مدخل / فضاءات الفيسبوك وتويتر والانستغرام منابر تضج بالإلحاد المغلف وإن حاول الملحدون تلميع صورهم وأظهروا أن أهدافهم إعمال العقل وترويج المعارف والعلوم الكونية!
برز في السنوات القليلة الماضية تيار في المجتمع يعاني من انحرافات فكرية خطيرة جعلته يشكك في المعتقدات ويضرب في جذور الدين من الأساس وتجاوز كل الخطوط الحمراء وللأسف الشديد أن أبرز المنظرين له جيل من الشباب في عمر الزهور .
ولعله من نافلة القول أن نوضح أن الانحراف الفكري مصطلح فضفاض ومطاط فما يتفق عليه مجتمع ما أنه سلوك منحرف قد يعتبره مجتمع آخر من المباحات وداخل ضمن حرية الرأي والمعتقد!
نعم، ربما تتفق المجتمعات على عنوان بارز في مفهوم الانحراف الفكري وهو أن أصحابه هم من يمزقون نسيج المجتمع ووحدته وهو الفكر الذي يخالف المبادئ والقيم والذوق السليم.
لعل كثيرين يتساءلون عن أسباب بروز هذا التيار وتناميه عند شريحة من الشباب ..
أغلب الظن أن أسباب نشوئه إما فردية أو بيئية فأما الأول يعود لمستوى الذكاء والدراسة والحالة العاطفية والكاريزما التي يتمتع بها الشخص المنحرف فكريًا حيث يكون لها دور كبير في تأثره بعوامل الانحراف وكثير منهم ومن خلال تجربتي الشخصية وجدتهم يذوبون في الأنا غارقين في النرجسية ويعشقون الظهور وينظرون نظرة ازدراء وتخلف لمن يقيم الشعائر الدينية ويعتبرونها مجرد طقوس من مخلفات القرون المظلمة وأن هذه الممارسات ليست من أدبيات العلوم الكونية التي جاءت لخدمة الإنسان وتطوره ورقي عقله.
ولو أمعنا النظر وجدناهم أنصاف مثقفين وهم أخطر أنواع الناس .. مشاهير بلا سبب يسممون الأفكار بادعاء الثقافة ويحوزون نصف المعرفة والمعلومة يحللون في السياسة والاقتصاد والدين والطب والأدب والفلك .. إخوان إبليس لا يعتتقون دينًا فضلًا عن مذهب يركنون له وأرفع شهاداتهم شهادة الميلاد وإن تقلدوا نياشين المعرفة وانتصروا للعلوم الكونية!
وثمة عوامل بيئية مؤثرة في هؤلاء المنحرفين فكريًا تتمثل في حالة التشدد في الأحكام والمعتقدات وبعض الممارسات المسيئة للإنسان عند شريحة تنتمي للإسلام وهي في الأصل – أي الأحكام والمعتقدات والممارسات – ليست من الدين وضد الإنسان وبالتالي يخلط هؤلاء بين الدين وهذه الممارسات فكلمات تشدد المحسوبون على الدين انتعشوا وهم يرون أن الدين يدعو للرجعية والتخلف بناء على ممارسات أبنائه خصوصًا أنهم يشاهدون الكثير من المخترعات والاكتشافات هي لأشخاص غير مسلمين ولسان حالهم يقول : متى يرتقي الخطاب الديني كي يواكب عقول الناشئة ويكون عامل جذب للدين لا منفر لهم !
الغزو الفكري الذي يسعى لضرب المجتمعات الإسلامية بتحريك الشبهات العقائدية ونشر الإنحلال الأخلاقي للقضاء على هوية المجتمع المسلم عامل مهم ساهم في انحراف بعض الشباب المنبهر ببهرجة الثقافة الغربية والعلوم الكونية حتى وجدوا أنفسهم محاطين بهالة من الأفكار المنحرفة.
الأسرة التي يعيش أفرادها روابط مفككة لها دور كبير في إنتاج أفراد منحرفين من خلال بعض الممارسات المنفرة كالقسوة والعقاب أو التدليل والتغاضي عن علاقاتهم الخاطئة أو بعض الممارسات المريبة وعدم التعامل بروية وحكمة ورزانة مع القضايا مما يؤثر على نفسياتهم بينما ينبغي أن تكون الأسرة أكبر حائط صد يصطدم به أي فرد من أفرادها عند تعرضه لهزة فكرية.
ورد عن الإمام الصادق عليه السلام قوله : ” بادروا أحداثكم بالحديث قبل أن تسبقكم إليهم المرجئة ” .