احد المصطلحات غير المألوفة على المجتمع مصطلح (صديقة)، ظهر هذا المصطلح وبدأ يضطرد في الاستخدام مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، واخذ يتطور تدريجيا الى ان وصل لمستويات مقززة، مجتمعنا كغيره من المجتمعات يوجد فيه تنوع في الافكار والمبادئ، هناك شريحة ليبرالية صادقة مع نفسها وواضحة في تصرفاتها، وهي ابعد ما تكون عن تحميل تصرفاتها على الدين، الحديث بالتاكيد ليس معها، الحديث مع اشخاص يبدو ظاهرا ان الدين يمثل لهم قانون وحدود، نسبة من هؤلاء انحدر لديهم الذوق بشكل مخيف، هكذا بدا من المالوف جدا ان يضع فنان كل يوم عشرات الصور مع نساء بشكل غريب ولافت، او ان يقوم اخر بالتصريح بطلب دعوة للعشاء مع مجموعة من النساء الخارجات للتنزه، هكذا انحط الذوق لاسفل درجة ووصل الامر لان يكره الانسان الدخول الى الفيسبوك او تويتر وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي ويرى هذا الكم الكبير من الكلام البذيء الخادش للحياء والادب.
مهرجان العفوسة، والخبيصة والجح وغيرها من المهرجانات اصبحت مهرجانات يتجمع من خلالها النساء مع الرجال، الحديث ليس عن المهرجان، الحديث عن الكيفية التي اصبح البعض يتعاطى بها مع النساء في هذه الاماكن وفي غيرها، هؤلاء ليسوا ليبرالين في اغلبهم، الاسلوب الذي يستخدمه البعض اسلوب المتفجع (المصفع) على الانفتاح، لماذا وكيف وصلنا الى هذه الدرجة؟!!!، حلقات كلها ضحك وقهقهات و (سيلقة) بين نساء ورجال، تجعلك تشعر وكأن قدومهم الى المهرجان لم يكن الا لوجود هذه المظاهر، بعض الشباب يرتدي ملابس لا تليق حتى بحمام، وبعض البنات يضعن مساحيق تجميل وكانهن ذاهبات الى حفل زفاف بل ربما اعظم من ذلك، كل هذه التصرفات مضحكة وتدل اكثر ما تدل على التخلف، في الشرق والغرب تجد هذه المهرجانات في كل مكان وتجد الطريقة الطبيعية والتلقائية في تعامل الناس مع بعضهم، اما لدينا فما زلنا للاسف بعيدين جدا عن هذه الدرجة، على المستوى الكتابي في جانب اخر اصبح من المالوف جدا ان يضع البعض في صفحاتهم كلام خادش جدا للحياء، كلام يسمونه شعرا وكله اخطاء نحوية وعروضية، كلام مليء بالعبارات الجنسية، احد الكتاب كل كتاباته مليئة بذكر اعضاء لجسد المرأة، والغريب المقزز ان تاتي بنت وتمنحه لايك او ان تثني عليه، اعترف انني اصبحت اكره هذا الشعر واكره الفن التشكيلي الذي اصبح لدى البعض طريقة للجلوس مع النساء و(السوالف) معهن، اكره هذه المهرجانات المقززة، اتقبل الليبرالي بصدر رحب لانني اراه صادقا في تصرفاته، اما هذه الشريحة المتفجعة على الانفتاح فتبدوا لي وبقدر ما هي مقززة، فهي ضحلة التفكير واقرب للسذاجة منها الى الدرجة المعقولة من وسطية التفكير.
هذا النوع من الحديث يزعج نسبة تجد فيه حديثا يمسهم بشكل او باخر، لم اكتب هذه الكلمات اريد فيها المس بكرامة احد، ولم اكتب هذه الكلمات لانتقد فيها المهرجانات، ما اقصده وما ادعوا اليه هو التحلي بالمزيد من الحكمة والترفع عن التصرفات المخلة بالذوق والادب، اتمنى جدا ان يرتقي الجيل بفكره وان يكون اكثر رشدا في تصرفاته، وان يعي ان الحضارة والتقدم لم تكن يوما بسلك هذا المسلك.
*المصدر صفحة الكاتب على الفيس بوك