الحلال: المسرح ينقصه البنية التحتية.. والمرأة إذا سُمح لها ستتفوق

شق طريقه ناحية الضفة الأخرى، يحمل بين أحلامه المسرح بكله، شغوفًا حد الثمالة وأكثر . كاتب وممثل ومخرج، استلهم الفكرة وترجمها لغة بصرية بين زوايا مسرحه، يبث أفكاره الحبلى بالوعي، بكل بنات أفكاره، يستجدي الزهرة الحمراء، يهديها الجمهور، تعلق بالإنسان  عاش حكاياته وأمنياته، نصًا مسرحيًا، أغنياته الكلمات.

بيّن الفنان والمخرج المسرحي محمد الحلال لـ«القطيف اليوم»، أن المسرح ينقصه البينية التحتية للثقافة والفنون، كالمسارح والمراكز والأكاديميات والمعاهد، ليعانق التطور والنوعية.

وعن مشاركة المرأة في المسرح، وغيابها عنه ذكر أن المسرح حياة، متعجبًا و هل يمكن للحياة أن تكون بلا امرأة، وقال: أعتقد إذا سمح القانون، سنجدها تضاهي الفنان السعودي وتتفوق عليه، وحالات السينما أثبتت ذلك، متمنيًا أن يجد المرأة على خشبة المسرح قريبًا، لتقول ما يشرحها بلسانها، مبينًا لن ينوب عن المرأة سوى المرأة.

س: بداية، عرف القارئ على بطاقتك الشخصية والفنية؟

ج: محمد الحلال، هاو ومحب للفنون وللحياة.

س: حدثنا عن بداياتك في المسرح كفنان ومخرج ومؤلف، ومن الشخصية التي أخذت بيديك لتظلك وتفتح الشرفات ناحية تطلعاتك، وأي الشخصيات التي أثرت في حياتك الفنية؟

ج: بدأت التمثيل في البيت مع أسرتي الصغيرة، ومن ثم في الفصل، وبعدها تطورت وانضممت إلى فرقة المسرح في المدرسة و من ثم أسسنا فرقة مسرحية اسمها ” أفان”، وحاليًا لدي مؤسسة اسمها مجموعة رؤى لأقدم من خلالها أفكاري. وأدين بالفضل لحبي للفن، لمعلمي الأول الفنان كمال المعلم.

س: لكل علم أو فن على حد سواء أسسه العلمية المنطقية وأدواته وقواعده، التي يرتكز عليها، بالنسبة لديك، أكان المسرح نابعًا من دراسة أكاديمية أم ممارسة، صقلتها الخبرة؟

ج: هواية مع قليل من الدورات وكثير من الحب والشغف.

س: الفنان محمد الحلال، كاتب قصة وسينارست، حدثنا عن هذا اللون في حياتك الفنية؟

ج: بدأت بالتأليف مبكرًا، ولم أعرف بأني سأكون يومًا ما كاتب للمسرح أو للدراما أو للسينما. كثير من الكتابة كانت تتكئ على تجاربي وحياتي الشخصية ولكن للخيال واستثماره دور مهم في تأصيل وتعميق ما أنجز من نصوص وقصص و سيناريوهات.

س: كيف تستحضر شخصياتك في المسرحية، ككاتب السينارست والحوار، كذلك في تمثيل الشخصية التي تقوم بدورها؟

ج: أعيش كل شخصية أثناء الكتابة، لتجدني أبكي فعليًا في بعض المواقف وأنا أكتب وأضحك وأحزن وأتفاعل مع جميع الحوارات، وفي حال كنت ممثلاً لأحد الأدوار أجدني أعيش حالة انفصال عن الأسرة، كشخص طبيعي والمحيط وأعيش معهم بنفس دوري في العرض، فلذا بعض الأحيان أتعبهم معي.

