قِف حنينًا ..
لامسِ البحرَ قليلا
وارتشِح دمعًا..
على الخدِّ مَسِيلا
ساءِلِ الأمواجَ …
عن زورقِ حُلْمي
شاهِدِ اليُمْنِ ..
فَسَلْ عنهُ الرعيلا
ياتُرى هلْ
رَكِبَ البحرَ هوينًا
أم تُرى التيارُ
أرداهُ قتيلا
ربما قد واجَهَ
الجاروفَ كُرهًا
ربما أمسى
إلى السَّيلِ فِصيلا
زورقٌ ..
من هَمَساتِ
الأنُسِ حَانٍ
هَمَسَاتُ الأُمسِ
لاتُرخي سُدُولا
زورقٌ ..
من وَرَقِ اللوزِ
المُحُنَّى
ينسُجُ الأشواقَ ..
للذكرى خمِيلا
ذكرياتُ الهَمسِ ..
أفنت كلَّ عُمري
أورثت..
قلبيَ نوحاً وعوِيلا
أينها الأمُّ ..
التي تحنو بدفءٍ
تمسحُ الآلامَ
والهمَّ الثقيلا
يسكُن الخاطِرُ
والروحُ إليها
سَكَنَ الأفراخِ
في العُشِ أصِيلا
ياليالي الوصلِ ..
ضُمِّيني بلَهْفٍ
واقذِفي التابوتَ
في اليمِّ ذُهُولا
علَّني ألقى
حبيبًا ضاعَ مني
زادَ جسمي منْ
أسى البُعدِ نُحُولا
تَمتَمَ الزورقُ
في اللُّجةِ إني
لم أزل باقٍ
على العهدِ أصيلا
لم تصرِّفني
رياحُ البحرِ حِينًا
لم تصيِّرني
خؤُونا أو خَذُولا
إنما الخِلُّ الحقيقيُّ
سيبقى
حافِظَ العِشرةِ
هيهاتَ يحُولا
مستقيمَ العودِ
والغصنُ متينٌ
ليس يهوي
إثر ريحٍ أو يميلا
ثابتَ الأوتادِ
في أحلكِ ظَرفٍ
ْ جبلاً يأبى وفاءً
أنْ يزولا
——
في ذكرى
أميَ الحنون
اِبنُكِ المُشتاق
سيد مؤيد الجراش
1435ه