جند تنظيم «داعش» الإرهابي 12 انتحاريا داخل السعودية لتنفيذ أجندته الإجرامية، مستهدفا بهم 7 مساجد في ثلاث مناطق ، فيما تمكنت السلطات الأمنية المعنية بمكافحة الإرهاب من التوصل عبر ضرباتها الاستباقية لسبعة معامل لتصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة، توزعت في كل من منطقتي الرياض والقصيم ومحافظة جدة.
واستعرضت «عكاظ» في تقرير لها العمليات الإرهابية التي وقعت داخل السعودية منذ ظهور تنظيم «داعش» الإرهابي، واستخدم فيها الأحزمة الناسفة وذلك من أول عملية شهدتها السعودية في مايو 2015، وحتى العملية الأمنية الأخيرة التي وقعت السبت الماضي في حي الحرازات شرقي جدة.
واستخدم التنظيم الإرهابي تسعة انتحاريين من بين الـ 12 انتحاريا في مساجد شملت كلا من الشرقية ونجران وعسير، فيما فجر أحدهم نفسه في عملية فاشلة في مواقف مستشفى الدكتور سليمان فقيه بجدة، والانتحاريان الآخران فجرا نفسيهما أخيرا خلال مداهمة رجال الأمن لهما في استراحة حي الحرازات بجدة.
ووقعت أولى العمليات باستخدام الحزام الناسف يوم الجمعة 22 مايو 2015، إذ استهدفت المصلين في مسجد الإمام علي بن أبي طالب ببلدة القديح بمحافظة القطيف، عبر الإرهابي الانتحاري الهالك صالح بن عبدالرحمن القشعمي الذي لم يتجاوز الـ22 عاما، حيث استشهد في تلك العملية 22 من المصلين فيما أصيب 102 مصل.
فيما حاول الانتحاري الثاني الهالك خالد عايد الشمري (20 عاما) في يوم الجمعة 29 مايو 2015، دخول مسجد الحسين عليه السلام بحي العنود بالدمام، حيث فجر نفسه عندما تصدى له ومنعه من دخول المسجد أربعة مواطنين قاموا بدور بطولي في تصديهم له، وضحوا بأرواحهم كشهداء ضاربين بعملهم الشجاع وتضحيتهم بأرواحهم ودمائهم الطاهرة أصدق مثال على أن المواطن هو رجل الأمن الأول، والشهداء الأبطال هم (عبدالجليل جمعة طاهر الأربش، ومحمد جمعة طاهر الأربش، وهادي سلمان عيسى الهاشم، ومحمد حسن علي العيسى)، فيما أصيب أربعة آخرون.
وكانت ثالث العمليات الإرهابية التي استخدم فيها حزام ناسف هو ما قام به الهالك يوسف سليمان السليمان من مواليد عام 1415هـ، يوم الجمعة 6 أغسطس 2015، داخل مسجد قوات الطوارئ الخاصة بعسير، والذي استشهد فيه 15 رجلا (11 رجل أمن وأربعة عاملين) وأصيب 33 رجل أمن. وبعيد شهر وتحديدا في 26 أكتوبر 2015، نفذ أحد عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي عملية انتحارية عبر الهالك سعد سعيد الحارثي (35 عاما) باستهداف المسجد الرابع وهو مسجد المشهد بنجران أثناء صلاة المغرب، نتج عن ذلك العمل الجبان استشهاد مصليين وإصابة 19 آخرين.
وفي الاستهداف الخامس تمكنت الجهات الأمنية وبمشاركة المواطنين يوم الجمعة 29 يناير 2016، من اعتراض شخصين انتحاريين حاولا تفجير مسجد الرضا بحي المحاسن بمحافظة الأحساء، حيث فجر الأول نفسه وهو الهالك عبدالرحمن بن عبدالله بن سليمان التويجري، فيما لم يتمكن الإرهابي الآخر طلحة هشام محمد عبده (مصري الجنسية) وتم القبض عليه، وتبنى تنظيم «داعش» الإرهابي ذلك العمل الإجرامي، ونتج عن ذلك العمل الإرهابي 4 شهداء وإصابة 36 مصليا بينهم ثلاثة رجال أمن.
وفي شهر رمضان الماضي 1437هـ (4 يوليو 2016) نفذت ثلاث عمليات إرهابية في ثلاث مدن مختلفة هي جدة والقطيف والمدينة المنورة.
حيث حاول تنظيم «داعش» الإرهابي استهداف مسجد فرج العمران في محافظة القطيف كسادس المساجد عبر عملية انتحارية مزدوجة عبر ثلاث انتحاريين أثناء صلاة المغرب، ولكن بفضل من الله لم ينتج عن ذلك أي وفيات أو إصابات، كون الإرهابيين فجروا أنفسهم خارج المسجد بين المركبات، وكان الانتحاريون هم:
1 – الهالك عبدالرحمن صالح محمد العِمِر يبلغ من العمر 23 عاماً، ممن سبق إيقافهم عام 1435هـ لمشاركته في تجمعات غوغائية تنادي بإطلاق سراح الموقوفين في قضايا إرهابية.
2 – الهالك إبراهيم صالح محمد العِمِر يبلغ من العمر 20 عاماً.
3 – الهالك عبدالكريم إبراهيم محمد الحسِنِي يبلغ من العمر 20 عاماً.
وفي نفس اليوم كان الانتحاري الهالك نائر مسلم حماد النجيدي البلوي 26 عاماً يستعد لاستهداف سابع بيوت الله وهو المسجد النبوي الشريف أثناء إفطار رمضان وعند تصدي رجال قوات الطوارئ الخاصة له قام بتفجير حزامه الناسف مما نتج عنها استشهاد أربعة رجال أمن وإصابة خمسة آخرين.
كما وقع في نفس ذلك اليوم محاولة انتحارية فاشلة في مواقف مستشفى الدكتور سليمان فقيه بمحافظة جدة المقابلة للقنصلية الأمريكية، عندما فجر الهالك الباكستاني عبدالله قلزار خان (35 عاما) نفسه عندما اشتبه رجال الأمن في وضعه وتحركاته المريبة، ونتج عن ذلك إصابة رجلي أمن بإصابات طفيفة نقلا على إثرها إلى المستشفى، فيما لم يتعرض أحد من المارة أو المتواجدين بالموقع لأذى ولله الحمد سوى تلفيات في بعض السيارات المتوقفة بالموقع.
وكانت آخر تلك العمليات الإرهابية التي استخدمت فيها الأحزمة الناسفة ما شهدته الضربة الاستباقية للجهات الأمنية السبت الماضي في الحرازات بجدة، أثناء مداهمة استباقية لاستراحة اتخذها عناصر الإجرام مأوى لهم ومعملا لتصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة.
وعند تطويق الجهات الأمنية الموقع ومطالبة من بداخلها بالمبادرة بتسليم نفسيهما، بادر من فيها وهما شخصان بإطلاق النار بشكل كثيف على رجال الأمن، وبعدما يئس الإرهابيان من القدرة على الإفلات من قبضة رجال الأمن أقدما على تفجير نفسيهما بواسطة أحزمة ناسفة ما أدى لتطاير أشلائهما في موقع الاستراحة مع انفجار المعمل الذي بداخلها. ومع هذه العملية يرتفع عدد المعامل التي توصلت لها الأجهزة الأمنية عبر ضرباتها الاستباقية إلى سبعة معامل متكاملة لتصنيع العبوات المتفجرة والأحزمة الناسفة، توزعت في منطقتي الرياض والقصيم ومحافظة جدة.