مسابقة الأخلاق مشروع كل فتاة 1

قد يسأل البعض هل يمكن للأخلاق أن تقاس؟ وكيف يمكن تقييمها أن لم تخضع للتجربة الموقف؟، والتي تكون بالمحاكاة ومن الحوار والمناقشة وكذلك العشرة سواءً كانت قصيرة أو طويلة، مع تغير العادات والتقاليد القائمة في المجتمع بين الأزمنة، هل تغيرت الأخلاق؟

والجواب هنا نجد أن مع تغيير الزمن والظروف المحيطة بنَّا، إلا أن الأخلاق لا تتغير وأن تغيرت عادات الناس، وميولهم وكذلك ديانتهم وحتى طوائفهم العرقية ولغاتهم، كونها جزءًا مكملًا لشخصية الفرد تقمصها من المحيطين، منذ أن كان بين الظلمات الثلاث، وتشربها مع أنفاس أمه، عندما كان مضغة، بل قد تجرعها وهو في صلب والده، وفق ما قاله الرسول الأكرم(ص): “العرق دساس”.

وجاءت الرسالات السماوية لنشر الديانات الإلهية المنبثقة من قيم وأخلاق قدسية تصوغ وتعزز التكوين الفطري الذي ينشأ عليه الفرد وينمي الجانب الإنساني له، الذي خلق من أجله، وعندما نقلب التاريخ من نشأة النبي أدم عليه السلام، كان الخُلق هو المحرك لما نقوم به من سلوك، ليأتي النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم ويكمل أخلاق أمته وليس ليوجدها، جاء ليعزز الجانب الفطري، ويكمله بالمنهج الديني، الذي من خلاله يسمو الإنسان ويصل لمرحلة الوعي والنضج العقلي، بما يميزه من صفات عن باقي المخلوقات، وهو القدرة على إدراك ملكوت الله بما سخر له من ملكات وقدرات تفوق جميع المخلوقات.

وهذا النهج الأخلاقي المحمدي يستمر مع تعاقب السنين، مهما تغيرت العصور، ليكون معيار كل مجتمع، وفي عصرنا ومع ما نجد من نزوح البعض إلى بعض القيم الدخيلة على مجتمعنا، وجب علينا تعزيز هذه القيم على ضوء ما جاء به ديننا الإسلامي الحنيف، بكل ما سن من تشريعات سماوية، والتي كانت من بينها “الدين معاملة” وأصبح السلوك الذي نقوم به عبادة نثاب عليها وتكون لنا زاد لرضا الله.

ومن هذا المنطلق لتعزيز الأخلاق الإنسانية بزغ في مجتمعنا مشروعًا تطوعيًا إنسانيًا، ولد منذ عام 1429هـ، “مسابقة سيدة جمال الأخلاق في بر الوالدين” يدعو للتمسك بالأخلاق وبر الوالدين لتكون الاخلاق تاج لكل فتاة، وأم لأجيال الغد، وما أجمل ذلك عندما نجد في كل بيت فتاة تتصف بملكة أو وصيفة للأخلاق ترسم لها مستقبل واضح بما لديها من مهارات خلقية وعلمية وحياتية.

خرج المشروع من مدينة صفوى بمحافظة القطيف، ليرسم لكل فتاة مسلك نحو الخلق السامي النبيل، من خلال خوض الفتيات وتنافسهن على لقب ملكة أو أحد الوصيفتين، بعد اجتياز مسارات جوهرية تبدأ بالتسجيل وتنتهي بالتتويج، والهدف منه السمو بالأخلاق وفي مقدمتها صفة بر الوالدين.

وللحديث بقية….


error: المحتوي محمي