حين يتعلق الطموح بضفة جمالية، عشبية الرؤى، تنزرع في ذاتك بذرته، لتسقيها مع الوقت، توأم طريق اجتهاد، لتعبر عن ذاتك من خلال الريشة الفنية، تسطرها أفكارك ورؤاك، كلمات بلغة الجمال، الفن، لتدخل من الشرفة الواسعة لكل اللغات. «القطيف اليوم»، لها وقفة مع الفنانة رملاء الجضر.
بينت الفنانة التشكيلة والمدربة رملاء صالح الجضر، بأن جميع الفنون بمختلف ألوانها ومدارسها لغويًا أو بصريًا كلها تصب في بوتقة واحدة، تحت عنوان الفن، وكل لون منهم يكمل جمالية وروعة الآخر.
وقالت: إن الفن، يوحد جميع لغات العالم، ليكون لغة متفردة بنفسه، لغة ملموسة، ناصحةً ارسم لتعبر عن مشاعرك الدفينة، ارسم لتعبر عن كيانك، ارسم لتكون أنت.
س: عرفينا على بطاقتك الشخصية والفنية؟
ج: البطاقة الشخصية، رملاء صالح الجضر من مواليد1987 مدينة سيهات. أدرس حاليًا في الجامعة السعودية الإلكترونية، موظفة رسامة هندسية. البطاقة الفنية: فنانة تشكيلية ومدربة رسم في مرسمي، بدأت منذ 2009م.
س: حدثينا عن بدايتك في ساحة الفن التشكيلي؟
ج: كانت بداية موفقة من الله، حيث أن أول مشاركة لي كانت في مؤسسة الإمام الحسين ” ع ” بسيهات، ومنها ابتدأ شغفي وحبي للفن وصقل موهبتي أكثر.
س: من المدربة التي على يديها، بوابة تعليمك أبجديات الفن التشكيلي؟
ج: تلقيت العديد من الدروس الفنية من خلال التحاقي بالعديد من الكورسات، والورش الفنية، مع مجموعة فنانين وفنانات محترفين بمجال الفن، مثل: مهدية طالب، سهير الجوهري، خليفة شويطر، زمان جاسم، مازن حسين، حسين أحمد، وغيرهم، ولكن أول فنانة لها الفضل الكثير، حيث تأسست تحت بنانها، هي آيات هلال، التي لم تبخل بتعليمها، لتغدقني بوفير المعلومات المفيدة.
س: ماذا يعني لك الفن التشكيلي، وأين تجدين ذاتك حاضرة بشغف اللوحة وجدانيًا وفكريًا، وأي لون من ألوانه، تعشقين؟
ج: الفن التشكيلي حياة أخرى لي، فضاء أستطيع التحليق فيه بأجنحة ألواني وفرشاتي، فأنا أرسم لأكون ذاتي، ذاتي تكون حاضرة أمام كل عمل فني يلامس روحي، يفيض بالمشاعر، ليغرق قلبي به، فأنا أكرة الجمود في الأعمال التشكيلية، لابد أن يكون ملهمًا يوجه رسالة عميقة إيجابية أو فكرة نحو تغيير، وجعل العالم أجمل.
س: حدثينا عن مشروعك التدريبي الخاص، وكيف كانت ولادة الفكرة والصعوبات التي واجهتك؟
ج: رملاء آتيلية، حلم كان يحلق في سمائي منذ بداياتي في عالم الفن، واجهتني صعوبات مادية ومعنوية، بعض المقربين لي لم يكونوا يؤمنون بقدراتي لتحقيق هذا الحلم إلى حقيقة وتوقعهم بالفشل لي، ولكن الحمد لله تحديت جميع العراقيل لتحقيقه وإنشائه في عام 2016م، هي فعلاً خطوة أضافت لي الكثير من الفخر والسعادة بنفسي وبقدراتي.
س: لكل فنانة ملهم أو ملهمة، يا ترى في مسيرتك الفنية، لمن تشيرين؟
ج: ملهمي وسندي في نجاحاتي، هو زوج أختي حبيب آل جضر، فهو أكثر الأشخاص إيمانًا بي وبقدراتي، فعلاً لا أرى نجاحاتي إلا به ومعه.
س: فكرة لوحة تشكيلية، من أين اقتناصها في دنياك، لتترجمها ريشتك الفنية؟
ج: أفكاري وليدة اللحظة، والمشاعر التي أمر بها.
