بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .
الانسان ذلك المخلوق الذي خلقه الله وشرفه وفضله على جميع مخلوقاته وتفضل عليه سبحانه وتعالى بأن سن له أحكام شرعية للحفاظ عليه وعلى حرمة دمه .
فلقد اعتبر الله سبحانه وتعالى قتل النفس المحترمة جريمة كبرى في محكم كتابه الكريم وعد قتل النفس من الذنوب الكبيرة التي تخلد صاحبها في نار جهنم. كما صرحت بذلك جملة من الروايات الشريفة الواردة عن أهل البيت عليهم السلام والمتصل سندها بجدهم المصطفى صلى الله عليه و آله . كما تم إيضاح ذلك من قبل المراجع العظام في رسائلهم العملية عندما يتعرضون للتعداد ( الكبائر ) من الذنوب :-
1-الشرك بالله تعالى
2-واليأس من روح الله تعالى
3-الأمن من مكر الله تعالى .
4-عقوق الوالدين
5-قتل النفس المحترمة .
الخ …….
قبل البدء بالتشرف بذكر بعض الآيات القرآنية والروايات الشريفة .
التفاتة سريعة لماذا يتم التعبير
(بالنفس المحترمة) يعني إطلاق يعم كل نفس وإنَّ حرمة دم الإنسان في الإسلام لا تختصُّ بالمسلمين وحسب، بل تشمل غير المسلمين أيضاً من غيرالمحاربين، والّذين يعيشون مع المسلمين عيشةً مسالمةً، فإنَّ دماءهم أيضاً وأعراضهم وأرواحهم مصونة ويحرم التجاوز عليها .
والأمر الآخر هل هذا القتل مادي أم معنوي كما هو الحال بالنسبة لبعض الذين يستخدمون وسائل التواصل الإجتماعي في إسقاط الآخرين بمعنى آخر (قتل شخصية الآخرين) والمحرك لهم الحسد والعياذ بالله .
** العناوين الرئيسية للموضوع :-
1-قتل النفس المحترمة كقتل الناس جميعا .
2-القاتل لايموت مسلما ولا يوفق للتوبة .
3-كل الشركاء قتله .
أولا:-قتل النفس المحترمة كقتل الناس جميعا. والخلود في جهنم.
قال تعالى( مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) ۚ(32)المائدة .
قال تعالى(وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) سورة النساء.
الآية الكريمة توضح شدة الحكم في القتل العمدي بما لم يكن في أي حرام آخر ، فقد اوعد عز وجل على القاتل كذلك أربعة أنواع من العذاب :-
1-الخلود في جهنم
2-وغضب الله تعالى عليه
3-واللعن
4-والعذاب العظيم .
كل ذلك لأهمية الدماء في الإسلام واحترامها عند الله تعالى وإن ازهاق الروح المحترمة في الشريعة كبيرة لا يعادلها شي أبدا
ثانيا :-القاتل لايموت مسلما ولا يوفق للتوبة.
*عن الإمام الصادق عليه السلام قال في رجل قتل مؤمنا قال: صلى الله عليه وآله يقال له مت أي ميتة شئت يهوديا وإن شئت نصرانيا وإن شئت مجوسيا) .
وقال عليه السلام أيضا (لا يوفق قاتل المؤمن متعمدا للتوبة ) .
ثالثا :- كل الشركاء قتلة .
*عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة: عن أحدهما عليهما السلام قال: اتي رسول الله صلى الله عليه وآله فقيل له: يا رسول الله قتيل في مسجد جهينة، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله يمشي حتى انتهى إلى مسجدهم، قال: و تسامع الناس فأتوه فقال صلى الله عليه و آله : من قتل ذا؟ قالوا: يا رسول الله ما ندري، فقال:
قتيل من المسلمين بين ظهراني المسلمين لا يدرى من قتله، والله الذي بعثني بالحق لو أن أهل السماوات والأرض شركوا في دم امرئ مسلم ورضوا به لأكبهم الله على مناخرهم في النار، أو قال: على وجوههم .
*ثواب الأعمال: ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير، عن غير واحد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة جاء يوم القيامة بين عينيه مكتوب آيس من رحمة الله .
هكذا تشدد الشرع الشريف في حفظ النفس المحترمة ولم يتشدد كما تشدد في الدماء
وإن للدماء حرمة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى .
أسأل الله تعالى أن يأخذ بايدينا لما فيه رضاه و صلاح أمورنا و يوفقنا وإياكم لتحقيق السلم والسلام والمحبة والأخوة والإخاء بين الناس فمن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا. لكي تشملنا وإياكم رحمة الله الواسعة
ببركة الصلاة على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
المصادر :-
1-مواهب الرحمن
2-الذنوب الكبيره