تدق الثانية عشرة بعد منتصف الليل فتشعر انها تحلق في عالم يزدهي بها و نور لا يسشعره سواها و من يعيش في أعماقها .تشعر انها قد وجدت ظلها بعد انتظار قاس في حدته كنصل سكين تجرحها به تلك الأسئلة المتلصصة على خصوصيتها حين يبادرنها بإسلوب شامت و لغة يتضح في ثناياها حسد دفين لجمال ٱخاذ صرعت أمامه العيون و لكل مؤهلاتها و كفاءتها المعنوية يرشقنها بالسؤال الذي وضعفها مرارته لكنها تتماسك بشخصيتها الٱسرة و منطقها الذي يخلي الألباب و صوتها العذب كموسيقى عازف حالم ..
الم يأتي فارسك على فرسه الابيض ؟ فتجيبهم بكل ثقة سانتظره حتى ٱخر العمر و سيأتي .و إن كنت قد اقتربت من بوابة الاربعين التي تخشاها الكثيرات في مجتمع ذكوري الهوى ، سلبي التفكير لا ينصف الأنثى الا بربطها بذكر و كانها تابع مهما تميزت و تفوقت كجاهلية بائدة ، يتحسر على فتيات يعتقد أن قطار السعادة فاتهن لانها لم تتزوج و كان الأهم هو ارتباطها بذكر يحتضن أنوثتها و يغفل احتواء روحها و استيعاب مشاعرها و احترامها ، مقارنة بأي سعادتها و نجاحها كزوجة و هو حسن اختيارها لمن سيكتمل دينه و سعادته بها و ليس العكس.
لست كأي فتاة فلا يزعجني لأنني أعلم أنني سأكون له كل شيء و يكون لي رجلا متكاملا بكل معاني الرجولة التي لم اجدها في اشباه الرجال ممن طرقوا باب قلبي قبله لكنني اغلقته لانني لم اجدهم كفوء لي .و تحقق حلمها الذي نسجته منذ زمن طويل . لم تشعر بصقيع الوحدة القارس منذ غرقت في تلك المساحة الدافئة التي تجعلها محشورة بين يدين هما كل الامان لديها . أصبح هو الحضن الذي لا دفء كدفء عينيه ، و هو الحصن المنيع لقلعتها التي يرتادها السائلون و من يحتاج أن تمد له يد العون ..و بعض الأيدي تكون ٱثمة تحاول التطفل على عالمها .أحبته بكل جوارحها وأحبت كل شيء يمثله أو يمت إليه بصلة لا سيما مدينته التي أعتبرتها درة المدائن و مهوى القلوب .أحبت تلك الشجرة الطيبة التي حملته و اثرت الدنيا بثمرة شهية المذاق ..أحبت والدته على عكس صبايا هذا الزمن اللاتي يسرقون الازواج من أمهاتهم و يشجعني على العقوق و الإهمال للجنة الموعودة لهن .
لديها
ٱمال أن تكون انه امها الثانية . رسمت له صورة جميلة في خيالها بكل تفاصيلها المميزة . بطوله الفارع الذي يزيده عزا لا يشوبه غرور ؛تعشق أن تتخيل ضحكاتها لشدة ظرفه و لطفه و حس المرح الجميل الذي يحول اي مكان كئيب الى مسكن البهجة و الفرح .
هي لن تعرف البؤس حين تلقاه و سوف تتلاشى كل احزانها ..تتخيل كيف سيكون شعره ناعم و الذي لن تراه الا مهذبا مناسبا في طوله لرجل لا يتشبه بالنساء ؛ بجبين ناصع تتضح فيه سيما السجود فهي لا ترضى بزوج لا يرضي ربه .. عينان سوداوان تتسع حتى تخالها قمرين في سماء رحبة و أنف أغريقي يتوسط ذلك الوجه الذي أحسن خالقه صنعه ..و أجمل تفاصيل ذلك الوجه شفتان لطالما سكبت عذب المشاعر ..أخي داخل فمه صفين من اللؤلؤ الثمين .
سيأتي ذلك العاشق من مدينة البحر و السماء الصافية سيأتي من بين أصحاب القلوب النقية و النوايا الحسنة ، و ربما يكون من الفقراء مالا لكنه أغنى الأغنياء بنفسه ..سيأتي ليحقق لها ٱمالها التي تنتهي عند حدوده ، عاشق بدرجة اولى أتقن كيف يعيد لها ألق الحياة و روعة الاحساس بالجمال لانه سيقدم لها وجهها في عمل فني بيد فنان يقدر الجمال و يخلده بالنحت ..في انتظار قدوم العاشق الاستثنائي الذي لن يكون له مثيلا في الكون اجمع ..و البقية تأتي حين تراه .
يتبع في الحلقة القادمة من يوميات عاشقة