مع انتهاء مشاركة المنتخب السعودي الأول لكرة اليد في منافسات كأس العالم لكرة اليد المقامة حالياً في فرنسا وحلوله في المركز الـ20 من بين 24 منتخباً، وماصاحب هذه المشاركة أو التجربة من شد وجذب سواء في وسائل الإعلام أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي، وبين من يراها إيجابية وآخر يراها غير ذلك، أعتقد من وجهة نظري أن المشاركة كان بإمكانها أن تكون أفضل من حيث النتائج من المشاركات السبع الماضية.
وبكل تأكيد تظهر عديد من الانتقادات التي تطول المنتخب بعد كل مشاركة عند النظر إلى النتائج، إلا أن هذه المشاركة نالها نصيب أكبر من الانتقاد بسبب إمكانية تأهل الأخضر إلى دور متقدم، لسهولة مجموعته نسبياً بوجود منتخبي بيلاروسيا وتشيلي، وتصريحات وطموحات بعض اللاعبين والمسؤولين بقدرة الفريق على تخطي الدور الأول، إلا أن هناك سببين رئيسيين من وجهة نظري، ويتفق معي فيه عدد كبير من المهتمين باللعبة، حالاً دون تحقيق هذا الإنجاز، رغم نجاح المنتخب في الظهور بشكل أفضل من قطر 2015 التي مني فيها المنتخب بنتائج ثقيلة، السبب الأول هو المرحلة الأخيرة من الإعداد، حيث تأخر بدء المعسكر الخارجي بسبب ما سماه رئيس الاتحاد تركي الخليوي بيوقراطية العمل، التي أدت لتأخر الموافقة على مشاركة عدد من اللاعبين، والثاني هو عناد المدرب نيناد في طريقة لعبه واستبعاده لعنصرين بارزين من التشكيلة في مقدمتهما الحارس محمد آل سالم.
في التجربة القطرية الماضية اتفقنا جميعاً على أن وجود المنتخب في هذا المحفل هو الأهم بغض النظر عن النتائج الثقيلة، ولكننا في فرنسا نظرنا إلى مشاركته بشكل مختلف، ورغبة في أن تتحقق الأماني ببلوغ دور متقدم، وباعتبار أننا خرجنا بمظهر مشرف، بغض النظر عما حققناه من مركز، إذن علينا أن نبدأ من الآن لتلافي أخطاء المرحلة الماضية، والاهتمام باللعبة بشكل أكبر من خلال تعزيز دعم الأندية المتخصصة في اللعبة خاصة في المنطقة الشرقية، وتحسين ميزانياتها، ووضع خطط استراتيجية لتجهيز واعداد الفريق للبطولات المقبلة وفي مقدمتها بطولة التضامن الإسلامي، لوجود عدد كبير من اللاعبين الشباب، دون التحجج بالبنية الجسمانية كسبب رئيس في ضعف نتائج المنتخب الوطني، الذي يعد أفضل منتخب جماعي وطني من حيث الوجود العالمي، إذا أردنا الاستفادة الفعلية من التجربة الفرنسية.
الشرق