سعت الكاتبة زينب هيثم أبو السعود ذات الستة عشرة ربيعاً في بعض مواضيع كتابها الأول «زحام جوفي» إلى إبراز مفردات اللغة العربية التي قل تداولها حاليا،ً وباتت شبه مندثرة بحسب قولها، حيث هدفت من ذلك إلى إضافة حصيلة لغوية وإن كانت يسيرة لكل قارئ يطلع على كتابها، معبرة بقولها: ” لغتنا لديها أكثر من 12 مليون كلمة ونحن لا نستعمل إلا القليل من مفرداتها، أرغب في إضافة حصيلة لغوية جديدة لمن يقرأ كتابي”.
ودعت أبو السعود من خلال كتابها إلى إيقاف استغلال الأمثال الشعبية المتناقضة لحسب موقف وصالح الشخص، كما عمدت إلى مناقشة موضوعات مختلفة منها النظرة المجتمعية التي أصبحت موضع اهتمام غالب الأفراد في المجتمع، متطلعة إلى إحداث تغيير ولو كان صغيراً في فكرة يحملها شخص ما.
والكتاب «زحام جوفي» عبارة عن 12 نصاً شعرياً، مع مجموعة من النصوص النثرية مقسمة تحت 3 عناوين، جمعت في 85 صفحة، بها حققت الكاتبة حلمها في إصدار كتاب والبدء في الانطلاق نحو عالم الورقة والقلم الملموس.
وتحدثت أبو السعود لـ”القطيف اليوم” عن نشأة علاقتها مع الكتاب موضحة بأنها نشأت منذ تعلمها للقراءة، حيث أن والديها ساعداها في ترك حرية اختيار الكتب المحببة لها وتكوين مكتبتها الخاصة.
وتشير زينب إلى ذكرياتها التي شجعتها في السير نحو طريق القراءة والكتابة وخوض التحديات والتي منها سخرية الزميلات في مراحل الدراسة منها بسبب حبها للقراءة مؤكدة على إصرارها بقولها “إنني أجد عالمًا آخر في القراءة يغنيني عن الاستماع إلى سخريتهن والاستجابة لهن” وتتابع: في عمر التاسعة بدأت بكتابة قصائد طفولية مليئة بالأخطاء الإملائية وأصبحت أسبوعياً أنا وصديقاتي نتشارك ما نكتبه، ومنذ ذلك الحين حلمت بكتاب يُصدر لي، وفي النهاية رأيت نفسي أنني الوحيدة التي بقيت أكتب إلى الآن، وحتى هذه اللحظة إنني أحتفظ بتلك الكتابات الركيكة التي كانت هي بدايتي”.
ووثقت أبو السعود حكايتها مع التحدي في أحد نصوص في الكتاب وهو:
“كان لي حديث مع إحداهنّ
يدور حول رغبتي في إصدار كتاب
فجاءني ردها ساخرة من حُلمي
((اللي بتطلع لفوق رقبته بتنكسر))
عزيزتي تلك الفتاة اللطيفة
أرجو أنك تقرئين سطوري الآن
كنتِ خير داعم لي لإثبات نفسي
ولن أنسى معروفكِ لي طيلة حياتي
أحبك في الله”
وعلقت عليه :” إنه من النصوص البارزة الذي تلقيت عليه الكثير من التعليقات، وأحبه لأنه من كان يتوقع لموقف مثل هذا أن يصبح من أحد نصوص كتابي؟”.
ووجهت كلمتها للكتاب الصغار عبر “القطيف اليوم” بقولها: الكتابة لا تستوجب وصول الكاتب لعُمر معيّن، وليست محصورة في عالم الكبار كما كنت أظن، لذلك أنتم تستطيعون طالما أنكم تحبون ما تفعلون، فقد حلمت بكتابي منذ سن التاسعة، وأنا الآن عمري 16 عامًا واستطعت تحقيق حلم طفولتي”.