ناقش مغردون في قناة التواصل الاجتماعي “الفيس بوك”، الحداثية في الشعر، منوهين إلى أن المتلقي الواعي يدرك حقيقة الشعر من سطحيته، وإن كتب تحت مسمى الحداثة، ليبتعد مضمونًا وأسلوبيًا عن حيثياتها.
جاء ذلك تعليقًا على ما كتبه علي جعفر العلّاق في حداثة النص الشعري: “إن الكثير من شعرنا الحديث ليس شعرًا حديثًا تمامًا، فهو رغم اعتماده الطريقة الحديثة، يكتب بحساسية تقليدية، وتصوّر شعري قاصر”.
وأكد أن لغته لا تمت إلى الحداثة بصلة عميقة، ولا ترتبط أيضًا برؤية حديثة للشعر والعالم والإنسان.
وبين الشاعر هادي رسول أن ذلك من الأزمات التي نواجهها في تسويق وتضخيم “نقّاد النظم” للشعر المنظوم، حيث أنهم يطلقون أوصاف ونعوت النص الحديث والحداثي على نصوص خرجت في الشكل فقط عن الشكل العمودي وإن كانت تقريرية مباشرة ويكاد ينعدم فيها الأسلوب البلاغي فضًلاً عن رؤية جادة.
وذكر -على سبيل المثال لا الحصر- أنه في إحدى منافسات النظم التقليدية، أطلق ناقد نظم أوصاف النص الحديث على نص تفعيلة لمجرد شكله، مع أن النص مشحون بالتقريرية والمباشرة ويخلو من لمسة الشعر والشاعرية.
وأوضح أنه كلما حضرت رهبة الشعر، قلّت قصائد الشاعر وهيمنت آنذاك سطوة اللغة على شعره.
وبين عبدالمجيد الموسوي أن التجريب في الكتابة الشعرية من أهم العوامل التي تتطور من خلالها التجربة الشعرية للشاعر، لذا على الشاعر أن يحاول بل ويصر على تطوير تجربته بشرط أن يكون لديه وعي شعري وقراءات متعددة تعينه على الكتابة بشكل أجمل.
وقال: “لكن ما يفتقده المشهد هو شح الدراسات النقدية الجادة لما يكتب من شعر محلي حديث وعدم المواكبة النقدية له، وهو ما يسمى بحالة الغياب النقدي في مشهدنا المحلي”، مضيفاً بأن هذا ما يجعل بعض الشعراء يكتب دون دراية لقيمة هذه الكتابة أو عدم جديته في تطوير تجربته بناءً على ما يكتب من نقد.
ونوه إلى أننا في الشعر الحديث نجد بعضهم على مستوى الكتابة أقل بكثير مما ينظر له، مستدركاً بأن ذلك مع ملاحظة أن بعض النقاد هم منظِّرون بامتياز – حسب قوله، لكن.
وعلق صالح الخنيزي بأن غالبية ما يكتب مجرد قصائد وليست شعرًا، مؤكدًا بأن من يعرف رهبة الشعر لا يجرؤ على إهراقه.
وأشار شفيق عبادي إلى أنه ينبغي ألا تلم الشعراء أو المتعاطين بالشعر، فهم لا يشوبهم اللوم وحدهم فقط، مفيدًا أن اللغة ليست بمعزل عن باقي المشهد الفكري والحضاري لأي أمة، إن لم تكن -وهي كذلك- المرآة الصادقة والمتفاعلة طردًا، متابعاً بأن تلك المنظومة بمختلف تفاصيلها، ولأن القصيدة مجمر اللغة وتنوره.
وتابع: لذلك نراها الفاضحة والكاشفة عن المسكوتات والحيل الفنية، التي لا يراد مجابهتها ربما لكلفتها النفسية الباهظة.
وبين لذا نرى هذا الخلط ، الذي لن يهجس له إلا ناقد حقيقي و متلق واع .
وقال: أما الشعر فكما قال شاعرنا صالح، هو نازح في تخوم القصيدة لا يلتقطه إلا الشعراء الحقيقيون.
ونوه الشاعر فريد النمر، إلى أن الحديث ذو شجون، موضحًا أن الألوان الشعرية والأشكال الكتابية والأغراض المحرضة على الحداثة، كلها تقع خلف نمو الرؤية وسعة الاطلاع والإسلوبية في بعث الأفكار والقدرة الذاتية في الابتكار بجوار ملكة اللغة، فإن اختلت المعادلة بهت اللون وانحرف المبتغى.