هذا السؤال يُطرح غالباً بالتجمعات النسائية بعد تذوق أي صنف من الطعام يروق لنا مذاقه حين تعده إحدى الأقارب أو الصديقات .
وفي ظل قلة الوظائف وولوج النساء لبحر الامتهان بمهنة الطبخ بات الحصول على الطريقة هو طريق مسدود ويؤدي عادة لإحراج السائل والمُجيب لأنه سيُفسد التميز بسر المهنة .
الإحتفاظ بسر المهنة أو الطريقة أو الفكرة المُبدعة حق لكل صاحب عمل أو فكرة جديدة يتميز بها عن غيره في هذا المجال، ولكن أجد أن من حق المشتري أو المستهلك أيضاً معرفة المواد المستخدمة خاصة بالطعام إذا كانت مشتبهة بحليتها أو صلاحيتها للصحة أليس الله يقول :(فلينظر الإنسان إلى طعامه).
فعلى سبيل المثال لو اردت شراء حلوى المرشملو من إحدى الأسر المنتجة فيحق لي السؤال لمعرفة هل الجلاتين المستخدم في إعداده ذا مصدر موثوق وحلال أم لا؟
أو لو كنت اتفادى بعض المنتجات ذات المحتوى المعروف ضرره صحياً أو روحياً وغيرها مثل جلوتومات احادي الصوديوم (E621 )والتي تدعو للإدمان والإضرار بخلايا الدماغ وغيرها حتى لو كان به يغدو الطعام ذو مذاق ونكهة لذيذة.
يحظرني بذكر هذه المادة استاذتي بالجامعة كانت تصف لنا إحدى المكعبات التي توضع بالشوربة على أنها “بلاوي زرقا” على حد تعبيرها باللهجة المصرية، ومن ذلك اليوم وأنا لا أتذكر بحياتي أني أستخدمته بأي من الأطباق التي أُعدها.
حتى إن إحدى القريبات كانت تعمل أحد الاطباق وكان متميز بطعمه الذي لايقاوم وحين حصلت على طريقتها كان من ضمنها هذا المكعب المرفوض لدي، والذي فضلتُ الاكتفاء بالطعم المقبول للوصفة والإستغناء عنه .
الغريب بالموضوع ليس ماسبق ذكره فهو أمر عادي ومن الممكن تقبله ومراعاته، ولكن ينتابني الأستغراب ممن يحتفظون بوصفاتهم وهم لايمارسون مهنة الطبخ والمتاجرة فيه بل ولا ينوون ذلك .
فلماذا التحفظ على طريقة صنع طعام لايستطيع آكله الاحتفاظ بلذته ساعة من الزمان، ومن الممكن مع البحث الحصول عليها بأقرب فيديو يوتيوبي أو موقع بالإنترنت .
من المضحك المبكي أنه حتى مكان الحصول على بعض المواد يُعده البعض من سر المهنة ، كما سمعت من احدى المعارف التي كانت تسأل عن مصدر التوت يبدو المستخدم بالشيز كيك في إين يباع وأجابتها إحداهن أن هذا من سر المهنة!!
أعتقد أن الحصول على وصفة بالطبخ لا يُعد بأهمية من يعطينا وصفة للحياة من تجاربه لتدوم معنا أيام وسنين، فكما هناك أناس يبخلون بوصفاتهم وهذا ليس بالطبخ فقط بل يشمل كل المجالات بل بالإضافة لذلك يعد أغلب الأمور سر للمهنة يجب أن يتميز فيها عن غيره، في المقابل هناك من يبذل كل خبرته لتكون مفتوحة الابواب على مصراعيها لمجتمعه ويضع سنينه التي قضاها في مهنته هدية لكل سائل ممن هو أقل منه خبره ليتزود منه وهو يعلم أن خزائن الرزق لا تنقص عنه لو أخبر بها غيره، ليكون هناك من يرث أفكاره ونهجه ليسير من وراءه ويتذكره حتى بعد الممات .