حوار مع طفلة «رد الجميل»

قالت لي صغيرتي (ابنة أختي) ذات الـ6 أعوام.

ماما (احتراما وتأدباً تناديني ماما):

لماذا لا تريدين العمل؟

قلت لها: لأعتني بأمي. فعندما كنت صغيرة كانت أمي تهتم بي ولهذا جاء دوري الآن لأهتم بها.

ثم سألتها:

الآن أنتِ احتجتِ للطعام (وكانت والدتها تكدح لتأمين حاجات صغارها) فلو لم أكن أنا الآن موجودة معكِ في المنزل من سيقدم لك الغذاء؟! قالت:

ماما أم محمد (أي جدتها).

ثم قلت لها ولو لم تكن الجدة موجودة من سيقدم لكِ الطعام؟

قالت: لا أحد.

قلت لها أرأيتِ ؟

لو أنني عملت وتركت والدتي وحدها من سيخدمها ويقضي حاجاتها ويجلس معها؟

ثم سكتت هنيئة، وقالت ببراءة:

أنا أيضا عندما أكبر لا أريد أن أعمل.

فسألتها: لماذا؟!

قالت: لأعتني بأمي.

تبسمت وشكرت الله على هذه النعمة (وقيمة البر) التي انغرست في قلبها، جعلها الله من البارين بوالديها. فكما تدين تدان صدقت يا رسول الله (بروا آباءكم تبركم أبناءكم).

اللهم (وبرا بوالدتي) ولا تجعلني (جبارا شقيا).

(هيهات ما يستوفيان مني حقهما, ولا أدرك ما يجب علي لهما، ولا أنا بقاضٍ وظيفةَ خدمتِهما، فصلِّ على محمد وآله, وأعني يا خير من أرغب إليه، ولا تجعلني في أهل العقوق للآباء والأمهات يوم تجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون). “الصحيفة السجادية”.


error: المحتوي محمي