القطيف تحط بفنها في مفاهيمي جدة

وظفّت خامة الفايبر جلاس بوضعها على ستاند خشب مكونةً عملاً مفاهيمياً باسم ( غِيبة) أو (حش) باللهجة العامية، وكتبتها أيضاً باللغة الإنجليزية Backbiting، حتى يفهمها العرب والأجانب الحاضرين في معرض المفاهيم المقام حالياً في جاليري تسامي، ضمن فعاليات فن جدة لعام 2018 وبمشاركة، 30 فناناً وفنانة، منهم 4 فنانات من محافظة القطيف.

وعلقت فنانة الجرافيتي زينب الماحوزي لافتة بلاستيكية صفراء أعلى عملها (غيبة) مكتوب عليها من الجانبين كلمة (خطر) باللغة الانجليزية، والعربية ليفهمها الجميع أيضاً.

وترسل الماحوزي عبر (غيبة) تحذيراً توضحه قائلة:” العمل يتحدث عن تشبيه الغِيبة أو النميمة بالمواد الكيميائية الخطيرة، القابلة للاشتعال والانتشار بشكل سريع جداً، وخطر أقل المواد الكيميائية كمثال على علبة البخاخ لذلك تم تصميم علبة البخاخ وكأن هذا البخاخ هو الغِيبة، وخلف البخاخ بعض عواقب الغِيبة بشكل متسلسل ليس فقط لأذكر المجتمع بعواقب هذا الأمر، بل لأذكر نفسي، وأكون حذرة أكثر، نحن نعيش مع هذا الطابع السيء كل يوم بشكل طبيعي، لكن لاندرك مدى خطورته في الحياة الآخرة”.

بدورها، نقلت الفنانة التشكيلية سيما عبدالحي عملاً تجريدياً مشكلاً من خامات مختلفة، كان جزءاً من معرضها الشخصي (ضريح الألوان)، الذي أقامتها عام 2012 إلى مفاهيمي جدة، مرسلة قصة للبشرية وحكايات الصراع الأبدي بين الخير والشر، وضرورة الركون للتوازن.

تقول عبدالحي عن فكرة معرضها “ضريح الألوان”:”بالسواد والبياض كانت لوحاتي تحكي الحياة بشكل بسيط، ومقنن، وتنادي الإنسان أن بدايته كانت قلباً أبيضاً، ورغم أنه أخذ يكبر كان لابد أن يحافظ على بياضه، ورغم كل التغيرات حوله كان لابد أن لا يجعل نقطة واحدة تدخل من الخارج تحديداً النقطة السوداء”.

وأضافت:”كلما كانت نظرة الإنسان إيجابية أصبحت حياته أفضل، كلما نظر للأمور بصفاء وأريحية كلما زاد البياض حوله، وحين تكون نظرته سوداوية يجذب كل شيء ليزيد من كهل السواد بداخله، الطين كان البداية، وفي الطين أيضاً تكون النهاية، والتراب كان القبر، والقبر هنا في لوحاتي كان ضريحاً للألوان، أي ضريحاً للدنيا”.

كذلك شاركت الفنانة التشكيلية أم كلثوم العلوي بعملين تجريدين، مستعملة ألوان أكريلك على قماش، أطلقت عليها مسمى “هندسة روحانية”، والذي يطلق غالباً على الخط العربي، ففي عمليها قامت بتجسيد الأشخاص على هيئة أحرف من اللغة العربية، مثل حرف اللام والواو والراء والألف.

وقضت العلوي ساعات طويلة في اليوم الواحد من أجل رسم الأشخاص على هيئة حروف بطريقة هندسية، لأن هذه الطريقة جداً صعبة و تحتاج إلى مهارة ودقة عالية، فهي تعتمد على تكرار رسم الخطوط في اتجاهات معينة، وبطريقة دقيقة جداً -حسب تعبيرها-.

وأوصلت الفنانة العلوي رسالة عبر عملها:”هذه الأعمال التجريدية الحروفية ترمز إلى اجتماع مجموعة من الأشخاص في وضع معين، وفي نفس الاتجاه كما لو أنهم يصلون أو يتأملون، القوة عادة لا تنشأ من وجود شخص بمفرده، بل تنشأ من الاجتماع و الوحدة، أما بالنسبة لعدم رسم أي ملامح أو تفاصيل لهذه الشخوص والاعتماد على التجريد في ذلك، فذلك من أجل الغاء انتمائهم لعرق معين أو مكان معين أو جنس معين، فهم يظهرون مختلفين في الألوان والأحجام، لكن في النهاية فهم يبدون كما لو أنهم شخص واحد متكرر بعدة صور”.

وأضافت:”هذه حقيقة البشر مهما اختلفت أشكالهم وألوانهم وأعراقهم وأديانهم فهم في النهاية يتشابهون رغم كل الاختلافات. ولو أدرك الانسان حقيقة الفرق بين الاختلاف الظاهري الذي يراه بينه، وبين باقي الناس حوله، وحقيقة التشابه الباطني، أو الروحي، لاستطاع العيش بسلام مع كل البشر، برغم اختلافهم عنه، لكن الإنسان في الحقيقة موهوم بفكرة أنه مختلف ومميز، والأفضل عن غيره، وهذا ما يصنع لديه حاجزاً أوعدة حواجز بينه وبين الناس من حوله، ويمنعه من القدرة على التعايش مع الجماعة، لعدم قدرته على الانتماء اليهم”.

وبينت دور الهندسة في عملها:” أما لو تكلمنا عن كيفية استخدام الهندسة في رسم هذه الأعمال، فلو نظرنا إلى الأشكال الهندسية التي نعرفها سنجد الدائرة التي تعبر عن اللا نهاية، وسنجد المربع والمستطيل والمعين ومتوازي الأضلاع والمثلث، التي تعبر عن الحيز المحصور بداخل أضلاعها ومحاورها، وتعطيه شكلاً معيناً. لكن على الناحية الإبداعية وظيفة الفنان أن يحاول إعادة صياغة هذه الأشكال المتعارف عليها، ويبتكر أشكالاً تخصه وتميز أسلوبه وبصمته. ومن هذا المنطلق قمت بابتكار أشخاص شبيهة بأشكال الأصابع. وعندما نتكلم عن لغة الأصابع التي تندرج تحتها لغة الإشارة، فسنجد أن الأصابع لها معاني مختلفة، حسب الوضعيات التي تكون فيها، فهي تعبر عن الكلمات بطرق حسية، لا بطرق لفظية مثل باقي اللغات”.

من جانبها، قدمت الفنانة التشكيلية امتثال العوامي عملاً مفاهيمياً مكوناً من جزأين، أولهما صورة ورقة لعب الجاك بالزي السعودي غير واضح المعالم، فوجهه غير موجود، والجزء الآخر صورة الملكة لامرأة تطل بعين مترقبة متحفظة بزي سعودي، وهو عبارة عن طباعة على أكرليلك.

وللعمل أكثر من رؤية فهو يطرح فكرة وتساؤلاً، كما ترى العوامي.

عن رسالتها عبر عملها قالت العوامي :”رسالتي هي حديث مع الإنسان، وبدء حوار معه، حول عدة نواحٍ اجتماعية، ونفسية باختلاف جنسه، وعرقه وانتمائه”.

يذكر أن معرض جدة آرت قد انطلق في 8 فبراير الشهر الحالي ويستمر حتى 1 مارس 2018 الشهر القادم.

 


error: المحتوي محمي