س: طموحاتك، هل تمت معانقتها، أم لا زالت الطرقات في بدايتها. إلى أين تتجه بوصلة طموحاتك؟
ج: حققت جزء لا بأس به، كفيل بجعلي فخورة بنفسي وبقدراتي، ولازلت أطمح بتحقق المزيد من الإنجازات والنجاحات، تتجه لإحداث تغيير ولو بشكل بسيط ليس فقط محليًا، أيضًا عالميًا.
س: لحد الآن على يديك، كم عدد المتدربات اللاتي دربتهن، وأيها متدربة بزغت أناملها فنيًا؟
ج: يفوق عددهم 70 متدربة من مختلف الأعمار، بشكل عام كل من التحقت نالت وفيرًا من التدريس والتركيز على صقل مهاراتها، ولكن البعض منهن كانوا مميزات في اكتساب مهارة الرسم وخفة اليد بشكل مميز، منهن : عفيفة السواد، رقية السيار، زهراء النخلاوي، وسيمة العبيدي، رائدة الدريهم، غدير آل محسن، هاجر السيهاتي، فاطمة شهاب، ليلى الأحمد، خديجة العلي، فاطمة الحمد، فاطمة المبارك، ليلى المعتوق، فاطمة السالم، وغيرهن من الفنانات الناشئات الطموحات.
س: لحد الآن، كم عدد الأعمال التشكيلية لديك منذ بداية دخولك عالمه؟
ج: حقيقة أني مقلة كثيرًا في إنتاج الأعمال الفنية، لانشغالي بين وظيفتي، ودراستي ومرسمي، ولكن تتنوع بين اللوحات الفنية وبين السكتشات.
س: هل أقمتم معرضًا تشكيليًا شخصيًا لكم، متى وأين؟
ج: لا، لازلت في مرحلة عدم الرضا بمستوى أعمالي فنيًا، لازلت في مرحلة صقل مهاراتي أكثر، لكي أصل لمرحلة الرضا، مما يجعلني أقدم على هذه الخطوة المميزة في تجسيد كيان رملاء من خلال معرض شخصي – إن شاء الله -، يرقى لذائقة الجميع وينال استحسانهم، وأتمنى تحقيقه في القريب العاجل.
س: بكونك فناة تشكيلية، هل ثمة موهبة أخرى تمارسينها؟
ج: مررت بفترة كنت أتعلم العزف على الجيتار، ولكن بعدها توقفت لظروف خارجة عن إرادتي، أتمنى أن أعود يومًا ما للتعلم أكثر، وإتقان العزف به.
س: ماهي الإنجازات الفنية التي تم تحقيقها على مستوى محافظة القطيف والوطن، وخارج الأسوار الجغرافية له؟
ج: مشاركاتي في العديد من المعارض التشكيلية الجماعية مع العديد من الفنانين والفنانات من داخل المملكة في – سيهات، الدمام، الخبر، القطيف، رأس تنورة، عسير، جدة – وخارج المملكة في العراق، لبنان، أيضًا بالمشاركة بالرسم المباشر أمام الجمهور في العديد من الفعاليات والمحافل الفنية، مشاركتي في تلوين ديكور مسرحية أسبانيا من هنا التي تم عرضها بالقطيف، كذلك سنويًا أحظى بشرف الخدمة في مؤسسة الإمام الحسين “ع”، كادرة في القسم الفني، بالإضافة إلى تحقيق معرض متفرد بعرض أعمال طالباتي عام2017م، و- الحمد لله – حظيت بعدد كبير من الزائرين والزائرات المتخصصين بمجال الفن وغيرهم، و قد نال على إعجابهم. أطمح بالمشاركة وتقديم المزيد من الأنشطة الفنية المميزة.
س: ماهي العلاقة ما بين الفن التشكيلي وبقية الفنون البصرية والأدبية؟
ج : جميع الفنون بمختلف ألوانها ومدارسها لغويًا أو بصريًا كلها تصب في بوتقة واحدة تحت عنوان الفن، فكل لون منهم يكمل جمالية وروعة الآخر.
