إنها أرض غريبة، تسافر لها الأحباب فلا يعودون .
أعيننا تنظر رجعتهم ولكن أسفاً لا يرجعون .
تتمنى قلوبنا أطلالتهم وأن نشم رائحتهم ، وتنظر لهم العيون ولكن ألف آه وحسرة في وسط المقابر هم نائمون .
ها نحن الآن نعيش لحظات فقد عزيزنا وحبيب قلوبنا بل قلوب المئات ولا أكون مبالغآ إن قلنا الألوف أخينا العزيز الحاج جعفر أبا محمد .
هذا الرجل الذي أختاره أسمه لأن فيه صفته وهي غزارة الكرم أو النهر الجاري ، فلم يكن كرمه وعطاءه ماديآ فقط إنما معنويآ أيضآ ، حيث كان يفيض على الجميع من كرم أخلاقه مع أهله وأحبته وجيرانه وجميع المحيطين به ، فأحبه البعيد والقريب والصديق والصاحب والجار حتى من كان يتعامل معه لمرة واحدة يترك في نفسه أثرآ طيبآ .
فالفقيد الغالي لم يكن صانع للذهب فحسب ، بل هي أخلاقه وطباعه أنقى من الذهب الذي يتعامل معه ، فكان من الطبيعي أن تتجلى في روحه حبه للحسين عليه السلام وحب الحسين له .
فرحم الله هذا الشاب السعيد الخلوق المؤمن الذي أسعد العديد من القلوب وهي الآن تبكي حزنآ وألمآ على فراقه .
إلى جنات النعيم يا ( أبا محمد) مع محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين .