كلمة حق تقال

(الموت)
هذه الكلمة ما أقل حروفها ..
وما أشد وقعها على النفوس البشرية ..
قل ذكرها  لما تحمله من أسى وحزن لفقد الأحبة والخلان
ليس اعتراض على حكم الله سبحانه .. الذي قهر عباده بالموت والفناء ،
فالله سبحانه لا ينقص من عمر إنسان ساعة واحدة من عمره ويأخذه ..
بل العكس هو الصحيح !!
 يزيد عمره بأعمال لو حرصنا عليها لما حسبت من عمرنا المكتوب ..
مثل بعض العبادات:
الإطالة في الجلوس على المصلى
والأذكار المباركة
وصلة الرحم
وقضاء حاجات المؤمنين
 أما البكاء  على الميت هذه سنة الحياة .. أن نبكي على من يسبقنا للدار الآخرة ..
رغم إيماننا بأن الموت حق ..
وما يمر ذاكر على كلمة الموت حتى نرى الأجساد تنتفض .. والألسن تجلجل بالإعتراض وذكر الله خوفا ..
أما من يدرك ويعي هذه الحقيقة (وذلك قلة) ..
مثل العلماء والصالحين والمؤمنين ..
لايهابون من ذكر الموت بل نراهم يتمنوا لقاء الله ..
 لإيمانهم أن هذه الحياة فانية ودار غفلة ، والآخرة هي الحياة الأبدية ..
“الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا”
والسؤال لما نخاف الموت
هل لتعلقنا بمباهج الحياة من مال وأولاد وكل ماتملكه أيدينا من كثير أو قليل
 أم خوفا وحياءا من مقابلة خالق هذه الأكوان وما أعطاه لنا من خيرات لم نحسن تدبيرها وتصريفها في رضاه
 أم لقلة أعمالنا وتقصيرنا فيما فرضه علينا من سائر العبادات والمستحبات والإبتعاد عن نواهيه
 وهذا مثال من المؤمنين الذين اهتدوا بهدي الله وأعانه الله عليه لحبه له كتب له حسن التوفيق ….
 في هذه الأيام فقدنا عزيزا من أبنائنا البارين
 أبا محمد جعفر أحمد الأحسائي
ليس لوالدته وأهله فقط ..
إنما لجميع محيطه ومن يتعامل معه
بحكم عمله في تجارة قلما يتمتع بعض أصحابها ( ليس تعميعا على الكل )
بالتقى .. وهي صياغة وبيع الذهب ..
لم يغريه بريقه وكثرة لمعانه .. فبدل أن يسيطر عليه ويغريه ويجعله أسيرا له لكسب المال والجاه وفرصة لإستغلال حاجة الناس .. ويجعله تاجرا يحتاط من يتعامل معه كما بعض الآخرين ..
استطاع بإيمانه وتقواه ..
أن يحول هذا الكسب إلى كسب من نوع آخر يحبه الله ورسوله ..
فكسب رصيدا من المحبة وحسن السيرة لكل من تعامل معه ..
متخذا سبيله من الأقوال المأثورة :
” عامل الناس كماتحب أن تعامل”
“عامل الناس كما تحب أن يعاملك الله”
فعمل بدينه وخلقه فأعطاه الله ثروة لا تقدر بثمن
“حب الله”
و
 “حب الناس”
للقول المأثور :
 “إذا أحب الله إنسانا حبب خلقه فيه”
 “إذا أحب الله إنسانا وفقه لعمل الخير” ..
فهنيئا له هذه الخاتمة والذكر الطيب على ألسن كل من تعامل معه ..
من قريب أو بعيد ..
رحمك الله إبن الخالة رحمة الأبرار ..
وبرد مضجعك ..
وأوسع لحدك ..
وأصب الله عليك شأبيب المغفرة والرضوان صبا ..
وحشرك مع محمد وآله الأطهار ..
اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة لنا ولوالدينا ومن نحب ..
والتوفيق لما تحب وترضى
“إنك سميع مجيب”


error: المحتوي محمي