س: كيف تستطيع الفنانة تنمية التغذية البصرية لديها، كذلك ماهية الأسس المنطقية في تنمية قدراتها التشكيلية؟
ج: عليها بالاستمرار في زيارة المعارض التشكيلية لتغذية بصريتها بمختلف الفنون، كذالك الحضور في ندوات أو جلسات الحوار للمناقشة بمواضيع ثقافية وفنية والاطلاع على مختلف الفنون الغربية من خلال شبكة الانترنت. إن الأسس لكل مبتدئ التركيز على صقل مهاراتك الفنية بالاستمرار في الرسم، لتعود اليد على خفة اليد في الإمساك القلم أو الفرشاة وتلقي الكم الوفير من المعلومات والتقنيات من ذوي الخبرة الفنية، لمساعدته في التعلم بشكل أسرع، أيضًا الحضور في المعارض الفنية للاستزادة من خبرات الفنانين ونصائحهم عدم الاستعجال في تعلم كل التقنيات وجميع الخامات بشكل سريع، من الضروري جدًا إعطاء كل خامة، وكل تقنية الوقت الكافي والعديد من التجارب إلى أن تصل لمستوى الإتقان، ثم الاتجاه لتعلم تقنية أخرى، وعدم الاكتفاء بحد معين من التعلم فنيًا. إن الفنان المجتهد، هو من يتعطش دومًا للتعلم وخوض التجارب الفنية إلى أن يصل للرضا عن مستوى فنه.
س: ماذا ينقص الفنانة التشكيلية في محافظة القطيف، لتبرز أكثر وتحقق ذاتها؟
ج: منشآت معتمدة مصرحة من قبل الدولة، مختصة بتعلم جميع أنواع الفنون بشكل احترافي.
س: هل جماعة الفن التشكيلي بالقطيف أعطت المرأة الفنانة، المكانة التي تستحقها من الاهتمام والفاعلية أم لازالت الفنانة تعاني من الإقصاء؟
ج: الجماعة لم تقصِ أو تهضم حق أي فنانة بشكل عنصري، كل فنان أو فنانة متميز بفنه، وليس بناء على جنسة.
س: هل الفن التشكيلي، يعتبر نافذة من خلالها، تستفيد دخلاً ماديًا، هل لك تجربة من هذا اللون، ماهي؟
ج: نعم له دخل مادي، كأي حرفة لها دخل مادي على الشخص، من خلال تقديمي للكورسات الفنية في مرسمي وحقيقة تقال في حقي من جميع متدرباتي أن أجري زهيد جداً ومقبول، مقارنة ببعض الأجور المبالغ فيها من قبل بعض الفنانين.
س: برأيك، اللوحة التشكيلية، التي تحاكي الإنسان بمختلف كينونته، أحزانه وأحلامه، حياة الشارع، هي الأقرب للمتلقي أم الجمالية، هي الأقرب؟
ج: برأيي كل الأعمال التي تلامس الروح وتعبر عن فكر وروح الفنان، هي الأقرب والأكثر جمالية من أي منظر جامد خال من المشاعر.
س: برأيك، هل اللوحة التشكيلية، باستطاعتها اختراق جغرافية اللغة، لتفهم بكل اللغات؟
ج: نعم بغض النظر عن لغة وجنسية الفنان، فإن من إيجابيات الفن، كونه يوحد جميع لغات العالم ليكون لغة متفردة بنفسه، لغة ملموسة.
س: هل استطاع الإعلام المحلي في محافظة القطيف، تسليط الضوء على الفن التشكيلي بمجمله، أم لازال يعاني من الشللية؟
ج: تقريبًا شامل لمعظم فعالياتنا المحلية.
س: ماذا تعني هذه الجملة، لديك ” تميزك، هو تميز لي، وتميزي، هو تميز لك”، وما مدى وجودها واقعيًا في عالم الفن التشكيلي بالقطيف، في اختلاف مشاربه وما حولها من المناطق الأخرى؟
ج: أعتقد تعني مساندة الرجل لشريكة حياته الفنانة ومساندتها في مسيرتها الفنية، على الصعيد المحلي يوجد أمثلة رائعة من الفنانين أو الفنانات، من يوجد بجانبهم شركاء حياة يؤازرونهم في خطوات نجاحهم.
س: كلمة أخيرة لك ماهي، ولمن توجهينها؟
كلمتي أوجهها لكل هاوٍ أو مبتدئ في مجال الفن، كثيرًا، ما يوجه لي هذا السؤال، هل يستطيع أي شخص أن يصبح رسامًا، لأجيب، نعم يستطيع أي شخص أن يصبح رسامًا أو عازفًا أو مصورًا و غيرها من الفنون، ولكن تلزم الإرادة والحس الفني ومحبة هذا المجال الذي تطمح أن تحترف فيه يومًا ما، و بالأخص مجال الرسم. الرسم مهارة مكتسبة ومع الاستمرار بشغف فيه يستطيع أن يصبح الإنسان رسامًا. نصيحة أخيرة أحب ما تعمل واعمل ما تحب، ارسم لتعبر عن مشاعرك الدفينة، ارسم لتعبر عن كيانك، ارسم لتكون أنت.