س: حدثنا عن تجربتك مع الفنان ناصر القصبي، وتمثيل أحد نصوصك، وهل هذه التجربة الأولى أم سبقتها تجارب أخرى؟

ج: الفنان ناصر القصبي بحق إنسان جميل ومتواضع، وتجربتي معه في “سيلفي” بالطبع إضافة لتاريخي الفني، ككاتب وسيناريو “نسف” لم أعرضه على سيلفي بشكل مباشر، إنما جاء من توصيات الدكتورة بدرية البشر بعد أن قرأته، وهي في لجنة التحكيم لسيناريوهات مسابقة الأفلام وأعجبت به. هي مشاركة وحيدة وأولى، وإن شاء الله نوفق بالمشاركة معه ومع نجوم آخرين. وبالطبع لي مشاركات مع عدة نجوم، إما ككاتب ومؤلف أو مخرج أو ممثل، ومن ضمنهم عبدالمحسن النمر، وحسن البلام، وعلي السبع، وحسين هويدي، وسعيد قريش، وأحمد العونان، وعبدالله الحسن، وجعفر الغريب، وأحمد إيراج، وعبدالله الجفال، وماهر الغانم، والكثير جدًا من الأسماء الشابة والمبدعة على مستوى الدراما والمسرح.

س: ما بين المسرح الجاد والتهريجي، أين يقف الفنان محمد الحلال؟

ج: لا يوجد مسرح تهريجي ربما قصدت المسرح الجماهيري أو بتعبير آخر المسرح الاجتماعي والموجه للجمهور، بالطبع تجاربي بين التجريب والمسرح الجماهيري متنوعة، وكلاهما أكن لهما الاحترام، والجدية وتقديم أفضل ما تتيحه لي الظروف.

س: هل تجد أن المسرح، يعاني من قحط في كتاب السينارست والحوار أم يتمتع بالظل والمطر، ولديه ما يعينه، ليكون مسرحًا، يقدم أعمالاً نوعية؟

ج: ما يخص المسرح، هو النص والسيناريو يكتب للسينما والدراما، حقيقة ما ينقصنا أولاً هو البنية التحتية للثقافة والفنون، كمسارح ومراكز والأكاديميات والمعاهد أما النصوص لا أجد هناك عائقاً في إيجادها.

س: هل المسرح التجاري، له فوائده الإيجابية، كمسرح ومجتمع، وما سبب غيابه في القطيف؟

ج: فلنقل الاستثمار من خلال المسرح والفن، بالطبع لو تواجد المسرح مجانيًا أو برسوم على حد سواء، حتمًا سينعكس على المجتمع. المسرح مؤثر جدًا، وربما هو النوع الوحيد من الفن، الذي يمكنك أن تمرر فيه الكثير من الرسائل ترميزًا وتصريحًا دون أن يبترها الرقيب. طبعًا هناك أسباب كثيرة لغيابه في القطيف والوطن برمته، أهمها عدم وجود اهتمام ببناء مسارح حقيقية، وبالتالي ينعكس على بقية المجتمع الذي اعتاد على تلقي الهبات فقط ولا يصنعها .

س: ماهي المفارقة بين الكوميديا والتهريج، في حين أن كلاهما، يبعثان على الضحكة والمتعة لدى المتلقي؟

ج: ابتعد فقط عن إهانة أي شيء ثم اضحك وأضحك من حولك.

س: كيف تقيم البيئة المسرحية في القطيف على وجه الخصوص، والوطن بوجه العموم من خلال الأعمال، التي تقدم ؟

ج : لازلنا نصارع مع كل وجبة نريد تقديمها للجمهور، فلذا لا أحد يعرف ظروفنا كمسرحيين إلا الله.

س: غياب المرأة في المسرح، أتراه حالة صحية أم إعاقة في كنف المسرح، يختزلها العمل وماهية الخيارات الممكنة لإشراكها في العمل الدرامي بألوانه المختلفة؟

ج: المسرح حياة وهل يمكن للحياة أن تكون بلا امرأة؟ نحن نحتال فقط لكي نتذكر المرأة على المسرح ولكن نتمنى أن نجدها قريبًا على المسرح وتقول ما يشرحها بلسانها، فمهما كان اجتهادنا، لن ينوب عن المرأة سوى المرأة.

س: هل المرأة قادرة على اقتحام المسرح لدينا في محافظة القطيف، أم تراها متسكعة ما بين الخوف من التجربة وعدم النجاح؟

ج: أعتقد إذا سمح القانون، سنجدها تضاهي الفنان السعودي وتتفوق عليه أيضًا، وحالات السينما أثبتت ذلك.

