خواطر من مجلس المرحوم العلامة الفضلي (1)

الأستاذ المرحوم الخويلدي لا يحضر بقصد التبرك ..

كنت وأخي الصديق الأستاذ حسين منصور الشيخ ومجموعة من الأصدقاء من بلدتنا القديح مواظبين على حضور مجلس العلامة الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي- عليه الرحمة- ليلة السبت من كلّ أسبوع، نرتشف من معينه العذب، حيث الحوارات المتنوعة المفيدة التي تذهب بنا بعيدًا وكأننا في حاضرة من حواضر العلم في النجف الأشرف أو قم المقدسة.

حيث كان يسكن العلامة الفضلي- عليه الرحمة- في حيّ المباركية بالدمام، وكنا نصادف في تلكم الليلة غالباً الأستاذ المرحوم سعيد مهدي الخويلدي- عليه الرحمة – مرافقًا صديقه الدكتور عبد الخالق حمادي من بلدة البحاري.

وكثيراً ما كان يصطحب الأستاذ الخويلدي ابنه الصغير في ذلك الوقت مهدي- الآن هو طالب جامعي- وكان العلامة عليه الرحمة يحبّ الفتى الصغير كثيرًا ويسمّيه بالميرزا مهدي؛ لكون أمّه من السّادة.

وبمجرد أن يصل الأستاذ الخويلدي يفتح دفتره الصغير- الذي لا يغادره في حلّه وترحاله- ويبدأ بطرح أسئلته التي كان قد أعدّها من خلال تدريسه ودراسته وقراءاته المتنوعة التي تحوز على إعجاب الشيخ والحاضرين والتي تنم عن شخصية متوقدة ذكية.

لا شك أنّ حضور مجالس العلماء له من الفوائد الكثيرة التي يصعب حصرها والثواب الكبير أيضًا، لكن حضور الأستاذ الخويلدي لتلكم المجالس لم يكن لمجرد الثواب فحسب، ولكن كان فاعلاً ومتعلّماً ومستفيداً.

رحم الله علامتنا الكبير الشيخ عبد الهادي الفضلي، ورحم الأستاذ الخويلدي .. وجمع بينهما وبين محمد وآله الطاهرين في مستقرّ رحمته.


error: المحتوي محمي