الرجال

ألتقيت بها في يوم ماطر جعلنا نضحك كالأطفال، إنها بداية جيدة إذاً. إذا كان النحت إعادة خلق الأشياء وتفتيح روحها، فإن مشهد المنحوتات وهي تستحم بماء الله، أشبه بغسل الألم الداخلي من فوضى هذا العالم. إحساس مهيب أن يسيل ألمك تحت قدميك وتنجو الفكرة.

“سمبوزيوم نقوش الخبر” إحدى مبادرات نقوش الشرقية، بتنظيم من مجلس المسؤولية الاجتماعية، وبلدية الخبر وجمعية الثقافة والفنون في الدمام، حيث يقوم عشرة نحاتين من مختلف مناطق المملكة في محاولة لتأثيث وتجميل الخبر بكتل الجمال، وإنشاء أعمال إبداعية وجمالية تمثل البيئة التاريخية، والثقافية للمنطقة، والمختتم في كورنيش الخبر 24 فبراير 2018م.

س: المطر..يحمل البداية دائماً، وهذا محفز للسؤال، ماهي بداية الفكرة للنحت لديكِ؟
حسناً.. يبدو أنه لا مفر من الحديث عن الشيء الغامض الذي قد لا يمسك به الفنان تماماً، وهي البداية، الخطوة الأولى، الصوت الفضولي الذي يهمس في أذنيك: أبدأ أنا هنا .. أنا الفكرة. في رأس كل منا مشاهد لا تريد أن تخرج إلا إذا جعلتها ملتهبة وساخنة كلحظات المخاض. أعتقد أن البداية تأتي من حاجتك في التخلص من هذا الكم الهائل من الأحاسيس والفضول والألم.

س: المرأة صاحبة السفر الأول للتكوين والتشكّل، باعتبارها حاضنة الإنسان الأولى..هل هذا ساعدكِ في فهم لمسألة التشكيل للمادة؟
دعيني أقول إنه كوني أم، فإن الأمر ساعدني على فهم مراحل التشكل والنمو للفكرة داخل بطن المادة، فحينما أتعامل مع الحجر مثلاً فأنا لا أسعى لتقديم مجرد عمل صحيح تقنياً، بل يجب أن يكون طافحاً بالمغزى الفكري كان، أو الجمالي. وهذا لا يحدث برأيي إلا إذا تصاعدت الحالة الشعورية لدى الفنان و هو يعمل بقلق وترقب، حتى يولد العمل بسلام. عندما يكون العمل بلا قلق بلا محبة بلا متعة فإنك تتحول لمجرد قالب، بينما عليك أن تكون خلاق.

س: كنتِ المرأة الوحيدة بين تسعة رجال.. كيف رأيتِ نفسك في هذا المشهد؟
رأيتني إنسان لا يُريد أن يُهزم أمام فكرة هم رجال وأنا امرأة، لست أقل قوة فنية منهم.

كما إن مسألة التحدي تلاشت مع التعامل و التبادل المعرفي والفني بيننا، وأصبحنا أقطاب تدور بتناغم ومحبة، أنه مشهد يفوح بالحياة والعمل.. يشبه اليوم العادي في حياة الكادحين.

س: توفر تجربة السمبوزيوم هذا التبادل بين الفنانين لكن ألا تحرمكم من التوحد بالمادة والفكرة؟
الفنان يحتاج أحياناً أن لا يتوحد ولا ينعزل.. سيكون من المفيد أن نشهد حيوية المارة ونسمع موسيقى الشارع ونتأثر بصخب الأطفال والطبيعة، نشاهد بعضنا ونحن نتصاعد بالمتعة أثناء العمل، ونحاول أن نحافظ على النزعة المتفردة للإلهام الخاصة بنا، أنه تحدٍ جميل ويجعلنا نبذل أقصى ما لدينا.

س: نجد لكِ بعض الأعمال التي تتخذ طابع التجريد.. هل هذا متعمد؟
ليس متعمد بقدر ما هي مرحلة مهمة في تجربة الفنان، أنها مسألة محطات علينا كفنانين أن نعبر من خلالها. لا يمكن أن تكون كل الأشياء واضحة ومباشرة ومنسوخة، فهذا يجعلنا نفقد كفنانين و متلقين حس المتعة الذي تحمله لنا الدهشة. نحتاج أن نحلق بعيداً جداً أبعد من المنطقة المسموح بها، حتى نعود بجماليات وأسرار لم يسبقنا إليها أحد.

يذكر أن أزهار سعيد، نحاته وتشكيلية سعودية من مواليد المنطقة الشرقية، ماجستير تربية فنية – جامعة الملك سعود بالرياض عام 1436هـ 2014م. شاركت في العديد من المعارض المحلية والدولية في مصر وألمانيا والمغرب والبحرين وماليزيا والأردن ولبنان وأمريكا وأيطاليا.

أقامت ثلاثة معارض شخصية :

– معرض شخصي في برلين –ألمانيا عام 2008م
– معرض شخصي في مدينة سيهات بالمنطقة الشرقيةعام 1997م.
-معرض شخصي في جمعية الثقافة والفنون بالدمام عام2017 م.


error: المحتوي محمي