هل الواتساب مصداق للفاسق الذي إن جاءنا بنبأ علينا أن نتبين صدق معلوماته؟
لا يخفى على الجميع خطر بعض رسائل الواتساب الكتابية أو الصوتية أو المرئية التي يتم تناقلها بين الناس عبر المجموعات حيث إن مضمون كثير منها هدّام ينشر الفتنة والغيبة ويروج للرذيلة ويسعى لتسقيط الشخصيات والنيل من كرامتها أو تشويه سمعتها وتكوين صورة ضبابية عنها فضلًا عن محتواها الفارغ أو إخلالها بالنظم الأخلاقية والضوابط الشرعية .
هناك فئتان معنيتان بحديثي هذا وهما المرسل والمتلقي فالأول هو الشخص الذي يسعى لنشر الأخبار الكاذبة أو تدليسها بهدف التشويش والتعمية أو الترويج لفكرة ما أو خلخلة المجتمع ونشر الفزع والتهويل من أمر ما أو يحاول بث الفرقة فيه والنزاعات ، وقد يجد هؤلاء رواجًا ونجاحًا إن أطلقوا أكاذيبهم وشائعاتهم في المجتمعات غير الواعية والناضجة التي لا تتثبت من الأخبار أو تتحقق من مصداقيتها وتكتفي أن تكون في دور المتلقي السلبي غير المبالي.
أتحدث هنا عن المرسل الذي يشيع الفاحشة في الذين آمنوا ويتعدى على حقوق الله والدين بنشر الروايات المكذوبة أو ضعيفة المتن والسند أو الأحكام الفقهية الخاطئة أو شبهات عقائدية قد تضلل بعض الناس أو يتعدى على حقوق البشر بنشر معلومات طبية لا أساس لها أو هدم مروءة أحد المؤمنين بغيبة أو نميمة ويا لها من غنيمة حين يسقط شخصية أحدهم دون رادع من ضمير ..
وحديثي عن المتلقي الذي يساهم في ترويجها وتداولها بموقفه السلبي حين يتجاهل المغالطات ويسكت عن الإساءات أو يمرر الرسائل دون تنقيح أو تصحيح .. دون مناقشة المرسل ومحاججته بالدليل وطلب المصدر.
إلى متى وبعضنا يتعامل مع رسائل الواتساب بهذه السذاجة وكأنها قرآن منزل ووحي إلهي؟!
لماذا لا “نفلتر” ما يصلنا وننقّيه؟
لماذا لا نسعى لتنمية الحس الناقد لدينا فأدوات المعرفة متوافرة وسبيل الوصول إليها سهل ميسور ؟
من أنجع الحلول للتعامل مع رسائل الواتساب بل قل من الواجب شرعًا علينا التأكد من مصدر الرسالة وعدم ترويجها إلا بعد الاطمئنان من عدم احتوائها على ما يسيء للدين والمذهب أو التشهير بالمؤمنين كبعض الرسائل التي يراد منها إزعاج أحدهم بوضع رقم جواله مذيلًا برسالة فيها تقديم على الوظائف !
ولتكن شخصًا “يفلتر” ما يصله ويصفي الوارد قبل إعادة إرساله حتى لو اضطر لتعديل الرسالة أو إرفاقها بحاشية فيها لمسته وتعقيبه الذي يزيح تدليسًا أو يرفع جهلًا.
نخشى أن تتقاعد الشياطين بعد أن وظفت برنامج الواتساب لخدمة البشرية !