س: “الحلال” الموسيقي، أين تعلم هذا الفن، وكيف طوره، وماهي أبرز بصماته الموسيقية في أعمال المنطقة؟

ج: كعادتي بدأت الموسيقى من المنزل، بحكم وجود الفنان كمال المعلم وكذلك وجود مجموعة من الأصدقاء يعزفون، مثل: الأستاذ عبد الله مرشود والمرحوم الخطاط الكبير حسن عيد، ومجموعة من الفنانين الكبار، حيث كنت صغيرًا أبصرهم لأرتشفه الحب عشقًا يقاسمني خبز الموسيقى.لامست الأوتار وأنا في عمري الصغير ربيًا غضًا، ولكني تعلمت بعد امتلاك العود لأول مرة في عام 1992، اشتريته من الراحل الكبير الفنان الشعبي علي خرنده، وبدأت أمارس الهواية بالتعلم على العود ، والآن تطورت وفي عام 2010 تقريبًا أو 2009، التحقت بمعهد البحرين للموسيقى، وأخذت كورسات عند الأستاذ سعد جواد. طبعًا ثمة أغنيات كثيرة كانت حبيسة الأدراج، ولكن برز للضوء بعض الأعمال، منها: بعض الأغنيات في المسرحيات، و مسرحيات الأطفال، وساهمت في بعض المسرحيات كموسيقي، أقدم موسيقى خاصة بي، كذلك لحنت بعض الأوبريتات، كأوبريت سيهات جميلة مؤخرًا، وديرة تكبر، والدوخلة 11، إضافة لدي أعمال موسيقية وطنية منفصلة، بعضها لوحدها، كوطن ومنفى وحانة، موجودة في قناة التواصل الاجتماعي “اليوتيوب”.

هذه أبرز الأعمال التي بزت للضوء. طبعًا لازال لدي فكرة إنشاء فرقة أو إعادة الفرقة التي كانت سابقًا، حيث قد شاركنا في القنصلية الأمريكية بالظهران، وقدمنا على مسرح الجمعية بعض الفقرات الموسيقية الخاصة، مثل: أغنية غريبان وحانة للشاعر زكي الصدير، وهناك أعمال سيتم تسجيلها وإبرازها في المستقبل القريب.

س: ماذا تعني هذه الجملة، لديك “تميزك هو تميز لي، وتميزي هو تميز لك”، وما مدى وجودها واقعيًا في عالم الفن بالقطيف باختلاف مشاربه، وما حولها من سعيفات المناطق الأخرى؟

ج: إن تشربنا الحس الجماعي والعمل القائم على الجماعة سنتفوق. المسرح أهم ما يجعله ناجحًا، هو العمل الجماعي الذي يكون بحب . نحن نحاول ترسية ثقافة العمل الجماعي، وبالطبع هناك وهنا وفي كل مكان بعض العوائق وبعض الحاسدين لكن سيتلاشون يومًا ما.

س: كيف توصف علاقتك بالنقد، وماهية الثقافة النقدية، القريبة من ذاتك وفكرك؟

ج: أرحب بالنقد الذي يأخذك إلى الأمام ولا التفت إلى الأشخاص الذين لم ولن تعجبهم جهود شباب المنطقة ولا نسمع منهم سوى التذمر والكلمات المحبطة. هؤلاء تجاوزهم الجميع ومجرد ثرثرات ولم يضيفوا للمسرح المحلي سوى الثرثرة فقط. الآن لا أحد يسمع لهم بعد أن كشفتهم المواقف أنهم لم يضيفوا للمسرح وللثقافة والفن سوى التذمر والتحلطم.

س: أي الأعمال الفنية التي شاركت فيها، كممثل أو كمخرج الأقرب لذاتك، ولازلت تستذكرها بين الفينة والأخرى؟

ج: كل عمل هو ابن لي وأنا أحب جميع أبنائي، ككتلة واحدة.

س: ماهي الإنجازات والجوائز التي حصلت عليها في الوطن وخارجه، إذا أمكن تزودنا بصور، تحكي مسيرتك الفنية منذ بدايتها للآن؟

ج: الجوائز كثيرة و – لله الحمد -، إخراج وجوائز أفضل أعمال ونصوص وسينوغرافيا، لكن أفضل جائزة لي هي تفاعل وتصفيق جمهورنا المحب مع كل تعب.

س: كلمة أخيرة لك ماهي، ولمن توجهها ؟

ج: إلى جمهورنا محب المسرح: تحملوا اجتهاداتنا، نحن نصارع فعليًا، لإيجاد فرص لعرض مسرحي.


error: المحتوي محمي