شدد سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف، على ضرورة أن يدرك الإنسان قيمة الوقت وأهميته، وأن يعلم أن الوقـــت ليس من ذهب فحسب، بل هو أثمن من كل جوهر نفيس، وأغلى من كل حجر كريم، وإنه أثمن ما في الوجود، لأن الوقــت يساوي الحياة.
وأستشهد سماحته في خطبة الجمعة 17 ربيع الآخر 1439هـ برواية عن أمير المؤمنين عليه السلام، والذي قال: « ما أسرَعَ السّاعاتِ فِي اليَومِ، وأسرَعَ الأيّامَ فِي الشَّهرِ، وأسرَعَ الشُّهورَ فِي السَّنَةِ، وأسرَعَ السّنينَ (السَّنَةَ) فِي العُمرِ!» ، وقوله : «إنَّ اللَّيلَ والنَّهارَ يَعمَلانِ فيكَ فَاعمَل فيهِما، ويَأخُذانِ مِنكَ فخُذْ مِنهُما» ، في إشارة إلى أهمية الوعي بالزمن في حياة الإنسان.
وأكد سماحته بأن الإمام علي عليه السلام حذر من ضياع الأعمار فيما لا يفيد بقوله: «احذَروا ضَياعَ الأعمارِ فيما لا يَبقى لَكُم، فَفائتُها لا يَعودُ» ، وأهمية ترك بصمة نافعة ومفيدة تبقى للإنسان بعد موته.
ودعا الشيخ إلى أهمية التعود على احترام الإنسان الوقت لنفسه واحترام أوقات الآخرين، والالتزام بدقة في المواعيد، وعدم زيارة أحد من دون أخذ موعد مسبق؛ لأن في ذلك دلالة على الوعي بجوهر الزمن في الحياة.
وأوضح سماحته أن المجتمعات المتقدمة تتعامل مع الوقــت كعنصر رئيس فـي عملية البناء المدني والحـضاري، ولذلك أخذت تهتم كثيراً بتوظيف الوقــت فــي العمل والإنتاج والإنجاز، كما تعود الناس على ثقافة (احترام الوقــت) كقيمة من القيم المثلى؛ وذلك للوعي بأن استثمار الوقت كقيمة وثروة يعتبر من الأسس الهامة لأية نهضــة صناعية واجتماعية وحضارية.
وأضاف سماحته أن المجتمعات النامية والمتأخرة تتعامل مع الوقت كسلعة زهيدة، ولذلك تتهاون في احترام المواعيد، وتتأخر عن إنجاز الأعمال في أوقاتها المحددة، وتبحث عن قتل الوقــت بصورة سلبية، مما أدى إلى شيوع ثقافة (اللامبالاة) تجاه احترام الوقت في المجتمع!
وختم سماحته بالتأكيد على أهمية شيوع ثقافة (احترام الوقت) في المجتمع، والوعي بقيمة الزمن في حياة الإنسان، وحياة المجتمعات أيضاً.