القديح.. الراشد: اكتشاف الذات أولى الخطوات «نحو حياة زوجية أفضل»

بين الاختصاصي النفسي ناصر الراشد عضو مركز البيت السعيد وعضو جمعية الاجتماعيين الخليجية، أن اكتشاف الذات، والتفسير المناسب للسلوك، يعد أولى الخطوات في بناء علاقة زوجية جيدة، معتبراً الوعي بالذات سر النجاح.

جاء ذلك في ورشة العمل، التي أقامتها لجنة الزواج الميسر، التابعة لخيرية مضر، بالتعاون مع مركز البيت السعيد بمدينة صفوى، بعنوان “نحو زواج أفضل”، يوم الأربعاء 21 جمادى الأولى 1439 هـ، بمبنى الطرازيات.

وذكر الراشد أن الخطوة الثانية، هي اكتشاف ذات الشريك، مشيرًا إلى أن الانتقاد الدائم، يدفع إلى الصمت، ليخاف من إبداء الرأي، وحذر من الشخصية النرجسية في العلاقة الزوجية، والتي تعتبر ذاتها مستحقة للمعاملة الخاصة التي يقدمها لها الشريك، وتسعى إلى إشباع حاجتها للسلطة من خلال السيطرة على الطرف الآخر ومعاملته بطريقة مهينة أو عدوانية أو قاسية.

وتطرق إلى ثلاثة مفاهيم أساسية في العلاقة الزوجية، وهي: معنى الحياة الزوجية، والشريك، معنى الحب والجنس.

وأوضح أن التوافق والانسجام الزواجي يتأثر بالبناء النفسي للزوجين، لافتاً إلى أن بعض سمات الشخصية من الممكن أن تكون مصدر توتر للطرف الآخر في العلاقات الزواجية .

وبين أن شعور الرجل بالإساءة يزداد عند سماعه نصائح وإرشادات، عندما يكون قد تعرض في طفولته للانتقاد الشديد من والديه، وممن حوله أو إذا كان قد سمع من أمه بأنها تكثر من انتقاد أبيه.

وذكر أن حقيقة الفروق النفسية بين الأزواج السعداء، تأتي في الطريقة التي يتعامل بها الأزواج مع فروقهم الفردية، مشيرًا إلى أنه من المناسب جدًا أن يأخذ الزوجين ثقافتهما النفسية من المصادر التي لها اعتبار علمي، لكي لا يحدث تشوه معرفي، يؤدي إلى تشوه سلوكي وتفاعلي.

وتطرق إلى بعض السمات، التي تساعد في نجاح العلاقة الزوجية، كالمودة، القدرة على إظهار الحب، الرحمة، القدرة على التعاطف، والانفتاح على الخبرة، والحكمة، المعرفة، والتفكير الإيجابي .

وعرف المودة، بأنها إظهار مشاعر الحب، التي تحتاج إلى فعل وردة فعل، والرحمة بأنها تساهم في تلطيف المشاعر و الاندفاعات السلبية، موضحًا أن الآثار السيكولوجية والأخلاقية للرحمة دافعة لمجموعة من الفضائل، وتقديم خدمات بلا عوض مثل الإيثار الإحسان.

ودعا إلى تنشيط الاتصال بالقيم، مبينًا أن القيم الدينية لها قيمة حيوية في الجهاز النفسي للإنسان، وهي التي تحدد استجابته للمثيرات الخارجية، وقال:” ابقَ على تواصل دائم مع جهاز القيم لديك، متى ما شعرت بانقطاع الاتصال أو الغفلة “.

وشدد على تنظيم الانفعالات السلبية من خلال تفعيل التركيز على ماهو إيجابي، لرفع مستوى وظيفة ضبط النفس، والتدرب على رؤية الإيجابية في شخصية الشريك.

ووجه بعدم الانحياز في الأحكام والقدرة على تغيير وجهة النظر لصالح الموضوعية، موضحًا أن التوقعات في الحياة الزوجية، تجيء مصدرًا للكدر والإحباط وخيبات الأمل، أو عدم الرضا عن العلاقة، بكونها غير مثمرة إذا لم يستطع الطرف الآخر الوفاء بها.

ولفت إلى أهمية التحلي بمهارة التواصل الإيجابي بين الطرفين والتعبير عن المشاعر، وحل المشكلات، وقال : السعادة الزوجية، هي نتاج جهد من الزوجين: ” رعاية، اهتمام، مشاركة”.

 


error: المحتوي محمي