أوضح الباحث في علم الأنساب سامي الجشي، بأنه تمكن من توثيق تاريخ وسلالات 7000 عائلة من محافظة القطيف والبلدات والقرى التابعة لها، جمعها في 74 مجلدًا قسمها إلى 10 فصول، خصص لكل فصل عشيرة (أسرة) من العشائر، لافتًا بأنه بدأه بذكر عشيرته في المجلد الأول ورتب باقي العوائل ضمن فهرسة أبجدية، مع تفصيل مختصر لأهم الشخصيات لكل عشيرة.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظمته ديوانية سنابس، الذي حل ضيفاً عليها صباح اليوم الجمعة الأسبوعي 30 جمادى الأولى 1439هـ. بمقرها في بلدة سنابس بجزيرة تاروت.
وشهد اللقاء الذي حمل عنوان “جمهرة أنساب القطيف”، وأدار حواره زهير الضامن، حضورًا كبيرًا من الشخصيات الثقافية والاجتماعية في المجتمع، بحيث تميز بأنهم من طرح وقدم التساؤلات للضيف، بعد أن قدم لمحة وتعريفاً عن موسوعته وما تتضمن من علمٍ يكاد يكون مغيبًا عند أغلب الناس.
وذكر الجشي بأنه جمع معلومات موسوعته منذ 39 عامًا وبالتحديد في 1400هـ – 1980م، حيث تمخضت بالكثير من المصاعب ومنها؛ قلة المراجع وندرتها، بالإضافة إلى عدم معرفة الكثير من الناس لأنسابهم، إذ أن البعض لا يعرف أقاربهم من الدرجة الأولى، مرجعًا ذلك إلى انشغالهم بأمور حياتهم أو جهلهم، كما أنه وجد أن البعض يرى أن ذكر المرأة وتسجيل أسمها عيب، ونسي أن الله كرمها مثل الرجل بذكر سورة في القرآن باسم مريم، مستشهدا بالسيدات من آل بيت النبي (ص).
وتحدث بشكل موجز تاريخي عن علم الديموغرافيا الخاصة لمحافظة القطيفً وكيف نشأ عبر الزمن، وشكلت حضارات ضاربة التاريخ، والتي كانت مصدر جذب إلى الكثير من العوائل، كونها مركزًا تجاريًا هامًا، مما أوجد هجرة من وإلى القطيف، الذي أدى انقراض بعض العوائل بسبب وفاة الأبناء وبقاء البنات.
وكشف عن المصادر التي يأخذ منها المعلومات، إذ كان يتخذ السفر وسيلة لنهلها من شفاه المقربين، مع الاعتماد على وثائق البيع والشراء، وكذلك إلى الوصايا ودفاتر التركة، مستندًا كذلك من بعض الوثائق اليومية من جده الطواش منصور الجشي، والتي منها استطاع معرفة الأشخاص والعملات.
وبين أن 6000 اسم لعوائل أخذت أغلبها ألقاباً ترجع إلى مهن كان يمتهنها سكانها، فكان يلقب بالمهنة وينسى الاسم الأصلي، فكان عليه ذكر الاسم هل هو للمهنة أو أصلي، مؤكدًا أن القطيف منطقة حضرية ومسألة التعريف والتفاخر بالأنساب ميزة للبدو، وليس للحضر.
وأفصح بأنه يحتاج مدة ما لا يقل على سنتين، كمدة زمنية لخروج المجلدات على الساحة وطبعاتها للجميع، كونها تخضع إلى التدقيق المتجدد والأخطاء الإملائية.
من جانب آخر، شهدت الديوانية احتفاءً بعضو لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بسنابس حسن حبيب آل طلاق، لحصوله على عضوية المجلس المحلي للقطيف، وبدوره اعتبر منحه ذلك نتيجة لوقفات الجميع من أهل القطيف، متمنيًا الدعاء له بالموفقية والمساندة المستمرة.