قرأت مقالا في صحيفة الجزيرة للاستاذ خالد بن حمد المالك والمؤرخ بيوم الثلاثاء 6 فبراير 2018 بعنوان يا أهل الخُمس؟! مشيرا في مقاله إلى الشيعة العرب الذين يبعثون الخمس إلى إيران ولما تشكل إيران من خطر علينا واستخدامها في شراء أسلحة فتاكة وتمنى لو تصرف هذه الأموال على الفقراء في إيران وهنا لا بد من الإشارة إلى بعض الأمور المهمة.
المراجع الذين يعيشون في إيران ويقلدهم العرب أقول لك بضرس قاطع أنهم لا علاقة لهم البتة بالسياسة في إيران والتدخل في شؤونها بل لهم استقلاليتهم في ما يصدر عنهم من فتاوى تخالف الآراء السياسية التي يتبناها الساسة في إيران فالمرجعية عند ابناء الطائفة يشترط فيها الرجوع إلى الاعلم بنظر أهل الخبرة من المجتهدين الذين لهم المعرفة في التمييز للرجوع إليه في اي بلد كان متجنبين الجانب العاطفي في الإختيار فتارة يكون المرجع في قم وتارة في النجف وهذا الإلتزام من المسلمات ويقع هذا الاختيار عند أهل السنة أيضا في اختيارهم لعلماء السلف والرجوع إليهم دون النظر إلى البلد الذي يقطنون فيه لتعبدهم باقوالهم وآرائهم والإلتزام بها فحتى مع الخلاف السياسي بين الدول ولكنهم في الحج يستمعون إلى أقوال المفتي للعمل بها فلا علاقة للسياسة بالفتاوى الشرعية وولاة الأمر في هذا الوطن العزيز جعلوا أمور الشرع بعلماء الشريعة فأصبح القضاء مستقلا بوجود القضاة المخلصين للشريعة وهذا ما ينبغي لك أيها الأستاذ القدير أن لاتقحم ابناء الطائفة في تشيعها والتزامها وهي التي تحمل الولاء والاخلاص لوطنها ولاتحتاج إلى مزايدة من أحد بكيل الإتهام لها واستغلال الظروف السياسية للتقليل من شأنيتنا.
ثانيا التباكي على وجود الفقراء والمحتاجين من أبناء الوطن والذين لهم الأولية بالصرف عليهم وهنا لا بد من ملاحظتين الاولى إن الدولة لم تقصر في العطاء للفقير من ذوي الدخل المحدود تارة بادخاله في الضمان أو عن طريق حافز او المساعدات التي تقدمها للجمعيات الخيرية أو عن طريق مساعدات الزواج او التسهيل في القروض للعقار او الترميم كبنوك التسليف وربما تسقط بعض الأحيان عنه بعض القروض بالمكرمات الملكية التي تصدر بين الفينة والفينة فلماذا يتغاضى هؤلاء عن ماتقدمه الدولة ويركزون على الخمس ومصارفه.
أو ربما يركز البعض على المشاريع المهمة كبناء الجامعات او المستشفيات او المراكز للمعوقين هذه الأمثلة حين تطرح للتداول في الحوار فإنهم يصورون للمتصيدين في الماء العكر ان دولتنا الكريمة تقلل من القيام بما يقوم حاجة الفرد من البناء في الوقت الذي واكبت الدولة الحضارة العالمية للرقي بابناء الوطن ببناء المشاريع العلمية العملاقة وعلى جميع المستويات لتؤهله لحمل الشهادات العليا والتي أثبت المواطن تميزه في المحافل العالمية نظرا للتشجيع المتواصل من ولاة الأمر في هذا البلد.
ثانيا لم يقصر من لديهم الخمس من الصرف على ذوي الحاجة وترميم النواقص طيلة العام مع الجمعيات الخيرية ، وجدير بك أيها الأستاذ القدير أن لا تركز على ما يدعو إلى التنافر إذ عرفناك دائمآ تسعى للوئام ووملكتنا بقيادتها الرشيدة والتي تعرف طرق الصرف من كل مواطن في هذا البلد وعلى الأخص إذا وجد من يستخدم أمواله ضد الوطن لن تتركه في حاله يتصرف كما يريد مهما كان هذا الشخص.
وأخيرا نحن نفتخر حينما نجد ولاة الأمر يقدمون الخير للدول الفقيرة المحتاجة وتبعث لجان الإغاثة للمتضررين في العالم ويرن صداها بين الشعوب التي تبتهج بالمساعدات الكثيرة التي تصل لذوي الحاجة بل ربما تشمل بناء المساجد والمدارس والجامعات والأندية الرياضية مشاركة لهم في حياتهم.