جبلت البشرية على الأنس والمؤانسة وهذا هو الإنسان الذي لا يستطيع العيش بمفرده طيلة عمره ولو هيأت له كل عوامل الطبيعة، نسكن بيوتا على حد التعبير وإن كانت قصورا أم شققا أو حتى أكواخا، هناك أشياء جمة تعترض مسيرتنا في الحياة منها المرض والموت والمشاكل والهموم والظروف ووووو.
هناك أشياء كبيرة وأشياء صغيرة وهناك أشياء تعالج وأخرى لا تعالج ، وهناك طبائع تتحسن وأخرى قابعة في قرارنا وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ومن هنا نفتتح موضوعنا وهو عن *الطبائع* ونشتق منها ما تلك التي لا يستسيغها البشر ولو كان أقرب القريب، فهناك أشخاص يأتون للبيوت زيارة قصيرة أم طويلة ولكن خلال زيارته تحدث منه طبائع غير حسنة فحين يدق الجرس إنتظر حتى يؤذن لك يعني بالعامية لا تدق وتدخل مباشرة فلربما أصحاب البيت في وضع غير مؤهل مثل أن يكونوا في نقاش حاد أو غير حاد لا يريدونك سماعه أو في إختلاف، أو ربما هم في مكان غير مؤهل للجلوس بإعتبار أن البيت راحة أصحابه بغض النظر هم مرتبون ، منظمون ، نظيفون أم لا فدخولك دون إذن تكن ملقوف.
وحين تدخل إجلس في المكان المشار لك به ولا داعي تختار أنت مثلا تقول خلينا نجلس هنا لو هناك أفضل أو أبرد أو أدفى وما إلى ذلك فأنت لا تعلم لماذا أشار لك بمكان معين وربما لديه أسباب خاصة لا تعييها فإصرارك على مكان لم يشر لك به تكن بذلك انت ملقوف.
حين تجلس وسواءا لوحدك في الزيارة أم كثرة وقام صاحب البيت لجلب شيئا ما للضيافه لا داعي في عرض مساعدتك له والدخول في عوالم بيته سواءا بيته خاليا من أهل بيته أم كانوا هناك فطيبتك لمساعدته غير مقبولة إن رفضها حين تقول له أول مرة ، وتكرارك عليه غصبا في المساعدة تكن ملقوف.
وحين تكون الزيارة على وشك أن تنتهي لا داعي لإحراج صاحب المنزل في قيامك معه لترتيب الأشياء في المطبخ أو أي مكان في البيت فاللبيوت أسرار كما في بيتك كذلك وإن كنت ترضى بذلك فليس كل الناس مثلك ، وإن كنت لا تبالي لهذا إذا أنت ملقوف.
وحين يطلب منك صاحب البيت مساعدته في حمل الأطباق أو أغراض أو أي شيئا للداخل معه كن حريصا أن لا تفتح خزانة أو غرفة أو ثلاجة أو فريزر لم يخولك صاحب البيت ذلك وإن فعلت ذلك فأنت ملقوف.
حين تكن في بيت لا داعي بأن تستعرض ذوقك ومواهبك في بيت غيرك يعني مثلا لا تقل لماذا إشتريت هذا الشيء غير مناسب والذي يناسب هنا ذاك الشيء في ذاك المكان إذهب وغيره وإشتري غيره ومثلا مكان الكراسي هنا غير مناسب وهذا التلفزيون يجب أن يكون هناك وهذه الطاولة هكذا أحلى ووووو من الأشياء الموجودة في البيت وإن فعلت ذلك فأنت ملقوف
إن دعاك شخصا للزيارة في بيته وأنت ستلبي الدعوة سواءا كانت الدعوة على وجبة أو مناسبة كأعياد الميلاد أو لجمع أصدقاء معينين فأذهب لوحدك إن كانت الدعوة لك فقط ولا داعي بأن تلم معك الأهل والأصدقاء والجيران لأنهم لو أرادوا دعوة أحدا معك لقالوا لك فلا تفعلها وتدعوهم وهذا لا يفعله سوى *ملقوف
في النهاية يجب أن تكون زيارتك بموعدا إن أمكن ذلك لأنك ربما تأتي في وقت غير مناسب لأصحاب البيت أو ربما لديهم موعدا في مكان آخر أو لديهم زوارا وضيوف ولا يتحمل المكان ولا الزمان ولا الضيافة لزوار آخرون، وإن أتيت على حين غفلة تكن أنت ملقوف.
تفكر ثم تفكر ثم تفكر أنت ليس هو وهو ليست أنت وكل بيت له أسرار وأمزجة وظروف نختلف فيها وربما يكتمها بعضهم لخجله فتفكر …
اللهم صل على محمد وآل محمد