الفلامنجو زائرٌ أنيق.. يعشق سواحل تاروت وسيهات

بعد أن أصبح ظاهرة في عالم “الموضة”، وأصبحت صوره ورسوماته منتشهرة في أغلب الاستخدامات عند الفتيات، تحول طائر “الفلامنجو” من مجرد طائرٍ مهاجر إلى شخصيةٍ تشبه الشخصيات المشهورة، والتي توقف رؤيتها أنفاس معجبيها، وباتت رسوماته المنتشرة في الملابس والأكواب وغيرها كـ”موناليزا” تسحر الناظرين.

ولكن، ماذا لو قُدِر لأولئك المفتونين بهذا الطائر أن يروه ماثلاً أمامهم، بالقرب من سواحلهم، يمشي جيئةً وذهاباً بكل رشاقة بساقيه الطويلتين، مزهواً بريشه الزهري؟!!

الفلامجو هنا.. يبحث الدفء !!

يذكر عضو مجموعة رصد الطيور في المنطقة الشرقية فيصل هجول لـ “القطيف اليوم” بأن طيور الفلامنجو تصل لمنطقة القطيف مع بداية شهر سبتمبر، قادمةً من شمال آسيا وأوربا لتتمتع بالأجواء الأقل برودة، وتقضي بذلك فصل الشتاء كاملاً بمنطقة الخليج العربي على جزره وسواحله، وبالإمكان مشاهدته بشكل أكبر في ساحل منطقة سيهات شرقاً وشاطئ تاروت شمالاً، قبل أن تبدأ المغادرة مع بداية الربيع وقبيل دخول فصل الصيف وذلك في شهر مارس.

من هو ؟

طيور الفلامنجو أو ما يعرف بطيور النحام، تنتمي إلى شعبة الحبليات، وتحديداً إلى رتبة النحاميات، وإلى عائلة النحاميات أيضاً، تتغذى على القشريات والكائنات البحرية الصغيرة والتي من خلالها يكسب لونه الزهري، بينما صغاره تشاهد باللون الأبيض والرمادي المسود.

نوع واحد من عائلة كبيرة

يؤكد هجول بأنه على الرغم من وجود أكثر من نوع لهذه العائلة إلا أن ما نشاهده في المنطقة من أسراب كبيرة هو طائر الفلامنجو الكبير، وهو الفلامنجو الشائع، بينما توجد تسجيلات نادرة لنوع آخر وهو النحام القزم الذي لم يحالف الحظ المهتمين لتسجيله أو مشاهدته، إلا أنه تم تسجيله في بعض دول الخليج مثل الإمارات والكويت.

سيهات وتاروت، فيما اختلافهما؟

يختار ذلك الطائر “الأنيق” سواحل سيهات وتاروت تحديداً، في حين تفتقر شواطئ القطيف لرؤيته، وعن السبب في ذلك يوضح هجول بأن نوع التربة الساحلية لها دورٌ في ذلك، حيث أن تربة سواحل سيهات وتاروت طينية وهو مايبحث عنه الفلامجو لاستخراج القشريات، كما أنه يبتعد عن الأعماق وهو الملاحظ في شواطئ القطيف، الخلاصة أنه كطائر؛ لايفضل الأماكن الغزيرة وإنما السواحل الضحلة، وهذا ماقادنا إلى تساؤل آخر.

المانجروف و الفلامنجو

طين، وطمي، وقشريات، وفي سواحل تاروت وسيهات فقط! ذلك الطائر إذاً يشبه نبات المانجروف.
في سؤال “القطيف اليوم” لعضو مجموعة رصد عن العلاقة بينهما، أجاب هجول، بأن هناك علاقة بينهما وإن كانت بصفة غير مباشرة تماماً، فما يبحث عنه ذلك الطائر من غذاء وأجواء هادئة نجدها تتوفر في بيئة القرم أو مايعرف بالمانجروف، سيما وأنه يعطي بيئة خصبة إلى القشريات وهي الغذاء الرئيس للفلامنجو، وبالتالي فإن مايجذبه في تلك البيئة هو توفر الغذاء، إضافةً إلى نوع التربة التي يبحثان عنها كطائرٍ ونبات.

تساؤلٌ آخر ..

إن فقدت المنطقة ماتبقى من “مانجروفها” فهل يعني ذلك بأننا سنفقد الفلامجو من سواحلنا في فترة هجرته ؟
يؤكد هجول بأن ذلك ماسيحدث، نظراً لنقص الغذاء، وهو ما سيؤثر على أعداده، مشيراً إلى أن ذلك ملاحظ خلال السنوات الأخيرة، فقد بدأت أسرابه الكبيرة بالتراجع في الآونة الأخيرة، نظير تراجع بيئته البحرية ودفن الشواطئ الضحلة التي تمكنه من المكوث فيها والبحث عن غذائه.

شاهد الصور بعدسة فيصل هجول:

 


error: المحتوي محمي